بدأت السلطات الكويتية منذ صباح اليوم إجراءات أمنية مشددة في شوارع العاصمة استعدادًا لمسيرة "كرامة وطن 2" التي دعت إليها المعارضة مساء اليوم للمطالبة بإلغاء المرسوم المعدل لقانون الانتخابات، والتي من المتوقع أن تشهد مشاركة كبيرة. ونشرت وزارة الداخلية الكويتية والحرس الوطني قواتهما في الشوارع الرئيسية بالعاصمة، كما طوقت ساحة الإرادة المقابلة لمجلس الأمة في محاولة لمنع المتظاهرين من التجمع، بحسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء. وتسيطر حالة من الترقب على أجواء الحياة السياسية بالكويت بسبب مسيرة "كرامة وطن 2" التي دعت إليها المعارضة اليوم الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي -4.30 تغ- احتجاجًا على مرسوم تغيير نظام التصويت في الانتخابات. وأعلن منظمو المسيرة على حسابهم الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنها ستنطلق من منطقتين رئيسيتين هما الساحة الملاصقة لفندق سفير بمنطقة "بنيد القار" في العاصمة الكويت وكذلك الساحة القريبة من برج أحمد بمنطقة شرق على أن تلتقى الجموع أمام منطقة أبراج الكويت على شارع الخليج العربى. بدورها شددت وزارة الداخلية على عدم شرعية خروج المسيرات والمظاهرات خارج منطقة ساحة الإرادة المواجهة لمبنى البرلمان الكويتي والتي تسمح السلطات الكويتية بتنظيم المسيرات بها. وأخطر منظمو "كرامة وطن 2" الداخلية بموعد خروج المظاهرة مؤكدين سلميتها وأنهم سوف يقومون بتسليم مثيرى الشغب، إلا أن وزارة الإعلام أصدرت بدورها بيانًا أكدت فيه على أن الإخطار لا يكفى كي تكتسب المسيرة الشرعية اللازمة مناشدة المواطنين "الالتزام بمسؤولياتهم تجاه تطبيق القانون والذي يلزم ضرورة الحصول على ترخيص قانوني خاص بإقامة أية تظاهرات أو مسيرات". وأضافت الوزارة أن "ذلك يأتي عملاً بمبدأ الديمقراطية التي كرسها الدستور الكويتي، والذي حدد في أحكامه الحقوق والواجبات الخاصة بحق التعبير عن الرأي بحرية". وأشارت إلى أن "وزارة الداخلية لم تصدر أية تراخيص ولم تتلقَ طلبات تراخيص بتنظيم مظاهرات أو مسيرات". بدورها، أكدت جمعية حقوق الإنسان الكويتية اليوم أنها ستراقب المسيرة عبر عدة فرق شكلتها لرصد أى انتهاكات تقوم بها السلطة ضد المتظاهرين. وشهدت الكويت في 21 أكتوبر الماضي تنظيم مسيرة "كرامة وطن" الأولى والتى شارك فيها نحو 100 ألف مواطن اعتراضًا على تغيير نظام التصويت في الانتخابات البرلمانية والذى أعطى للناخب حق التصويت لمرشح واحد بدلاً من 4 كما كان في السابق. وقامت الشرطة والقوات الخاصة بفض المسيرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع وقنابل الغاز وهو ما أسفر عن إصابة نحو 70 مواطنًا واعتقال العشرات.