رأت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن آثار ضعف العملة والاقتصاد المتعثر في إيران بدأت تترسخ في جميع نواحي الحياة، ولعل آثارها السلبية اجتماعيا بات واضحا في انخفاض نسبة الزيجات التي تمت في الأسابيع الماضية والتي كانت تعد فترة الذروة للزواج في إيران. وقالت الصحيفة إنه في هذا الوقت من العام، كان عادة ما يعتاد سكان طهران على رؤية العديد من حفلات الزفاف التي تزداد بشكل كبير في الأسابيع التي تسبق بداية الأشهر الإسلامية "الحرم"، والتي تقع هذا العام بين منتصف نوفمبر ويناير، ولكن تضاءلت عدد سيارات الزفاف التي تجوب شوارع العاصمة. ويقول أحد مصففي الشعر للنساء: "قبل شهري محرم وصفر، كان لدينا زحام شديد وليس لدينا أي وقت حتى لنأخذ قسط من الراحة، ولكن هذا العام، نجلس في بعض الأحيان بدون عمل، حيث لا يوجد حفلات الزفاف التي اعتدنا على رؤيتها في مثل هذا الوقت من العام". وأرجعت الصحيفة ذلك إلى تأثير العقوبات الدولية التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران على إثر برنامجها النووى، وترتب على ذلك ارتفاع حاد في الأسعار وهبوط قيمة العملة الوطنية بنسبة تزيد على50% هذا العام، كما بلغ حجم التضخم في البنك المركزي الإيراني نحو 25%. ويقول "ماجد"، 27 عاما، مصور فوتوغرافى، إن والده كان يخطط للاتفاق على موعد الزفاف مع أهل خطيبته قبل شهر محرم، ولكن في فصل الصيف، قال إنه ينبغي تأجيل هذا الموعد لظروف مادية، حيث إنه لا نستطيع تحمل تكلفة حفل الزفاف". وبين أواخر شهر مارس وأواخر مايو - الفترة الأخيرة التي توفرت بياناتها الرسمية - كان عدد الزيجات في إيران 7,5% ، أقل مما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وأعرب حكام إيران بالفعل عن القلق بشأن انخفاض معدلات الزواج، وارتفاع الطلاق خاصة عند بين حديثي الزواج ممن ليس لديهم أطفال. وأشارت الصحيفة إلى أن الانخفاض الحاد الأخير في القوة الشرائية للناس، وعلى وجه الخصوص ارتفاع أسعار الأجهزة المنزلية والذهب، من المتوقع أن يهدد المزيد من الزيجات، التي أصبحت تتأثر على نحو متزايد في العقود الأخيرة بسبب تغيير أنماط الحياة.