يعد المخرج صلاح ابو سيف من أبرز المخرجين الرواد الذين أرسوا قواعد وتقاليد للسينما المصرية منذ البدايات الأولى، اشتهرت أفلامه بالواقعية حتى أصبحت أفلامه تمثل مدرسة سينمائية لها مناهج وملامح ومراحل واختبارات، استحق بجدارة لقب "أبو الواقعية" في السينما المصرية. بدأ أبو سيف العمل بالمونتاج في أستوديو مصر، وأصبح رئيساً لقسم المونتاج بالأستوديو لمدة عشر سنوات حيث تتلمذ على يده الكثيرون في فن المونتاج، وفي بداية عام 1939م وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم "العزيمة" والذي يعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. وفي أواخر عام 1939م عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1946م قام بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو "دايماً في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي جسر واترلو, و كان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي و دولت أبيض. وفي عام 1950م عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة عماد حمدي و سامية جمال و فريد شوقي كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية. نجحت أفلامه في فرض مناخ حميم أكده حنانه وقلقه وتعامله الحسي الصادق مع آلة التصوير التي جال بها في الشوارع وفي الحارات الشعبية في مواضيع مستمدة من واقع الحياة المصرية والعربية ومشكلاتها فأثراها بالبعد الإنساني بأسلوب فني لا يتحقق في الاستوديوهات المغلقة، وأصبح صلاح ابوسيف رئيسا لمجلس إدارة أول شركة إنتاج سينمائي في مصر، وأستاذاً في المعهد العالي للسينما، وعميداً لمعهد السيناريو في القاهرة. ولد المخرج الكبير صلاح ابوسيف في 10 مايو عام 1915م في حي بولاق بالقاهرة، تاركا ارثا فنيا حيث بلغ مجموع الأفلام التي أخرجها ابوسيف طوال مسيرته أربعين فيلماً نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية، وفي 22 يونيو من عام 1996م توفي المخرج الكبير إثر إصابته بمرض عضال عن عمر ناهز 81 عاماً.