3 محاور رئيسية ترسم مستقبل إدارة الأصول أنت تخون قدراتك وإمكانياتك عندما تطلب نجاحا صغيرا، فحقك الذى حصلت عليه منذ مولدك هو أن تكون صاحب شأن عظيم، فالنجاح العظيم من نصيب من يتعلم ويفكر دون توقف، اعلم أنه يمكنك تحقيق أحلامك إذا كانت لديك القناعة الكاملة باستطاعتك ذلك.. وكذلك محدثى منهجه العقول العظيمة دائما تبحث عن الأفكار التى تصنع الفرق. عندما ترى ناجحا، فإن كل ما تراه هو النجاح، لكن لا يمكنك رؤية التضحيات التى قام بها للوصول إلى ذلك، فإذا لم تكن قويا، فستقلع عن تجربة، وعلى ذلك حدد الشاب الثلاثينى مسيرته بمنطق أن تودع فى رصيدك قوة ثقتك بالنفس وتكون اقوى حتى تتجاوز المطبات. محمد حسن العضو المنتدب لشركة ميداف لإدارة الأصول.. دستوره يبنى على أن المبدع يرى التعثر حافزاً للإبداع، ويراه أول خيط للطريق الصحيح، مغامر إلى أقصى درجة، التقليدية فى معالجة الأمور غير مطروحة فى فلسفته، إيمانه أن الأزمات تصنع الثروات، والاستدامة فى النجاح لا تكون سوى بالإرادة. يمكنك مقارنة حالى بمن يقف فى عصور القرون الوسطى، زهور وحدائق تعبر عنها لوحات فنية صممت بدقة شديدة، مشهد كلاسيكى يحكى تفاصيل الحياة فى مدن أوربا الشامخة.. هكذا يبدو الحال عند المدخل الرئيسى، أمتار بسيطة فاصلة عن غرفة مكتبه، ممر تستحوذ على حوائطه أشكال فنية بسيطة، ديكورات متنوعة، مكتبه يتصدره ملفات العمل ومجال سوق المال، مكتب لا تزيد محتوياته عن أجندتين صغيرتين، واحدة لتدوين أفكاره العملية، والأخرى تسطر محطات حياته، وفضل والديه، ودورهما فى مسيرته. حريته الواسعة، وتفكيره المحدد، يمنحه القدرة على التحليل الدقيق، تفاؤله لا يخلو من بعض التحفظات على المشهد الاقتصادى.. «ربما الحال قبل تمدد وانتشار فيروس كورونا أفضل حالا، معه بدأ السواد الأعظم من المواطنين الإحساس بثمار الإجراءات الإصلاحية من خلال تراجع أسعار السلع الأساسية، لكن مع توطن الفيروس كان الأمر صعبا، وقوبل ذلك بالتحرك السياسى مع عدد من الدول الكبرى، وتعزيز العلاقات مع الصين، وإيطاليا، وهو ما ينعكس بالإيجاب اقتصاديا بعد تلاشى أزمة كورونا».. من هنا بدأ الحوار. لا يخشى محدثى الصعاب، أو المطبات، يحمل ثقة كبيرة فى مواجهة الأزمات، نفس الأمر حينما يتحدث عن فيروس كورونا وتداعياته على المؤشرات الكلية والقطاعية، يعتبر أن انعكاساته محدودة ولن تتجاوز الأشهر القليلة المتبقية من عام 2020، بعدها سوف يشهد الاقتصاد انطلاقة قوية، فى ظل الثقة الكبيرة فى مستقبل الاقتصاد، والذى تكشف من خلال التدفق الكبير من المستثمرين الأجانب لتغطية القروض الدولارية، وهو ما يساهم فى حدوث قفزة كبيرة فى الاحتياطى النقدى. إذن الإصلاحات الاقتصادية نجحت فى امتصاص تداعيات أزمة كورونا، وتخفيف آثارها اجتماعيا واقتصاديا. يجيبنى وبدا واثقا فيما يقول، إن «الإجراءات الإصلاحية التى بدأت منذ نوفمبر 2016 كانت بمثابة حائط الصد أمام فيروس كورونا، حيث نجحت هذه الإجراءات فى استقرار سعر الصرف عند مستوياته، دون تحقيق قفزات تضر بالعملة الوطنية، مع اتخاذ إجراءات أخرى تتمثل فى خفض أسعار الفائدة». امتلاك القدرة على الإقناع من السمات التى تبدو واضحة فى شخصيته، يتكشف ذلك حينما يحلل ملف السياسة النقدية، والدور الذى لعبه البنك المركزى فى تحقيق ذلك، من هنا يكون رضاه الكامل على السياسة، خاصة بعد قيام البنك المركزى بخفض أسعار الفائدة بنسبة 3% دفعة واحدة، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، وتقدم كافة الإجراءات المهمة والميسرة فى خدمة العملاء. لكن الخبراء والمراقبين لديهم تحفظات على قيام البنوك الوطنية بإصدار شهادات استثمارية بفائدة 15%، وهو ما يتعارض مع العمل على تنشيط الاقتصاد.. فلماذا؟ بهدوء وثقة يرد قائلا إن «توجه البنوك الوطنية لإصدار شهادات بفائدة مرتفعة هدفها مواجهة حدوث أى عمليات مضاربة على الدولار، مما قد يتسبب فى ارتباك بالسوق، وكذلك كان هذا الاتجاه هدفه الرئيسى مراعاة البعد الاجتماعى، خاصة أن شريحة عريضة تعتمد على هذه العوائد من أصحاب المعاشات». ليس المهم أن نقنع، ولكن أن نمنح ما يمكن أن يدفع للتفكير، ونفس المشهد فى استثمارات الأموال الساخنة، أو السريعة، فهذه الأموال شهدت تدفقا مع الإجراءات الإصلاحية، ثم بدأت فى الخروج مع نهاية عام 2018 بسبب طبيعتها، فى الوقت الذى تدفقت تحويلات المصريين، وعوائد السياحة بصورة واجهت عمليات التخارج للأجانب، ولم تترك أثراً، لكن للاقتراض طويل الأجل لا يمثل قلقا، خاصة بعد انتهاء أزمة كورونا سوف يتحقق النجاح من خلال تدفق استثمارات الدول التى تعاونت مع الدولة فى التصدى لأزمة كورونا، فى ظل وجود خطة متكاملة لزيادة الاستثمار فى السوق المحلى. «إذا لم تكن مرنًا، لن تستطيع الوصول لحلول لما تواجهه من مشكلات».. هكذا يكون فكر الرجل حينما يتحدث عن السياسة المالية التى تواجه ارتباكا، نتيجة الضرائب التى تتحملها شريحة واحدة، دون تغيير الاتجاه من فلسفة الاعتماد على تحصيل ضرائب بصورة مستمرة، وأيضاً ضرورة التوسع فى فئات أخرى، ودخولها المنظومة الضريبية، فى الوقت الذى يعانى الملف من المتهربين الذين تقدر المستحقات المقدرة عليهم بمليارات الجنيهات، وكذلك ضرورة الاعتماد على الإنتاج فى الإيرادات وليس الضرائب. إذن دخول الاقتصاد الموازى فى منظومة الاقتصاد الرسمى سوف يكون قادرا على تحقيق إيرادات كبيرة للدولة. يرد على قائلا إن «مدى النجاح الذى تحقق فى هذا الملف سوف يكون له دور كبير فى تحسن الإيرادات، لكن قد يستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى 5 سنوات للوصول إلى نسبة 20 أو30% من هذا القطاع، بشرط تحقيق الثقة المتبادلة بين صاحب العمل فى هذا القطاع، والحكومة، وتقديم كافة التسهيلات التى تشجع على استقطابه فى منظومة الاقتصاد الرسمى». «تعيش مرة واحدة فقط، إذا فعلت ذلك بالطريقة الصحيحة فستكفى تلك المرة» هكذا يجب أن تكون فلسفة العمل فى ملف الاستثمار، الذى شهد تخارجا من المستثمرين الأجانب، ومطالب بعودتهم مرة أخرى فى ظل التنافسية الشرسة بين دول المنطقة للحفاظ على نصيبها من كعكة الاستثمار الأجنبى المباشر، ورغم ما تم اتخاذه فى هذا الملف من تعديلات قوانين وتشريعات تعمل على جذب الاستثمار، لكن لا يزال هناك ثقة غائبة، فى فترات محددة، وتبدأ هذه الثقة مرة أخرى مع انتهاء أزمة كورونا، بعدما خرجت هذه الأموال إلى جميع أدوات الاستثمار الأخرى، من ذهب وسندات وأذون خزانة، مع مراعاة التسويق الخارجى بطريقة محترفة، لجذب الاستثمار، ونقل تجارب الدول الأخرى فى العديد من المجالات الخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والصناعات المغذية، بالإضافة إلى دور الصندوق السيادى الكبير فى المرحلة القادمة. لا تجعل هدفك البقاء، وإنما الوصول للأفضل مثل ما يقوم به قطاع الغاز والبترول ودوره فى قيادة قاطرة الاقتصاد، بعد الاهتمام الكبير بشأنه، والمحاولة فى تحقيق الريادة الاقتصادية فى هذا القطاع، بعد التوسعات الكبرى فى القطاع، وكذلك العمل على تحلية مياه البحر، والاستفادة منها، بالإضافة إلى قطاع الصناعة الذى يمثل الركيزة الرئيسية فى التصدير، وتوفير فرص عمل، والعمل على استقطاب العملة الصعبة. لم ينس الرجل دور القطاع الخاص فى التنمية الاقتصادية، بسبب المعاناة التى مر بها، فى السنوات الماضية، وتحاول الدولة إفساح المجال أمام القطاع، والدخول فى الشراكة مع القطاع المشروعات القومية، على أن تقوم الحكومة بدورها فى توفير الحماية والرقابة للسلع المهمة، مع الحفاظ على المستهلك، كما أنه على القطاع الخاص تعزيز واستكمال دوره فى التنمية، مع تقديم كافة مسئولياته، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمستثمر المحلى، لقدرة على استقطاب المستثمر الأجنبى. تجارب عديدة مر بها، محطات صعبة فى رحلته، عاصر فيها ملفات لا تزال تواجه مستقبلا مجهولا منها ملف الطروحات الحكومية الذى استغرق سنوات طويلة فى تكشفه للنور، وتنفيذه بالبورصة، له رؤية خاصة أن هدف برنامج تحقيق مساهمة بين القطاعين العام والخاص، وتقوم الدولة بذلك من خلال دخول مستثمرين كبار، من شأنهم حصولهم على حصص كبيرة، تتيح لهم تنفيذ فكر احترافى يساعد على نقل الشركات إلى الربحية، مع ضرورة العمل على تحقيق التسعير العادل لأسهم هذه الشركات، مع تحقيق التوقيت المناسب، مع الاهتمام بالشركات الجديدة المزمع طرحها، باستغلال الفرص، والاتجاه إلى طرح الشركات التى تواجه مشكلات تشغيلية لمستثمر استراتيجى. ليس من هواة التفاصيل، لكن حينما يتحدث عن البورصة، ومجال سوق المال يحرص على تحديد روشتة تمنح السوق الريادة، منها إتاحة الفرصة للسندات الحكومية بتداولها للأفراد، للعمل على زيادة السيولة، وتنشيط السوق، وكذلك الترويج والتسويق، بما يساهم فى جذب شركات جديدة، واستمرار المحفزات بتخفيض رسوم التداولات والقيد، بالإضافة إلى الاهتمام ببورصة النيل، ورفع رؤوس أموالها بصورة أفضل حالا، وتنشيط أيضاً كافة الشركات العاملة بالسوق، من خلال الاستفادة من مبلغ 20 مليار جنيه المقرر ضمن محفزات البورصة، عبر مراحل محددة، وتوزيع بشرائح أكبر على شركات إدارة الأصول، ومراعاتها فى ذلك الأمر. النجاح الذى تحققه هو الفارق بين أن تكون شخصا عاديا وعبقريا، وهو ما سعى إليه الرجل منذ سنوات عمره الأولى، ليكتسب معها ثقة وقدرة على الإقناع، تشكيل فكر ساهم فى سلسلة نجاحاته، إلى أن وصل مرحلة جديدة تسطر فى تاريخه، يسعى خلالها مع مجلس الإدارة لتحديد استراتيجية متكاملة تقوم على 3 محاور رئيسية عبر تأسيس صناديق استثمار غير تقليدية، بعيدا عن صناديق الأسهم وأدوات الدين، بالإضافة إلى العمل على استهداف شرائح جديدة لإدارة المحافظ، وكذلك استقطاب كيانات القطاع الخاص. فى صفحات حياته يفتش الشاب الثلاثينى عن الأفضل، وما يمنحه التميز، عاشقا للقراءة خاصة فى مجال عمله، محبا لممارسة الرياضة، لما تمنحه من نشاط وقدرة على التفكير، مغرما بالألوان التى تحمل النقاء والصفاء.. لكن يظل شغله الشاغل الوصول بإدارة الأصول إلى الريادة.. فهل يحقق ما يتمناه؟