في مصر قبل وخلال انتخابات رئاسة الجمهورية بوسترات الدعاية في كل مكان، حوائط المنازل، مترو الأنفاق، زجاج السيارات من جميع الاتجاهات، وهو ما يجعل السائق لا يرى خلفه، إعلانات الكباري والطرق، الإعلانات التليفزيونية، والدعاية في المساجد، فهذا المرشح يأخذك إلى الجنة والآخر يقذفك إلى الدرك الأسفل من النار. أما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن الوضع يختلف كثيرا، إذا كنت منعزلا عن السياسة وعالمها، فإنك لا تجد نفسك محاصرا بالأجواء الانتخابية، فخلال 3 أيام في ولاية نيوهامبشير التي تقع في الشمال الشرقي من أمريكا، فإنك لا ترى إلا لافتات صغيرة الحجم أمام حدائق المنازل، تحمل أسماء مرشحي الانتخابات الرئاسية باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، نادرا جدا ما تجد سيارة تضع شعار أي من المرشحين، وإذا كانت هناك تلك السيارات فإنها تضع لافتة صغيرة الحجم يسهل إزالتها بانتهاء الانتخابات، وبالطبع هناك الإعلانات التليفزيونية. ورغم أن العالم ينظر إلى الشعب الأمريكي على اعتبار أنه يقدّس الديمقراطية إلى أقصى مدى، فإن المفاجأة أن نسبة المشاركة في التصويت على الصعيد الوطني لا تتجاوز 45% من الناخبين المؤهلين للمشاركة في الانتخابات، وهو ما يدفع حملات المرشحين لمطاردة الناخبين بشتى الطرق. فى مقر الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري ميت رومني في مدينة ناشوا، تجد خلية عمل من المتطوعين في الحملة وهم يقومون باتصالات هاتفية للمواطنين الأمريكيين الموالين للجمهوريين في منازلهم وعلى هواتفهم المحمولة من أجل إقناعهم بضرورة المشاركة في الانتخابات، وكذلك مطاردة الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم حتى الآن، وهم نسبة لا يستهان بها ويمكن أن تكون حاسمة في ترجيح كفة أحد المرشحين. وفي مقر الحملة الانتخابية للرئيس أوباما في مدينة ماساشوستس، ترى المشهد نفسه، الاتصالات الهاتفية بالموالين للديمقراطيين والمترددين ممن لم يحسموا أمرهم، إضافة إلى رجل يقف خارج المقر يعزف الموسيقى في محاولة للدعاية لأوباما والديمقراطيين، مشهد يجعلك تعتقد أنها مباراة في كرة القدم وليست معركة انتخابية تحدد مصير البيت الأبيض. وعلى بعد بضع كيلو مترات من مقر أوباما في ماساشوستس، هناك جمعية يطلق عليها "جدّات من أجل أوباما"، تضم تلك الجمعية نساء في خريف العمر، يقمن بعمل تطوعي للدعاية للرئيس الأمريكي أوباما من أجل الفوز بولاية ثانية. خلال جلسة النقاش مع المسئولين عن تلك الرابطة، تجد إحباطا لدى البعض من أنهم يرون المواطنين في أفغانستان والعراق وهم يقفون في طوابير طويلة تحت القصف وإطلاق النار من أجل المشاركة في الانتخابات، بينما يمكن أن يمتنع المواطن الأمريكي عن التصويت في الانتخابات إذا ساء الطقس وهطلت الأمطار في يوم الانتخابات. وفي لقاء مع "بوابة الوفد"، قالت "بيسي ستاركي" إحدى المتطوعات في حملة "جدّات من أجل أوباما" إن الجمهوريين دائما ما يحاولون استهداف خطط أوباما من أجل الإصلاح عن طريق عرقلتها في الكونجرس، حيث يملكون الأغلبية. وأشارت إلى أن إعصار ساندي جاء لصالح أوباما تماما، وقالت إن الرئيس الأمريكي أصرّ على دعم ميزانية الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وهو ما ساهم في الحد من كارثة ساندي، في الوقت الذي أشار فيه منافسه الجمهوري رومني إلى أنه سيعمل على خفض ميزانيتها وتوجيه بعض الأموال لصالح الولاياتالأمريكية. وأكدت بيسي أن رومني "مراوغ" على عكس جورج بوش الابن الذي كان يقول ما يعتقد. وقالت إن قطاعا عريضا من الأمريكيين يدعمون أوباما بعد مشروعه الخاص بالرعاية الصحية للأمريكيين، في الوقت الذي قال فيه رومني إنه سيتخلص من هذا المشروع نهائيا. وأضافت بقولها إن المناظرات الرئاسية لم تكن في صالح أوباما على الإطلاق وهو ما أدى إلى سخونة الانتخابات على عكس المتوقع، ودفعت رومني إلى المنافسة الحقيقية على البيت الأبيض.