قال الناقد الموسيقي أمجد مصطفى إن تكريمه بمهرجان الموسيقى العربية الحادي والعشرين، الذي ينطلق مساء الخميس المقبل بدار الأوبرا المصرية ضمن 10 شخصيات أثرت فى تاريخ الموسيقى العربية؛ جاء تتويجا لاهتمامه بالتراث الغنائي الذي كرس له حياته؛ معتبرا أن تكريم المهتمين بالتراث الموسيقى بمثابة احتفاء بالتراث بتشجيع المهتمين به. وأضاف مصطفى أنه فوجئ بوجود إسمه بين قائمة المكرمين التي ضمت أسماء لامعة، لافتا إلى أن تكريمه بمثابة رسالة من المهرجان بالاهتمام بالنقاد الشباب بعد أن كانت قوائم المكرمين خلال السنوات الماضية قاصرة على الكبار فقط. واعتبر الناد الموسيقى أمجد مصطفى أن تكريم المهرجان للنقاد المهتمين بالشأن الموسيقي يؤكد أن المنظومة الموسيقية لن تكتمل بدون نقد بناء وموضوعي، خاصة وأن أضلاع الموسيقى من المفترض أن تتشكل من مؤلف وملحن ومطرب وناقد. كما أشار إلى أن أكثر ما أسعده في هذا التكريم أنه يأتي من جانب مهرجان عريق يمثل قلعة للدفاع عن الطرب الشرقي الأصيل الذي يعاني من غزو للموسيقى الغربية، لافتا إلى أن الساحة الغنائية حاليا تمر بحالة ضبابية تتطلب دعم الغناء الجاد من خلال المهرجانات الموسيقية والفضائيات وكافة المؤسسات الفنية. ورفض الناقد الموسيقي أمجد مصطفى أن يقتصر دور الناقد على التعليق على رؤيته حول أغنية أو فيلم، مطالبا بتوسيع دائرة نقده لتشمل طرح قضايا واسعة تحظى باهتمام الرأي العام في المساحة التي يتخصص فيها؛ كما هو الحال بالنسبة للنقاد العالميين الذين اعتادوا تبني قضايا كبرى في بلادهم وبعضهم غير مسار الموسيقى في تلك البلدان من خلال النقد. ويعد أمجد مصطفى أحد أبرز نقاد الموسيقى فى مصر والعالم العربى المعنيين بالدفاع عن التراث الموسيقى المصرى ومعالجة الكثير من قضايا الفن المصرى من خلال كتاباته النقدية؛ حيث خاض مصطفى معركة شرسة مع وزارة الثقافة المصرية العام 2009 عندما فجر قضية استضافة دار الأوبرا المصرية للمايسترو الإسرائيلى "دانيال باروم بيوم" والتى أثارت جدلا امتدت إلى خارج مصر وتناقلتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة العربية والأجنبية. كما تناول الفساد داخل وزارة الثقافة بعنوان "رجال فاروق حسني" من خلال سلسلة تحقيقات صحفية نشرت بجريدة "الوفد"، وألقى من خلالها الضوء على استعانة دار الأوبرا بمطربين لا يملكون الأصوات التي تؤهلهم للوقوف على خشبة أعرق مسارح المنطقة. وبالاضافة إلى كتاباته النقدية في الموسيقى، صاغ مصطفى - بالتعاون مع الموسيقار محمد على سليمان- أوبريت افتتاح مهرجان الإسكندرية الأول للموسيقي العربية العام 2004، وحمل عنوان "عمار يا إسكندرية" ، حيث تناول فيه تاريخ الموسيقيين السكندريين بداية من سلامة حجازي وسيد درويش وانتهاء بصلاح وفاروق الشرنوبي. كما قدم الناقد الموسيقي أمجد مصطفى أحد أهم الأوبريتات الغنائية خلال العقد الأخير في جزءين حملا عنوانا واحدا هو "المغنى حياة الروح"، ويعتبر هذا الأوبريت مرجعا مصغرا لتاريخ الغناء المصري الذي صاغه مصطفى في ساعات قليلة من خلال تابلوهات موسيقية تستعرض تاريخ صناع الموسيقى المصريين في العصر الحديث في مزج راق بين التراث والمعاصرة. ومن بين المكرمين فى المهرجان، أمجد العطافي ملحن ومطرب، ومحسن فاروق مطرب بالأوبرا ومن حفظة التراث، الشاعر بهاء الدين محمد، وإسم الموسيقار الراحل رياض السنباطي وإسم المطرب الراحل محمد نوح. يذكر أن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته ال 21 على المسرح الكبير والمسرح الصغير ومعهد الموسيقى العربية التابع لدار الأوبرا المصرية 8 نوفمبر؛ ويستمر حتى 15 الشهر الجاري. ومن ابرز الفنانين المصريين المشاركين في المهرجان هاني شاكر،علي الحجار،خالد سليم،نادية مصطفى،محمد الحلو،إيهاب توفيق،أحمد سعد،بالإضافة لعرض صباحي خاص بالأطفال تشارك فيه الفنانة عفاف راضي بأغانيها للأطفال،وكورال أطفال مركز تنمية المواهب بالأوبرا.