المصدرون يطالبون بخفض نولونات الشحن لمواجهة ارتفاع تكاليف العمالة والتعقيم تتيح أزمة كورونا فرصًا أفضل لصادرات الحاصلات الزراعية فى مصر خلال الفترة القادمة، فثمة طلب مرتفع عليها فى الدول العربية والأوروبية، حيث تهيأ لها سبب جديد للزيادة وهو احتياجات الأسواق من ناحية وإجراءات الوقاية الدقيقة التى تلتزم بها مصر فى ظل ظهور فيروس كورونا المستجد. وتعتبر الصادرات الزراعية من أكثر أنواع الصادرات التى تميزت بالحفاظ على مكانتها التصديرية خلال الأعوام السابقة فى ظل ظروف وأحداث اقتصادية متغيرة، مثل الآفات الزراعية التى مرت على عدد من المحاصيل، وحظر التصدير لبعض المحاصيل، وتغيير السياسات النقدية والاقتصادية، وتغير سعر الصرف وغير ذلك من تطورات استطاعت خلالها الصادرات الزراعية الثبات على معدل التصدير؛ وحافظت على أسواقها، بل تمكنت من دخول أسواق جديدة أيضًا. أكد المهندس على عيسى الرئيس السابق للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين أن قيمة وكمية صادرات الحاصلات الزراعية ثابتة تقريبًا بانخفاض 1% فى الكمية و3% فى القيمة، وقد حققت الصادرات إلى الدول العربية زيادة قدرها 10% فى الكمية و3% فى القيمة، بينما هناك انخفاض فى الصادرات إلى الاتحاد الأوروبى والدول الأوروبية خارج الاتحاد الأوروبى، وذلك لأسباب صحية تخص هذه الدول وإغلاق مطاراتها وتوقف الشحن إليها بسبب انتشار وباء كورونا. وقال «عيسى» إن قيمة الصادرات حتى نهاية مارس 2020 بلغت مليارًا و333 مليون دولار، وذلك خلال الموسم التصديرى فى 6 شهور مقابل مليار و354 مليون دولار فى الموسم الماضى، ويعتبر البرتقال من المحاصيل الرئيسية فى الحاصلات الزراعية لكنه قد انخفض بنسبة طفيفة خلال الفترة الماضية وذلك أيضًا بسبب ظروف الدول الأخرى. ويقول المهندس محسن البلتاجى رئيس جمعية هيا للحاصلات الزراعية والبستانية إن مصر استطاعت منذ زمن تحقيق مكانة بارزة فى تصدير الحاصلات الزراعية خاصة إلى الدول العربية، بل إنها استطاعت دخول أسواق جديدة فى الدول العربية وبصفة خاصة لأصناف البرتقال والليمون والموالح عمومًا والخضراوات والفاكهة، وستشهد الفترة القادمة انتعاشة أكبر لهذه الأصناف، بالإضافة إلى البصل الناشف، وثباتًا فى باقى الأصناف خلال الفترة الحالية مثل البطاطس والفاصوليا الخضراء وغيرهما. ويؤكد «البلتاجى» أن الوضع سوف يكون أفضل بكثير إذا ما تم خفض نولونات الشحن الجوى بصفة خاصة وكذلك البحرى لأن الأسعار مبالغ فيها وكذلك حركة الطيارات وعدم انتظامها، ما يضطرنا إلى التأجيل لمرات عديدة بسبب عدم توافر طيارات، وأنه يجب مراعاة ارتفاع التكلفة خلال الفترة الراهنة بسبب خفض الإنتاج وتخفيف كثافة حضور العاملين والأجازات المدفوعة الأجر التى يتحملها صاحب العمل والاحتياطات والتطهيرات اليومية فى المزارع. وأكد المهندس مصطفى النجارى رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين أن الصادرات الزراعية فى حالة ثبات واستقرار حتى فى ظل أزمة فيروس كورونا على مستوى العالم، فإن مصر من خلال اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والوقائية قد استطاعت كسب الثقة لدى المستوردين وتحقق الثبات فى القيمة والكمية خلال هذه الفترة، خاصة أن الحاصلات الزراعية والمنتجات الغذائية عمومًا من السلع التى لا يمكن الاستغناء عنها أو انخفاض التعامل فيها بصورة واضحة. وأكد «النجارى» أن كل الحاصلات الزراعية لها فرص تصديرية فى مختلف الأسواق العربية والعالمية، ولكن الأمر يختلف بالنسبة لكل سوق ومدى احتياجاته لسلع معينة ومدى استعداده لتلقى الصادرات المصرية. وأشار إلى ضرورة الاهتمام خلال هذه الفترة بحركة الطيران من خلال التعاون بخفض قيمة نولون الشحن الجوى إسهامًا فى تقليل تكلفة المنتج التى تجعل من السلعة المصرية أكثر تنافسية خاصة فى ظل هذه الظروف.