- أجمل تحية إلي أبنائنا شهداء الحرية.. شهداء الميدان.. شهداء 25 يناير.. مازالت نظراتهم تغدو أمام عيني وهم يلهثون عدوا بحماس شديد واصرار علي نجاح ثورتهم واسقاط النظام وكأنهم علي موعد مع القدر. ولكن بعد مرور الأيام والليالي.. بل الشهور أجد نفسي في حيرة وقلق.. هل اختفاء وجه الطاغية هو نهاية الثورة.. ان اثره لم يختف بعد ولكنه يعبث بمصر وبالثورة بخيوطه من خلف ستار كثيف يحرك بها الماريونيت رجاله ورفاق طغيانه في النظام الفاسد. المخلوع يعيش في منتجعه ويخدمه كالعادة أمين رئاسته وفوجئنا أن امين الفساد يصرح بأنه يعمل مع الحاكم العسكري وهذه مصيبة أعظم.. أين الحقيقة؟!! رموز النظام الفاسد وأعوانه مازالوا يمارسون عملهم حيث يشغلون مناصب مؤثرة ولهم تأثير في الحراك اليومي للأحداث. أقطاب الفساد مازالوا أحراراً داخل وخارج مصر.. أنا أفهم ان الثورة.. أي ثورة لابد أن يعقبها تطهير.. عجبي علي ما يحدث في مصر.. الفاسدون يعيشون أحراراً يتمتعون بما نهبوا من أموال المصريين، والشعب تتوالي عليه الوعود البراقة وشائعات واتهامات واعتقالات ولا أحد يعرف أين الحقيقة. هناك فرق بين النظام ورموزه وأذناب النظام التي تخدم الرموز وتنافقها وتسهل لها اغتصاب المال العام، وطبعاً من السهل علي النظام أن يتخلص من الأذناب ليهيئ الرأي العام بأن الثورة والشرعية الثورية تحكم البلد.. طبعاً كله ضحك علي الدقون. إن السيد النائب العام متخم بمئات من القضايا.. وطبعاً وقته لا يسمح بمتابعة سريعة لها فالفساد متفش حتي النخاع.. لذلك مرت الشهور وكله بيتأجل.. تأخر الحسم في قضايا مصيرية يقلق الرأي العام لأنه ممكن للفاسدين ان يرتبوا أوراقهم وأوضاعهم ويسلكوا ثرواتهم المنهوبة من مصر.. وحدث فعلاً!! دول مجموعة فاسدين خربوا مصر وقعدوا علي تلها. مبارك الطاغية حول مبالغ كبيرة الي حسابات أمير عربي وأنا أوجه اتهاما صريحا الي حكومة شفيق الذي تباطأ وتواطأ حتي تسربت الأموال وخرج الطاغية يصرح بأنه جاهز للمساءلة واستعان بخبير امريكي يتولي الدفاع عنه فهو خبير في دعم الفساد وسيخرج الطاغية مسكينا لا يمتلك سوي معاشه.. يا عيني علي الولد مفيش فايدة لسه حركات السيكوسيكو شغالة علي ودنه. الأحاديث والأقاويل كثيرة وتؤكد ان فلوس المصريين هربت وانتهي الأمر.. منكم لله يا فلول النظام. ان من قتلوا شباب الثورة بالرصاص وأفقدوهم البصر ودهسوهم بالمصفحات والسيارات التي يقودها أذناب النظام وكذلك من أعطوهم الأوامر من رموز النظام الفاشي بعد كل هذا.. نجدهم أحراراً طلقاء.. مما يزيد ألم أهالي الشهداء وأصدقائهم فإن القصاص العاجل.. عدل.. ولكن هيهات فالنظام مازال يتأمل ويحسبها لصالحه. إن جريمة الانفلات الأمني ومجزرة الاربعاء الدامي يوم 2 فبراير بميدان التحرير كان بفعل فاعل، فدم الشهداء لن يذهب هباء والقصاص قريب جداً.. وأقرب مما تتخيلوا. وحتي تهدأ أرواح الشهداء التي مازالت تحلق في سماء المحروسة قلقة حائرة من تصرفات يزداد معها ظهور سحب سوداء تغلف سماء المحروسة، فالثورة التي أعادت الأمل الي مصر والمصريين يتربص بها الفاسدون. أرواح الشهداء تبعث برسالة عبر ال Face Book الي زملائهم شباب الثورة.. انتبهوا.. اصمدوا.. فمازال الطريق طويلا حتي نحقق الحرية والعدل. *المنسق العام للمجلس التنفيذي لحزب الوفد [email protected]