أعلن شاهد عيان استشهاد شخصين في قصف لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي علي منطقة جبلية جنوب غربي العاصمة الليبية. وأضاف أحد سكان المنطقة "نحن نواجه هجمات عنيفة منذ البارحة وحتي الان ، استشهد اثنان قبل قليل منذ عشر دقائق علي الاقل وهناك 4 اصابات بين البارحة واليوم."وأشار اذرف من بلدة مصراته الواقعة علي بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي طرابلس إلي ضربات صواريخ جراد تصل بين المنازل وأيضا مضادات الطائرات. وأوضح أحد السكان ان القصف في البلدة ألحق اضرارا بمبني كان يستخدم في معالجة الجرحي من القتال في ثالث أكبر المدن الليبية. وأضاف أن المبني يجري استخدامه حاليا كمستشفي مؤقت، مشيرا إلي أن سيارات الاسعاف بدأت تصل الان لنقل الجرحي. وأكد طبيب اسمه رمضان في مكالمة هاتفية من المدينة ان 160 شخصا أغلبهم من المدنيين استشهدوا في قتال بمصراتة علي مدي الايام السبعة الماضية. ولا يتوفر لدي رمضان وهو طبيب مقيم في بريطانيا قال انه وصل الي مصراتة قبل 3 أيام في اطار مهمة انسانية رقم محدد للاجمالي منذ بدء القتال قبل 6 أسابيع. وأضاف أن كل أسبوع ترد أنباء عن مقتل ما بين 100 و140 شخصا.. اذا ضربنا هذا العدد في ستة ستكون تقديراتنا بين 600 و1000 منذ بدء القتال. وأوضح أحد المقاتلين المقيمين في بنغازي ان امدادات الغذاء شحيحة للغاية في مصراتة. وأكد المقاتل ويدعي سامي وجود نقص حاد في الغذاء ونناشد المنظمات الانسانية المساعدة، مشيرا إلي أنه علي اتصال منتظم مع أحد سكان مصراتة. ولا تسمح السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الاحداث بحرية من مصراته. وتمكنت الحكومة بعد أسابيع من القصف والحصار من ارخاء قبضة قوات المعارضة تدريجيا هناك رغم الضربات الجوية الغربية التي تستهدف قوات القذافي. ويقول المقاتلون انهم ما زالوا يسيطرون علي وسط المدينة والميناء لكن قوات القذافي توغلت الي وسط المدينة بامتداد الطريق الرئيسي. واستعادت القوات الموالية للقذافي السيطرة في أغلب المناطق بغرب ليبيا في اجراءات قمعية عنيفة ،مما جعل مصراتة تنقطع عن العالم الخارجي وأصبحت محاصرة مع تراجع الامدادات. وفي بنغازي معقل المعارضة في الشرق، شكل المجلس الانتقالي الوطني فريق أزمة يضم وزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس لتولي منصب قائد أركان القوات المسلحة لمحاولة ادارة مناطق من البلاد تسيطر عليها المعارضة.كما طلبت قيادة المعارضة استمرار الضربات الجوية التي يقودها حلف شمال الاطلنطي علي قوات القذافي رغم استشهاد 13 من الثوار في ضربة أثناء محاولة السيطرة علي بلدة البريقة النفطية في شرق البلاد. وشوهد مئات الاشخاص أغلبهم من الشبان المتطوعين الذين يفتقرون الي الخبرة وهم يفرون شرقا من البريقة في اتجاه بلدة اجدابيا بعد التعرض لنيران شديدة من قذائف المورتر والاسلحة الالية. وكانت وحدة من المقاتلين الاكثر خبرة وتنظيما تتمركز في البداية بالبريقة لكن مع اجبار أغلب الصحفيين علي التوجه الي الشرق فليس من الواضح ما اذا كانوا داخل البلدة حتي الان أم أنهم انسحبوا الي الصحراء. وأوضح مراسل لرويترز أنه شاهد 4 عربات محترقة علي الاقل منها سيارة اسعاف علي جانب الطريق قرب المدخل الشرقي الي البلدة. وألقي أغلب المقاتلين باللوم علي شخص يتعاون معهم في طرابلس في التسبب في هذه النيران الصديقة ، إلا أن البعض كانت له أقوال مخالفة. وقال مقاتل لم يذكر اسمه "أطلق المقاتلون النار في الهواء وجاءت قوات الائتلاف وقصفتهم. نحن الذين ارتكبنا الخطأ." وأضاف مصطفي غرياني المتحدث باسم المقاتلين أن القيادة ما زالت تريد الضربات الجوية وتحتاج اليها. وأشار إلي ضرورة النظر الي الصورة العامة وأن الاخطاء تحدث. وأضاف أنهم يحاولون التخلص من القذافي وانه سيسقط قتلي رغم أن هذا بالطبع لا يسعدهم. ورفضت متحدثة باسم حلف شمال الاطلنطي "الناتو" الذي تولي هذا الاسبوع قيادة العملية العسكرية التي انطلقت في 19 مارس تحديد ما اذا كانت قوات الحلف شاركت في واقعة البريقة.وأضافت اوانا لانجسكو المتحدثة :"نحن ندرس التقرير، علي اي حال اذا اطلق احد النار علي طائراتنا فلها الحق في حماية نفسها." وشنت طائرات الحلف 363 طلعة جوية منذ توليها قيادة العمليات في ليبيا في 31 مارس، وكان نحو 150 طلعة منها مقررا ان تكون طلعات هجومية لكن حلف شمال الاطلنطي لم يؤكد ضربه لاي أهداف. وتعد البريقة واحدة ضمن سلسلة من البلدات النفطية بامتداد الساحل والتي تبدلت عليها الجهة التي تسيطر عليها أكثر من مرة بعد التدخل الذي سمحت به الاممالمتحدة بهدف حماية المدنيين.