يسأل الكثير من الناس هل الجن يموتون إلا إبليس فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال يقول الله تعالى لما طرد إبليس من الجنة (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (سورة ص 79-81)، وقال مِثل ذلك في آيات أخْرى تَدل على أنَّ إبْليس لا يَموت إلا يوم القيامة الذي يموت فيه كل كائن حيٍّ (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (سورة آل عمران:185) (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (سورة الرحمن 26 ، 27) أمَّا ذُرية إبليس فيموتون كما يموت بنو آدم، ولكلٍّ أجلٌ طال أو قَصُر، وذلك لما يأتي: 1- أنَّه لا يُوجد دليل على أنهم مُنْظَرون كإبليس، فيَصْدُق عليهم ما يَصْدُق على كلِّ كائن حيٍّ. 2- قوله تعالى عن الكفار: (أُولَئِكَ الذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) (سورة الأحقاف:18) فهناك أمم سبقت من الجن والإنس، أي ماتت. 3 وردت أخبار عن جِنٍّ ماتوا ودُفِنوا وكان بعضهم ممَّن لَقِيَ النبي صلى الله عليه وسلم آكام المرجان للمحدِّث الشِّبلِي ص 38-44″. 4 وردت آثار تدل على أن ابن عباس رضي الله عنه سُئل عن موت الجِنِّ فقال: يموتون إلا إبليس."المرجع السابق ص152″. خلق الله الشياطين ليمتحن بها بنى آدم هل يستجيبون لأمر الله أو لأمر الشيطان ، وإيمان المؤمن لا تكون له قيمته إذا كان نابعا منه ذاتيا بحكم أنه خلق مؤمنا كالملائكة ، فإن استقر الإيمان بعد الانتصار فى معركة الشيطان الذى أقسم أن يغوى الناس أجمعين كان جزاء هذا المؤمن عظيما ، لأنه حصل بتعب وكد ومجاهدة ، دفع بها أجر الحصول على تكريم الله له . والحياة الدنيا لابد فيها من معركة بين الخير والشر، لتتناسب مع خلق الله لأدم على وضع يتقلب فيه بين الطاعة والمعصية ، وقد تزعَّم الشيطان ، هذه المعركة انتقاما من آدم الذى طرد من الجنة بسبب عدم السجود له فقال : {قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } الأعراف : 16 ، 17 . وحذر الله الإنسان من طاعة الشيطان فقال ، { ألم أعهد إليكم يا بنى اثم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } وقال : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} فاطر: 6 . فمجاهدة الشيطان بعصيانه لها ثواب ، ووجوده يساعد على الحركة القائمة على المتقابلات ، والحركة سر الحياة ، وقد سئل أحد العلماء : لماذا خلق الله إبليس فقال : لنتقرب إلى الله بالاستعاذة منه وعصيانه ، فكل شر فيه خير ولو بقدر.