كان "الفيس بوك" أحد أعمدة الثورة في تونس ومصر، ومن بعدهما انتشرت التحركات الشعبية إلى الكثير من الدول العربية، ومازالت المجموعات العربية على الموقع الاجتماعي تواصل دورها بين الشباب الذي يتخذ منها نافذةً لعرض آرائه وأفكاره والسعي لتوجيه الرأي العام. وبحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن" فإن أعضاء مجموعة "ثورة شباب اليمن" التي تجاوز عدد أعضائها 1700 شخص، قد أشاروا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب شباب الثورات الأخرى في المنطقة العربية، مثل مصر وتونس. وفي هذا السياق، قال طلال أحمد: "إذا كان الرؤساء العرب لم يستفيدوا من تجارب بعضهم البعض، فيجب علينا نحن الشعوب الاستفادة من تجارب من سبقونا من الثوار في مصر وتونس، فوحدتنا هي مصدر قوتنا، ويجب ألا ندع الصغائر تفرقنا والابتعاد عن كافة أشكال العنصرية التي عززها النظام المخلوع والأهم تقبل الآخر بجميع معتقداته." وفي مجموعة "ائتلاف شباب ليبيا - ثورة الحق"، قال مؤسس المجموعة: "إن ما حدث مؤخراً من نهوض شامل لشعوبنا في مختلف البلاد العربية نتيجة حتمية للضغط الذي ولد الانفجار، فشعوبنا عانت القمع والظلم والاستغلال على أيدي هذه الحكومات الطاغية." وتوالت على الصفحة أخبار انتصارات الثوار بعد فرض الحظر الجوي على ليبيا، وشارك في المجموعة شباب من الجزائر ومصر وتونس لتشجيع ثوار ليبيا على الصبر والصمود حتى إسقاط نظام القذاقي. وكان الوضع مختلفاً على صفحة مجموعة "حزب شباب سوريا"، من حيث وجهات النظر بشأن الأوضاع في سوريا، فهناك من يؤيد بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه، شرط إجراء بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية، تجنباً لما يمكن أن تفعله بعض التيارات الإسلامية، بينما أعرب عدد كبير من الشباب عن خشيتهم من قيام حرب أهلية في حالة سقوط النظام. وبرز إلى جانب ذلك مجموعة حديثة أنشأت بعنوان "قائمة العار السورية/ سوريون ضد الثورة"، وصل عدد أعضائها إلى قرابة ألفي شخص، وتستهدف شخصيات عامة عارضت علناً التحركات الشعبية المناوئة للأسد. وكان قائمة العار السورية أشبه بقائمة مصرية ظهرت في بداية الثورة أيضا، ما يعني أن ثوار سوريا بحثوا أيضا عن تجارب الآخرين حتى تحقق النجاح.