اليوم تحل الذكرى «38» لتحرير سيناء الغالية، وهو اليوم الموافق 25 أبريل، الذى استردت فيه مصر أرض سيناء الغالية بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد، وفى هذا اليوم تم استرداد أرض سيناء كاملة، ما عدا مدينة طابا التى تم استردادها بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989. وتم تحرير سيناء للمرة الثانية من جماعات وأوكار التطرف التى جلبتها جماعة الإخوان خلال الاثنى عشر شهراً القاسية التى حكمت فيها البلاد. ومنذ ثورة 30 يونيو والدولة المصرية ممثلة فى قواتها المسلحة تقوم بأدوار بطولية داخل أرض الفيروز، للقضاء على بؤر الإرهاب وأهله، وقد حققت العملية الشاملة سيناء 2018، انتصاراً ساحقاً على قوى الشر داخل سيناء وطهّرت أرض الفيروز من هذه الجماعات المتطرفة التى جلبتها الجماعة الإرهابية. ورغم كل ظروف مكافحة الإرهاب وتطهير البلاد من شرور أصحابه، فإن الدولة المصرية قامت بحرب أخرى موازية لهذه الحرب الضروس، وهى الحرب من أجل التنمية خاصة فى سيناء. والحقيقة أن سيناء على مدار تاريخها الطويل والممتد فى جذور الحضارة المصرية، لم تشهد تنمية حقيقية بمثل ما تحقق على الأرض خلال السنوات الماضية، وهذا ما أذهل العالم أجمع. بلد يكافح الإرهاب ويخلّص البشر من شروره، وفى ذات الوقت يقوم بتنمية حقيقية على الأرض، أليس هذا إنجازاً وإعجازاً، لم تقوَ عليه إلا هذه السواعد المصرية الوطنية التى التفت حول قيادتها السياسية الواعية الحكيمة، وكانت النتيجة هذا الإعجاز الضخم، الذى تحقق فى طول البلاد وعرضها وخاصة فى سيناء. لقد أنفقت مصر حتى الآن ستمائة مليار جنيه لتنمية سيناء، وهو رقم ليس باليسير أو السهل، ويُذكر فى هذا الصدد أن أهم إنجاز حققته الدولة المصرية فى سيناء، بعد القضاء على الإرهاب هو إنشاء خمسة أنفاق تربط بين سيناء والوادى والدلتا، وبذلك تصبح مصر قطعة واحدة، بعد ما كانت سيناء معزولة عن الوادى. الأنفاق الخمسة الجديدة التى تمت بسواعد مصرية ومشروعات وطنية ربطت سيناء بالدلتا والوادى وقصّرت المسافات، ففى بورسعيد نفقان، وفى الإسماعيلية اثنان، وأخيراً نفق الشهيد «أحمد حمدى»، الذى تم افتتاحه مؤخراً، وخروج ماكينة الحفر من داخله، ليكون جاهزاً للتشغيل قريباً، ورغم أن الستمائة مليار جنيه التى تم صرفها على التنمية فى سيناء رقم كبير، فإن القيادة السياسية الحكيمة أجابت عن ذلك بقولها إن الحفاظ على الأمن القومى المصرى لا يقدر بثمن. حديث الرئيس السيسى يوم «الأربعاء»، بشأن التنمية فى سيناء، يكشف عن حرص ووعى الرئيس بأن سيناء فى «نٍن العين» وفى القلب، وهذا أكبر رد على كل من تسول له نفسه أن ينال منها بالقول أو الفعل، وما تم إنجازه فى سيناء خلال الفترة الماضية، ليس دلعاً أو «هرتلة»، كما يدّعى البعض، وإنما بهدف التنمية الحقيقية وفتح المجال للتوطين من أجل الأمن القومى المصرى، ومشروعات الدولة فى سيناء ليست استثمارية، كما يتخيل بعض قصيرى الفهم، ولكن الهدف منها هو إعمار سيناء، ولنا أن نتصور أن تكلفة البيت الواحد فى مشروع الشباب يبلغ حوالى 3 ملايين جنيه، وأهم ما يتم من مشروعات فى سيناء أنه يتم فى إطار سياق فكرى واجتماعى وإنسانى، ولذلك فإن كل المشروعات التنموية التى تتم فى أرض الفيرور وتأتى على أحدث طراز عالمى وفى وقت قياسى، لا يقوى عليها إلا المصريون. ويبقى السؤال الموجه الى رجال الأعمال: لماذا لا تشاركون الدولة فيما تقوم به من أعمال.. وعلى رأى حديث الرئيس السيسى إذا كنتم تتحدثون عن تعمير سيناء، فإننى أدعوكم للمشاركة فى الاستثمار بالمشروعات التى تم تنفيذها، وهذ هى مصر الجديدة التى لا وقت فيها إلا للعمل الجاد، ولا مكان فيها للخونة، أو مَن على شاكلتهم. [email protected]