كثرة التضرع والذكر من صفات عباد الرحمن وقال اهل العلم إنَّ الدعاء من أعظم العبادات في الإسلام فهو -كما وردَ سابقًا- يقرّب العبد إلى ربّهِ ليسأله بقدرته أن يحلَ مسألته وأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكنَّ للدعاء شروط لا تكون الاستجابة من الله العزيز الحكيم إلّا بها، وهذه الشروط هي: الإخلاص: فعلى المسلم أن يخلص الدعاء لله العزيز الحكيم، وأن يكون نقيَّ القلب في توجهه لله تعالى. والخضوع لله: لأن الدعاء هو طلب الأدنى من الأعلى، فعلى المسلم أنْ يتضرع إلى الله ويخضع له من باب طلب الأدنى من الله العلي، والإلحاح في الدعاء والطلب منه -سبحانه وتعالى-. وتجنّب المعاصي: فإذا دعا ربّه، فعليه أن يكون سليم القلب وطاهرًا من المعاصي والآثام، وطاهرًا من المال الحرام، وهذا ما يتضح في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "أيها الناسُ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" [5]، وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" [6]، ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ، أشعثَ أغبَرَ، يمدُّ يدَيه إلى السماءِ: يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِّيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك؟" [7] [8]. وجديرٌ بالذكر عند ذكر شروط استجابة الدعاء أنْ يتمَّ الحديث عن الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء كما وردَتْ في الكتاب والسنة، ومن أهم أوقات إجابة الدعاء كما وردت هي: ليلة القدر، وجوف الليل أو وقت السحر، والدعاء دُبُرَ كلِّ صلاة مكتوبة، والدعاء في الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة، والدعاء عند نزول الغيث، والدعاء يوم الجمعة، والدعاء أثناء السجود والله تعالى أعلى وأعلم .