اتفق أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور على الغاء المادة 68 الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة .. بداءة .. التفريق بين المراة والرجل فى الحقوق مخالفة صارخة للدستور ..لأى دستور فى العالم .. ولمبادئ حقوق الانسان .. ولو تم عرض هذا التفريق على المحكمة الدستورية فسوف تحكم بعدم دستوريته .. ومن يقرأ البيان الدولى لحقوق الانسان منذ صدوره فى أربعينات القرن الماضى الذى حثت وشاركت فى اصداره السيدة "اليانور روزفلت" لن يجد مادة واحدة تفرق بين الرجل والمرأة أو بين انسان وآخر .. وعلى من يريد الاستزادة أن يقرأ : The international Bill of Human Rights ألا يقرأون ! وما يمكن أن يترتب على هذا الالغاء خطير جدا .. أن تمنع المرأة من حق العمل ان تقدمت لوظيفة شاغرة ومعها رجل .. فمهما كفاءتها تم تفضيل الرجل عليها .. أما الترقيات فسوف تصير من حق الرجل وحده مهما كانت أفضلية المرأة .. وعودا الى وظائف القضاء التى كان يتولاها الرجل فلن تستطيع المرأة الطعن بالمخالفة لاحكام الدستور .. ومعنى هذا هو الرجوع الى عصور الظلام والرجعية .. فبدلا من أن نتقدم نبدأ فى التقهقر .. وصلت المرأة للمساواة فى كل الحقوق والواجبات فى الولاياتالمتحدة والدول الأوربية منذ قرنين من الزمان .. ونحن مازلنا نتحدى التطور فهل هو بسبب ضعف المرأة وخنوعها فى دول الشرق الأوسط .. أم بسبب تفسير الشريعة خطأ .. ام بسبب سيطرة الرجل واستغلال عضلاته !! أم كل هذا !! لماذا هذا الظلم والاجحاف الذى كثيرا ما نلجأ اليه للتفريق بين مصرى وآخر .. اذا لم يكن بين مسلم ومسيحى .. كان بين سنى وشيعى .. والآن بين رجل وامرأة .. وكأننا شعب لايحب المساواة والعدالة فى التوزيع وانما يتشدق بهما فقط .. يضع قواعد آمرة للتفريق ثم يتباكى على حقوقه الضائعة .. كثيرا ما كتب الدكتور على جمعة وغيره من اافقهاء فى الدين الاسلامى عن قدر المرأة فى الاسلام ! لفد تولت المرأة جميع المناصب فى جميع عصور الاسلام المتتابعة .. ومن يريد الاستزادة والايضاح فليقرأ: دكتور. على جمعة مفتى الجمهورية يكتب:المرأة فى الحضارة الإسلامية: نماذج حضارية .. ومع ذلك جاءت مجموعة .. المفروض أنهم من مثقفى مصر تقوم عمدا بالغاء المادة 68 الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة فضيحة أمام العالم أجمع .. حين يصدر الدستور الجديد .. أن يخط بعض الرجال ومنهم أساتذة قانون ومستشارين قولا ضمنيا يسمح بتميز الرجل على المرأة .. وهضم المراة حقها فى المساواة بالرجل .. ألا يفهمون ! لاتنزعجى ايتها المرأة المصرية التى تعلمت وعلمت .. حوكمت وحكمت .. فمع هذا الخضم الهائل من أصحاب الذقون ..فهم لايرون فيك الا جزءا من متاع البيت .. يريدونك حين يحتاجوك .. ويلقون بك حين يشبعون منك .. لقد أنجبتيهم وأنجبت لهم .. لكنهم حاقدون وجاحدون .. فنحن شعب لايقرأ وان قرأ لايفهم وان فهم لايعمل بما فهم .. شعب تتقدم الشعوب وهو يتأخر .. ورغم تعهد الرئيس - منذ عدة أسابيع - لدول العالم المجتمعين فى الأممالمتحدة أنه سوف يعمل جاهدا لاعطاء الأقليات والنساء حقوقهم مثل ما يحصلون عليه فى الدول المتقدمة .. فلم تتدخل رئاسة الجمهورية بالاعتراض على الفاء المادة 68 . ..من مشروع الدستور الذى تضعه الجمعية التأسيسية وكان هذا حق الرئيس قى ابداء الرأى وحتى بالاعتراض بما له من سلطة.. فرب العزة لم يفرق بين ذكر وأنثى .. والآيات القرآنية التى تدلل على ذلك كثيرة يستطيع سردها واللجوء اليها فقهاء الدين الاسلامى ..: .المراة فى الشريعة الاسلامية وفى جميع القوانين الوضعية المتعارف عليها فى العالم .. لها مثل ماللرجل من حقوق وعليها ما على الرجل من واجبات .. وبمناسبة الحديث عن المرأة فى القضاء .. عندنا فى مصر الآن قاضيات فاضلات وأشهرهن المستشارة تهانى الجبالى القاضية بالمحكمة الدستورية والتى حين تستمع اليها لاتشبع من حديثها وقدراتها القانونية المتأججة.. فكيف بعد هذا الحديث المسهب .. يحق لأى مسلم أن يدعى أنه مسلما ويتصدى لحق المراة فى المساواة !! ولأى مثقف يبحث عن حقوقه ..أن يتصدى لحقوق المرأة ويرفض المساواة بينها وبينه !! . تحياتى من كاليفورنيا .. .