خلق الله الشياطين ليمتحن بها بنى آدم هل يستجيبون لأمر الله أو لأمر الشيطان ، وإيمان المؤمن لا تكون له قيمته إذا كان نابعا منه ذاتيا بحكم أنه خلق مؤمنا كالملائكة ، فإن استقر الإيمان بعد الانتصار فى معركة الشيطان الذى أقسم أن يغوى الناس أجمعين كان جزاء هذا المؤمن عظيما ، لأنه حصل بتعب وكد ومجاهدة ، دفع بها أجر الحصول على تكريم الله له . وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله انالحياة الدنيا لابد فيها من معركة بين الخير والشر، لتتناسب مع خلق الله لأدم على وضع يتقلب فيه بين الطاعة والمعصية ، وقد تزعَّم الشيطان ، هذه المعركة انتقاما من آدم الذى طرد من الجنة بسبب عدم السجود له فقال : {قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } الأعراف : 16 ، 17 . وحذر الله الإنسان من طاعة الشيطان فقال ، { ألم أعهد إليكم يا بنى اثم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } وقال : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} فاطر: 6 . فمجاهدة الشيطان بعصيانه لها ثواب ، ووجوده يساعد على الحركة القائمة على المتقابلات ، والحركة سر الحياة ، وقد سئل أحد العلماء : لماذا خلق الله إبليس فقال : لنتقرب إلى الله بالاستعاذة منه وعصيانه ، فكل شر فيه خير ولو بقدر