ارتبط المشاهد المصرى منذ سنوات طويلة بالأعمال التى تؤرخ لتاريخ البطولة المصرية، بكل أشكالها سواء كانت موقعة عسكرية قام بها رجال مصر البواسل، أو حربا حققنا فيها الانتصار مثل حرب أكتوبر 73، كما حدث فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» وأخيرا فيلم الممر الذى تناول فترة حرب الاستنزاف، او حتى عمل فردى قام به أحد جنود مصر سواء من خلال عملية داخل جهاز المخابرات المصرية صقور مصر، مثل رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة الذى اشتهر باسم «جمعة الشوان» اللتين تناولتهما الدراما المصرية، حيث قامت الصقور المصرية رجال المخابرات بزرعهما داخل إسرائيل وحصلوا على معلومات دقيقة ساهمت فى الانتصار على العدو الإسرائيلى، او كان العمل يتناول إنسانا مصريا بسيطا من عامة الشعب وجد أن واجبه الوطنى يحتم عليه مقاومة الاحتلال كما حدث فى فيلم «فى بيتنا رجل» حيث شارك بطل العمل فى عمليات فدائية ضد المحتل وأعوانه من الخونة. وتمر الأيام وتبتعد الدراما عن تلك الأعمال التى تتناول بطولات المصريين، وظل المشاهد المصرى يبحث عن ضالته منذ آخر مسلسل تقريبا وكان رأفت الهجان، يبحث عن عمل وطنى يجمع شمل الأسرة المصرية، ويحفز بداخلنا مقاومة قوى الشر سواء من الخارج أو من يعاونهم من إخوان الشيطان فى الداخل، وكما أعاد لنا فيلم الممر كبرياء السينما المصرية، جاء مسلسل الاختيار ليعيد لنا كبرياء الدراما المصرية، حيث يتناول العمل شخصين مصريين جمعهما العمل فى كيان واحد الا وهو جيش مصر العظيم، لكن الأول اصر أن ينال الشهادة كجندى مصرى روحه وضعها فداء لهذا الوطن الذى يستحق منا كل تضحية، وكما أحب الشهادة وطلبها، استشهد فى إحدى عمليات الغدر الجبان والخسيس من قوى الشر، فذهب إلى جنة الخلد بإذن الله، مع الصديقين والشهداء، اما الثانى فكان حليف الشيطان فكانت نهايته الإعدام ليذهب إلى جهنم وبئس المصير مع الخونة واعداء الوطن. الأول حافظ على تراب وطنه من أعداء الوطن وشياطين العصر وكل عصر الإخوان وكل من سار على دروبهم والثانى صاحب الشيطان فكانت نهايته نهاية كل شيطان. هذه هى حكاية مسلسل الاختيار من الآخر، أحمد المنسى - قائد الكتيبة 103 صاعقة - الذى استشهد فى كمين «مربع البرث»، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، «المنسى» رمز للفخر والاعتزاز بالجندية المصرية، هو ابن كل أسرة مصرية، هو الاخ والخال والعم والاب هو كل إنسان يرمز للشهامة المصرية، ولذلك كان من الطبيعى أن يستقبله المصريون بالتهليل، دخل بيوت المصريين بكل ترحاب، ولمَ لا وهو عمل يجسد بطولة إنسان مصرى، عاش ومات من أجل أن يحمى الشعب المصرى كله، نعم ليس المنسى فقط الذى حارب فى سيناء لكنه استحق أن يكون رمزا لكل زملائه، وهناك بطولات اخرى لأبطال اخرين سوف نراها بالتأكيد فيما بعد لأبطال آخرين. المنسى هو بطل قومى مثله مثل كل الذين استشهدوا على رمال سيناء وغيرها من الأراضى المصرية، لذلك جاء إنتاج وعرض هذا العمل فى توقيته، لاننا دائما بحاجة أن نقول للشباب المصرى خاصة المستهترين القابعين فى الشوارع يلعبون ويعيشون حياتهم طولا وعرضا على المقاهى والشواطئ وحمامات السباحة داخل الفنادق، ان هناك ناس تعيش وسط الصحراء بكل وحشتها بردها وحرها لتحميك وتجعلك تنام وانت آمن مطمئن، جاء المنسى أو الاختيار لكى يقول للعالم أن البطل المصرى سيظل موجود ما بقيت الحياة، وأن الجيش المصرى هو مصنع الرجال، نعم استشهد المنسى لكن القوات المسلحة المصرية كل يوم تكتب شهادة ميلاد جديدة لبطل، كل يوم تقدم لنا الآلاف من أبنائها يحمون حدودها برا وبحرا وجوا، للحفاظ على التراب المصرى، وتلك هى عقيدة جيش مصر على مر العصور( دع سمائى فسمائى مُحرقهْ - دع قناتى فمياهى مُغرِقهْ - واحذر الأرض فأرضى صاعقة - هذه أرضى أنا وأبى ضحّى هنا - وأبى قال لنا مزقوا أعداءنا - أنا شعبٌ وفدائى وثورهْ - ودمٌ يصنع للإنسان فجْرهْ - ترتوى أرضى به من كل قطره هذا النشيد يعبر تماما عن عقيدة جيشنا الابى). جاء مسلسل الاختيار لكى يبرهن على اننا امام عمل بطولى يجعلك تنتظره بشكل يومى، حتى تعرف إلى اين تأخذنا الأحداث، وماذا كان يفعل ابطال الصاعقة فى سيناء، نرى بأعيننا ماذا يفعلون من أجل الوطن والحفاظ على ترابه، كما أنه يفضح نهم الجماعات التكفيرية للدم، والجميل فى هذا العمل الذى يلقى الضوء على المنسى الشهيد البطل، والخائن هشام عشماوى، حتى يعى الإنسان المصرى والعربى قيمة التضحية والاستشهاد من أجل الوطن، ومغبة الخيانة والاتجار بالدين واستخدامه لافكار هدامة دنئية، الجميل أنه يقدم لك كل حلقة تقريبا حكاية شهيد ضحى من أجل وطنه، ويوضح أن جنود مصر تمنوا جميعا الاستشهاد فى سبيل الوطن. شارك فى تقديم حكايات الشهداء وقصصهم مجموعة من النجوم أبرزهم آسر ياسين، محمد إمام، كريم محمود عبدالعزيز، ماجد المصرى، محمد رجب، صلاح عبدالله،، اياد نصار، أحمد وفيق، كريم عبدالخالق، وأحمد صلاح حسنى. أمير كرارة فى هذا العمل وطبقا للسيناريو والحوار المكتوب، يذكرك بالحالة الإنسانية التى قدمها عمر الشريف فى فيلم فى بيتنا رجل. المصرى الشهم الجدع القريب منك، تشعر أنه واحد من عائلتك, وهو نجاح للممثل أن ينقلك إلى كونك مشاركا كمشاهد فى العمل وليس متلقيا، تشعر انك جزء من الحدودتة، ولان أحداث المسلسل واقعية، وكانت منذ فترة قليلة فهذا جعلنا جميعا مشاركين فى الأحداث، من منا لم يشاهد مشاهد حرق الإخوان لاقسام الشرطة وتحويل الشوارع إلى ساحات للقتال، من منا لم يتوقع وهو يسير فى الشارع أن رصاصة من رصاص غدرهم قد تصيبه، كما اصابت الكثيرين، لذلك جميعنا شارك فى حدوتة المسلسل. دراما الاختيار انتصرت لنا كمصريين فى فضح تجار الدين، انتصرت للمثل الأعلى والقدوة التى يجب أن تكون على مائدة رمضان الدرامية كل عام، ما احوجنا إلى تلك الدراما التى اعادت الأسرة إلى الالتفاف حول الشاشة الصغيرة. احتشاد المصريين خلف المسلسل بمثابة دعم وتأييد للجيش ضد أعداء الوطن وتجار الدين، وهذا هو نفسه الشعب الذى نزل بالملايين فى الشوارع خلال ثورة 30 يونية، مستنجدا بالجيش المصرى من حكم الإخوان، لذلك عندما عرض الاختيار لم نندهش من التفاف الأسرة المصرية حوله، فهذا امر طبيعى لعمل يحكى حكاية بطل مصرى. (حاولت بعض المحطات والمواقع الاخبارية مثل bbc فى تقرير نشر على موقعها فى 29 أبريل الماضى اى بعد عرض المسلسل بأيام الدخول بالمسلسل فى دائرة المعارك الهزيلة التى تصورها من وقت لاخر للناس وان هناك جدلا حول المسلسل بين مؤيد ومعارض له، واستعانت بآراء لبعض أعضاء جماعة الشيطان، ونحن بدورنا نقول لهم أن العمل يلقى اجماعا من الشارع المصرى، اللهم الا بعض المرتزقة والمأجورين، الذى يغردون هنا وهناك. bbc كعادتها تعمل على تسيس الامور، ونحن نقول لهم إذا اردتم أن تسيسوا المسلسل فاهلا بذلك، فالعمل سياسي يظهر حقيقة قوى الشر التى ارادت أن تواصل تخريب وحرق الوطن، وقتل الابرياء ومن حق صناع الدراما أن يقولوا للشعب حقيقة ما كان يجرى، لان الفن مرآة الشعوب، الغريب أن نفس الموقع عرض بيان دار الافتاء عن المسلسل بشىء من السخرية، ودار الافتاء لم تخطئ عندما قالت «لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر ويهذب السلوك لأن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة إذا كانت الوسيلة مشروعة والهدف منها التهذيب، والإسلام لم يحرم الفن الهادف الذى يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التى تخاطب الغرائز والشهوات التى أجمع علماء المسلمين على حرمتها». وامر طبيعى أن تدعم دار الافتاء اى عمل جاد ومحترم. فى كل الأحوال المصريون لم يعد لديهم ادنى شك أن هناك كيانات اعلامية تعمل ضد بلدهم. نجاح المسلسل من كم الغل والحقد والكراهية، الذى شاهدناه على مواقع السوشيال ميديا التى تنتمى لجماعة إخوان الشيطان، المسلسل قام بتعريتهم امام الجميع، رغم أن الشعب شاهد أفعالهم على الطبيعة لكن من وقت لاخر علينا أن نذكر انفسنا بتلك الأفعال، حتى لا ننسى. اما أجمل جملة سمعتها من فنان عن هذا العمل فكانت من الفنانة صابرين التى اكدت للزميل أحمد عثمان فى حوار لها ل«الوفد» انها تمنت أن تكون رجلا لكى تشارك فى هذا العمل فى دور أحد الشهداء، كلام صابرين يعكس الحالة التى خلقها المسلسل فى الشارع المصرى، والتى عبرت عنها صابرين. ولم اجد أفضل من كلمات اللواء دكتور سمير فرج مدير الشئون المعنوية الاسبق، التى نشرها فى مقال مهم له فى الأهرام صباح الخميس الماضى، لكى انهى بها هذا التقرير.. قال الدكتور سمير فرج فى مقاله: بينما تعيش مصر ليالى رمضان، فى زمن كورونا، الذى ألزم الناس بالبقاء فى منازلهم، على الأقل أثناء ساعات الحظر، اجتمع أبناء الشعب المصرى، دون اتفاق مسبق، على متابعة حلقات أعظم مسلسلات العصر الحديث، وهو «الاختيار»، والذى سمعت فى أحد حلقاته، نفس السؤال، الذى ردده على أحد جنودى، منذ ما يزيد عن خمسين عاماً... «هو فى حد حاسس باللى فينا يا فندم... ولا إحنا اترمينا هنا واتنسينا؟!»، فجيشت الجملة مشاعرى، وتذكرت سنوات حرب الاستنزاف، مع فارق جوهرى، بينها وبين ما نشهده، حالياً، فقد كنا، وقتها، نحارب عدو نعرفه، ونراه، أما الآن، فأبطالنا بالقوات المسلحة المصرية، يحاربون عدو لا يرونه، ولا يعرفون هويته. والحقيقة أننى أعتبر هذا المسلسل، أعظم ما قدمته الدراما المصرية، منذ عقود طويلة، إذ وضح بعض الحقائق عما يجرى فى سيناء، وقربها إلى ذهن المواطن البسيط، الذى لم يتصور، من قبل، حجم التضحيات التى يبذلها هؤلاء الأبطال العظام، من رجال الجيش والشرطة، فى مكافحة الإرهاب، وتحملهم، وحدهم، لمسئولية صد تهديداته عن باقى أفراد الشعب. ووصلت رسالة العمل الدرامى، لمختلف فئات الشعب، حتى الأطفال منهم، فقد شاهد أحفادى، معى، أولى حلقات المسلسل، التى صورت حادث رفح الأول، وغدر الإرهاب برجال الصاعقة، وهم صائمون، فسألنى حفيدى، بذعر، «معقول بيعملوا كده؟! دول مش ممكن يكونوا مسلمين»، فأجبته أن الإرهاب لا يعرف ديناً، ولا يعنيه إلا التمويل، ولما قلت له، «استعد لتنضم للجيش كمان كام سنة، وتدافع عن بلدك، وأرضك، وناسك زى الرجالة دي»، لمعت عيناه، وهو يهتف، «طبعاً هدافع ونص». أدركت، فى هذه اللحظة، أن هذا العمل الدرامى، المتميز، قد حقق الهدف منه، ولمست تأثيره فى الشعب المصرى، ورفع وعيهم، ونقل الحقيقة لهم. وشعرت ونحن نلتف حول حلقاته، أن فى ذلك إجابة لسؤال الجندى، «هو فيه حد حاسس باللى فينا يا فندم؟»... نعم مصر تشعر بكم، وترى تضحياتكم، وتقدر شجاعتكم واستبسالكم، فلولاكم ما عشنا فى أمان، لنتابع تلك الأحداث المصورة، فأنتم حماة الأرض، والعرض، وبفداء أرواحكم نحيا آمنين.. وعندما تمت مهاجمة دورية بئر العبد، منذ أيام، أظهر عموم الشعب المصرى، والعربى، رفضه لها، وموقفهم الشعبى من خستها، من خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعى، لوعيهم بطبيعة ما يقدمه هؤلاء الأبطال من جهد، وتضحية، لحماية أرض مصر، وشعبها... فلأجل أن تحيا مصر، عزيزة، شامخة، استشهد الأسطورة «المنسي»، واستشهد، ولأزال يستشهد، غيره من أبطال الجيش والشرطة). فريق العمل أمير كرارة: أحمد منسي أحمد العوضى: هشام عشماوي دينا فؤاد: نسرين / زوجة هشام عشماوي سارة عادل: منار سليم أحمد فؤاد سليم: صابر / والد أحمد منسي محمود حافظ: سعد إسلام حافظ: معتصم إنعام سالوسة: والدة سعد وعبد الله ضياء عبدالخالق: توفيق فريج عابد عنانى: عماد عبدالحميد أشرف مصيلحى: زوج شقيقة هشام عشماوي أحمد الرافعى: عمر رفاعى سرور ياسر عزت: سلمى المحاسنة عبد الرحمن القليوبى: عبدالله أحمد ثابت: وليد بدر مها نصار: مها عشماوي محمد عبدالسيد: أشرف الغرابلي أبطال كمين البرث رامز أمير: الملازم سباعي محمد عز: خالد على موسى عصام السقا: هرم تامر مجدى: على علي عمر عبدالحليم: النقيب محمد صلاح كريم عبدالجواد: النقيب شبراوى شريف البردويلى: أحمد على نجم حسين كرارة: الملازم حسنين أحمد حمدى: النقيب خالد مغربي كريم عبدالخالق: فراج محمد السويسى: رجب داخلية أحمد الشاذلى: الشاويش ماسا هادى خفاجة: (إبراهيم أبو عميرة ضيوف الشرف محمد رجب محمد إمام إياد نصار كريم محمود عبدالعزيز عمرو سعد آسر ياسين ماجد المصري إيهاب فهمي أحمد وفيق حازم سمير صلاح عبدالله أحمد صلاح حسني