«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شوقى علام : نزول البلاء سنة كونية لتمحيص العباد
مفتى الجمهورية فى حوار للوفد
نشر في الوفد يوم 25 - 04 - 2020


حبس السلع بهدف الاحتكار حرم شرعاً
«كأنى اعتمرت» مبادرة لتفريج كربات المحتاجين والمتضررين من «كورونا»
دعا فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، الناس للالتزام بكافة الإجراءات التى قررتها السلطات المختصة من عدم الوجود فى تجمعات فى المساجد أو غيرها، وألا ينساقوا خلف الشائعات والأكاذيب التى يطلقها المغرضون فى الداخل والخارج بغرض بث الرعب وزعزعة الأمن، وأن يكونوا على قلب رجل واحد، ويراعوا السكينة والثبات والصبر والحكمة والتعقل، وقال فضيلته إن دار الإفتاء أطلقت مبادرة «كأنى اعتمرت» للتبرع والتصدق ممن كانوا ينوون أداء العمرة هذا العام وحالت الظروف بسبب فيروس كورونا لافتا إلى أن المبادرة جاءت استجابة للواقع الذى نعيشه فى هذه الأيام والذى يحتاج للتعاون والتكاتف وأن يأخذ كل منا بيد الآخر فى معركة وعى حقيقى.
وأكد «علام» أن الإفتاء يحتاج إلى مهارات خاصة يتم التدرُّب عليها وطالب المسلمين بعدم الالتفات إلى غير المختصين، واللجوء إلى أهل العلم المؤهلين للفتوى. وعن يوم فضيلته فى رمضان قال أحاول التنوع فى الطاعات فى رمضان ما بين قراءة القرآن والذكر ومطالعة العلم واستذكاره وأنه يصلى التراويح بزوجته وأبنائه فى البيت كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأشار المفتى إلى أن رمضان شهر الاجتهاد فى الطاعات والعمل، وأن الهمة تتضاعف للخير وينشط القلب للعبادة، واشار إلى أن الجماعات الإرهابية استغلت التفسير الخاطئ للنصوص الشرعية لتبرير أفعالها وزعزعة استقرار المجتمعات.. وإلى نص الحوار:
ما نصيحة فضيلتكم للصائمين فى شهر رمضان؟
الصيام أساسه ثمرته الكبرى التقوى وهو الهدف من الصيام، لذا على المسلم أن يذكِّر نفسه دائمًا بأنه صائم حتى لا يضيع صيامه، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أو قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّى صَائِمٌ إِنِّى صَائِمٌ»؛ وذلك ليذكر نفسه بالصيام لأجل ألا يقع فى المعاصي. كما أن فى ذلك تذكرة للآخر بأنه هو أيضاً صائم فالصوم تربية روحية للجميع، الغاية منها تهذيب النفوس ليتحقق الإيمان فيكون هو الدافع لتحقيق تعاليم الإسلام الحنيفة.
كيف تكون الفتوى مؤثرة فى المجتمع؟
موضوع الفتوى يحتاج أن يتبصره الإنسان خاصة مع تشابك القضايا والمشكلات الكثيرة، لأنه لم يعد الحل بسيطًا وسهلًا، بل لا بد من بذل جهد كبير لحل بعض المشكلات التى قد تحتاج إلى مناقشات كثيرة، وفى بعض الأحيان يجب أن نلجأ إلى أهل الاختصاص نظرًا لتعقد القضايا وتشعبها.
وهناك بعض الفتاوى التى لا تستند إلى أساس صحيح، علاوة على أن هذه القضايا مربكة للمجتمع، وعليه فإن المتصدر للفتوى ينبغى أن ينظر إلى الآثار المترتبة على الفتوى التى يصدرها حتى لا تتسبب فى إحداث بلبلة أو ارتباك فى المجتمع، لذا فإن الفتوى الصحيحة لها دور كبير فى استقرار المجتمعات، وتحقيق التنمية والتعايش بين أبناء الوطن الواحد.
والجماعات الإرهابية استغلت التفسير الخاطئ للنصوص الشرعية لتبرير أفعالها وزعزعة استقرار المجتمعات وهنا يجب أن نؤكد أنه ليس كل من لديه معلومات دينية مؤهلًا للإفتاء؛ لأن الإفتاء يحتاج إلى مهارات خاصة يتم التدرُّب عليها، لذا نطالب المسلمين جميعًا بعدم الالتفات إلى غير المختصين، واللجوء إلى أهل العلم المؤهلين للفتوى.
دار الإفتاء كما يعلم الجميع خلية نحل فى عمل دائم ماذا تقدم للناس فى رمضان؟
كعادتنا كل عام تضع دار الإفتاء المصرية استراتيجية متكاملة من أجل إيصال صحيح الدين لأكبر عدد ممكن من الناس والإجابة على كل ما يدور فى أذهانهم فيما يتعلق بأحكام شهر رمضان المبارك.
ونظرًا لطبيعة ما نمر به من ظروف خاصة هذا العام، فقد راعينا ذلك من خلال تقديم حُزمة من الخدمات الشرعية التى تسهل عملية التواصل بين المفتى والمستفتى، نعتمد فى أغلبها على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الفضاء الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى وغيرها.
كما خصصت الدار خطًّا ساخنًا لفتاوى الصيام، يعمل يوميًا للرد على أسئلة المستفتين فى كل مكان، وكذلك صفحة الدار الرسمية على الفيس بوك التى تقدم هذا العام وجبة روحية متكاملة من فتاوى الصيام وأحكامه وآدابه وأخلاقياته، ومنها كذلك كتاب الصيام ومطوية دليل الصائم الذى يجد فيهما المسلم كل ما يخص الصيام، ففى كتاب الصوم يتعرض الكتاب إلى فضائل الشهر الكريم وفضائل الصوم، وأركانه ومبطلاته.
هذا بالإضافة إلى ظهور عدد من علماء دار الإفتاء المصرية فى بعض البرامج التليفزيونية المباشرة للرد على استفسارات المشاهدين وأسئلتهم حول رمضان وأحكام الصيام، بالإضافة إلى
الرسائل والبيانات الصحفية اليومية التى تصدر عن المركز الإعلامى لدار الإفتاء حول أحكام وفتاوى الصيام التى يكثر السؤال عنها.
قلتم إن دار الإفتاء تستقبل 3 آلاف فتوى فى اليوم الواحد.. هل هناك فتاوى مستجدة يصعب على العلماء الإجابة عليها.. وما هى أغرب الفتاوى التى قابلت فضيلتكم؟
أغلب الفتاوى التى ترد إلى دار الإفتاء خاصة فى شهر رمضان تتعلق بأحكام هذا الشهر الكريم، ولكن معظمها متعلق بالطلاق والزكاة والمواريث والعبادات والمعاملات وصلاة التراويح وقيام الليل والصيام وأحكام الحامل والمرضع.
وللأسف فى بعض الأحيان تتلقى الدار بعض المسائل الغريبة، إذ تلقت الإفتاء سؤالًا مرة حول قيام أحد الأزواج بإلقاء يمين الطلاق على زوجته بسبب تأخرها فى إعداد كوب من الشاى، وآخر بسبب الخلاف بينه وبين زوجته على فوز أحد الفريقين فى مباراة لكرة القدم، وهو أمر محزن كون البعض أصبح يستسهل الحياة الزوجية، ويقضون عليها بسبب خلافات بسيطة.
حدثنا عن المعانى المستفادة من شهر رمضان؟
شهر رمضان له مكانة عظيمة عند الله، حتى أن الله سبحانه وتعالى جعل نفحات هذا الشهر الكريم كثيرة ومتنوعة، بالإضافة إلى الثواب فيه سراً بين الله وعبده، نظراً لما يترتب عليه من مشقة كبيرة يتحملها العبد من أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وكما أخبرنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فإن شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وعلى ذلك فهو فرصة للصائم أن ينهل ويغتنم هذا الشهر حتى لا يضيع عليه مثل هذا الثواب العظيم.
وشهر رمضان فرصة عظيمة للطاعات لأن الوقت يمكن أن يجزأ فيه بين العمل والعبادة والصداقات وصلاة التراويح، والعمل جزء أساسى من أعمال العبادة على الإنسان أن يخلص لله فيه.. وصلة الرحم من الطاعات المقربة إلى الله عز وجل بأى وسيلة من الوسائل، ولا شك أن اللقاء المباشر يكون طيبًا ولكن بما تيسر يمكن للإنسان أن يصل رحمه.
هل مطالبات الناس على مواقع التواصل الاجتماعى بالصلاة والدعاء فى توقيت واحد من منازلهم لرفع البلاء بدعة كما يردد البعض؟
للدعاء منزلة عظيمة فى الإسلام، وهو من أفضل العبادات؛ وذلك لِما فيه من التضرع والتذلل والافتقار إلى الله تعالى؛ لذا أوصانا الله تعالى بالحرص على الدعاء، وحثَّنا عليه فى محكم آياته؛ قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» [البقرة: 186].
والسنة المشرفة قد بيَّنت فضل الدُّعاء؛ ففى الحديث الصحيح الذى رواه الترمذى وغيره عن النعمان بن بشيرٍ رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعاء هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ أن الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾[غافر: 60]. وروى الترمذى فى سننه وحسَّنه، عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من الدُّعاء».
فإذا كان دعاء الناس فى منازلهم دون تجمع أو مخالفة للإجراءات الوقائية التى أقرتها السلطات المختصة فهو أمر طيب مع الأخذ بالأسباب الأخرى التى تمنع انتشار المرض، أما الخروج فى مسيرات والصياح فى الدعاء وقتها هو أمر مرفوض وقد يؤدى إلى انتشار المرض وضرر الناس.
فى ظل إغلاق المساجد كإجراء وقائى للحد من انتشار فيروس كورونا.. بما تنصح الناس فى ظل هذه الظروف؟
أوصى الناس بالالتزام التام بكافة الإجراءات التى قررتها السلطات المختصة من عدم الوجود فى تجمعات فى المساجد أو غيرها، كما أدعوا الشعب المصرى ألا يستمعوا إلا إلى بيانات الدولة الرسمية وألا ينساقوا خلف الشائعات والأكاذيب التى يطلقها المغرضون فى الداخل والخارج بغرض بث الرعب وزعزعة الأمن، وأن يكونوا على قلب رجل واحد، ويراعوا السكينة والثبات والصبر والحكمة والتعقل.
وهل صلاة التراويح فى المنزل لها نفس ثواب الجماعة فى المسجد؟
نحن الآن نمر بظروف استثنائية بسبب انتشار هذا الوباء الخطير الذى يهدد حياة الناس، وقد قررت وزارة الأوقاف بناءً على التوصيات الطبية استمرار غلق المساجد وعدم عقد صلاة التراويح فيها حتى يزيل الله سبحانه وتعالى هذه الغمة، وهو أمر ضرورى فى هذا الوقت، ويجب التزام الجميع به.
وعلى من أرد صلاة التراويح أن يصليها فى بيته منفردًا أو مع أهله، وصلاة التراويح فى البيت جائزة باتفاق الفقهاء، وقد صلاها النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى بيته، وأداء صلاة التراويح فى البيت فى ظل ما نمر به من ظروف هو مطلب شرعى وهو الأفضل هذه الأيام التزامًا بالقرارات الوقائية الصادر من أجل ذلك.
هناك من يستغل هذه الظروف ويغالى فى الأسعار ويحتكر السلع.. ما قول فضيلتكم فى ذلك؟
حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة من انتشار (وباء كورونا) بقصد الاحتكار ورفع الأسعار حرام شرعًا وخيانة للأمانة.
حذر مفتى الجمهورية التجار من أن يكون أحد منهم سببًا فى تضييق معيشة الخلق حتى لا يدخل فى زمرة المفسدين فى الأرض، ويندرج تحت قول الله عز وجل: «وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِى الأَرْضِ مُفْسِدِينَ»[هود: 85]، ووعيده صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَخَلَ فِى شَيْءٍ مِنْ أسعار الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فإن حَقًّا عَلَى اللهِ أن يَقْذِفَهُ فِى مُعْظَمٍ مِنَ النَّارِ».
كثر من يطلقون الشائعات والأكاذيب من المغرضين لبث الرعب وزعزعة الأمن.. كيف ترى فضيلتكم ذلك؟
الشائعات هى تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الواقع، يحتوى على معلومات مضلِّلة، باعتماد المبالغة والتهويل فى سرده، وهذا الخبر فى الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس، وذلك بهدف التأثير النفسى فى الرأى العامّ تحقيقًا لأهداف معينة، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمى أجمعه.
وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم فى الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخرةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»[النور: 19]، وهذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ فى نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.
ردد البعض أن فيروس كورونا غضب من الله على البشر.. ما رأى فضيلتكم؟
نزول البلاء سنة كونية لتمحيص العباد، وابتلاء الله تعالى للعباد ليس مخصوصا بالظالمين والعصاة والمذنبين، بل يصيب أيضاً الأنبياء والأولياء والصالحين، وابتلاء الله للصالحين لا يعد هوانا بهم أو ظلما لهم، وإنّما هو علامة على حبه لهم، ورفعة فى درجاتهم، ما لم يقصروا فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ونزول البلاء لا يعنى غضب الله عز وجل على عباده، وإنما هو سنة كونية لتمحيص العباد، لا فرق فى ذلك بين الصالحين وغيرهم، بل يكون ابتلاء الله تعالى للصالحين علامة على حبه لهم؛ فإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه، كما أن وجود الصالحين يمنع نزول البلاء العام ما لم ينتشر الفساد، أما إذا عم الفساد وانتشر فى الأرض فإن البلاء ينزل بالجميع، وحينئذ قد يهلك الصالحون والمفسدون، ويكون هلاك الصالحين رفعة فى درجاتهم، ما لم يقصروا فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وماذا عن مبادرة «كأنى اعتمرت» التى أطلقتها دار الإفتاء المصرية لمواجهة تداعيات الظروف الاقتصادية بسبب كورونا؟
مبادرة دار الإفتاء للتبرع بأموال العمرة جاءت استجابة للواقع الذى نعيشه فى هذه الأيام والذى يحتاج للتعاون والتكاتف وأن يأخذ كل منا بيد الآخر فى معركة وعى حقيقي. وقال فضيلة المفتى بالتصدق بهذه الأموال فإن صاحبها يأخذ أكثر من ثواب العمرة، لأن الإنسان المعتمر يذهب بنفسه لأداء المناسك، وعبادته هذه ينتفع بها هو فقط، ولكن الإنفاق فى سبيل الله هو بإجماع الأئمة الأربعة والفقهاء أولى من العمرة النافلة والحج النافلة، وثوابه أكثر، لأن عبادة الإنفاق فى سبيل الله منفعتها متعدية إلى غيره. لافتا إلى أن ملايين الجنيهات التى كانت سنتفق فى أداء العمرة ستكون سببًا فى تفريج كربات آلاف المحتاجين والمتضررين. وقال نريد أن نرسخ هذا الوعى فى العمل الخيرى، واليوم الإنفاق هو أولى من المنفعة القاصرة فى العمرة النافلة، موجها رسالة إلى من حرموا أداء العمرة هذا العام وتصدقوا بأموالهم قال فيها: «أنتم لم تحرموا وأبواب الخير مفتوحة على مصارعها، وبتصدقكم فإنكم فى عبادة حقيقية متعدية النفع» وقال من يتصدق بأموال العمرة ممن كانوا ينوون أداء العمرة هذا العام وحالت الظروف بسبب فيروس كورونا كأنهم اعتمروا وزيادة.
كيف يقضى المفتى يوم رمضان فى ظل هذه الظروف؟
رمضان هو شهر الاجتهاد فى الطاعات والعمل، لذا أقوم بتقسيم يومى ما بين أداء مهام العمل، وما بين الطاعات الأخرى، فالهمة تتضاعف للخير وينشط القلب للعبادة أكثر والله عز وجل يضاعف فيه الثواب ويجزل العطاء ويكافئ على صالح الأعمال.
وأحاول التنوع فى الطاعات ما بين قراءة القرآن والذكر ومطالعة العلم واستذكاره، ويحاولون جاهدين على فعل الخيرات الكثيرة خلال الشهر سواء كثرة الصلاة أو قراءة القرآن، وقد أصلى بزوجتى وأبنائى صلاة التراويح فى البيت، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.