هل استغلت جوميا وأخواتها أزمة كورونا

تحت شعار خليك في البيت.. استغلت منصات التجارة الإلكترونية بقاء الأشخاص في المنزل؛ خوفًا من تفشي فيروس كورونا المستجد، ولعبت على وتر حاجتهم لشراء السلع بمختلف أنواعها، خصوصًا في ظل قرار الحكومة بحظر التجوال الجزئي الذي يبدأ من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة صباحًا.
المستفيدون من الجحيم.. مواقع التجارة والترفيه الإلكترونية تزدهر عالميًا
سجلت مواقع التسوق الإلكتروني العالمية منها أمازون وولمارت، زيادة كبيرة جدًا في الشراء، وسط حالة التباعد الاجتماعي والعزلة التي فرضها المستخدمون على أنفسهم، وأعلنت الشركة المملوكة للمياردير الأمريكي جيف بيزوس عن ارتفاع المشتريات عبر الإنترنت، مما أدى إلى نفاد مخزون بعض المواد الأساسية على رأسها المستلزمات الطبية والسلع المنزلية.
تعد التجارة الإلكترونية في مصر، غير رائجة مثل باقي دول العالم، ومن يتمتعون بثقافة الشراء الإلكتروني لا يتخطون 8%، رغم أن عدد مستخدمى الإنترنت تخطى 48 مليون مستخدم؛ إلا أن الخوف من تفشي وباء كورونا والعدوى بالمرض، غير الكثير من المفاهيم في ثقافة المستهلك المصري.
لاحظ عددًا كبيرًا من المستهلكين ارتفاع أسعار بعض المنتجات، خصوصًا المنظفات والمطهرات الموجودة على جميع منصات التجارة الإلكترونية، وهو ما يؤكد استغلال الشركات المنتجة والمواقع التجارية لأزمة كورونا وحاجة الأشخاص لهذه السلع بالذات.
أشار الكاتب الصحفي مجدي سرحان في مقاله بجريدة الوفد، إلى اختفاء جميع أنواع المطهرات من الأسواق
مع ظهور فيروس كورونا في مصر، وحتى الكولونيا التي لا تعرفها الأجيال الجديدة وكانت لا تجد رواجًا من الأساس، وكذلك زجاجات الكلور العادية المستخدمة في غسيل الملابس؛ لتظهر فجأة على منصات التجارة الإلكترونية بأسعار مبالغ فيها جدًا وغير معقولة.
كما كشف الكاتب الصحفي عن تجربته الشخصية من خلال رؤيته لأحد أنواع المطهرات التابعة لعلامة تجارية شهير على أحد المواقع التجارية معروضة بسعر 800 جنيه، في حين أن سعرها الأصلى كان لا يزيد عن 40 جنيهًا في السابق.
تمر التجارة الإلكترونية في مصر بأزمة كما أشارنا في السابق، وقد أتتها الفرصة على طبق من ذهب لكسب ثقة المستهلك، في ظل أزمة كورونا، وعليها أن تزرع اليوم لتنال رضا الناس؛ حتى تحصد أكثر عندما ينمو حجمها.
تعددت الشعارات التي استخدمتها منصات التجارة، ومنها "مستلزمات السوبر ماركت لحد باب بيتك، إزاي تحافظ على صحتك وصجة عائلتك، اشتري احتياجاتك اليومية وانت في البيت، كل احتياجاتك وانت قاعد في البيت، طلبات بيتك لحد باب بيتك"، ومنهم من حاول إغراء الزبون بعروض وتخفيضات أو الشحن مجانًا؛ لتشجيعه على الشراء .
من خلال تصفح أكثر من منصة للتجارة الإلكترونية، اتضح أن معظم المنتجات التي عليها إقبال في الشراء هى المنتجات الصحية والعناية والمنظفات مثل الكمامات وغسول الأيدي والمطهرات، تليها المواد الغذائية كالسكر والأرز، وهو ما يعكس الخوف من انتشار فيروس كورونا.
حاولت بعض الشركات أن تقدم عرضًا أكثر إغراءً، ولم تكتف بالخصم على الأسعار، ولجأت إلى توصيل المنتجات الخاصة بها مجانًا بدون رسوم على خدمة التوصيل، في حالة الطلب الكترونيًا من منصات التجارة المختلفة.
أكد هشام صفوت، رئيس لجنة التجارة الإلكترونية، بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن التجارة الإلكترونية تساعد في منع التجمعات والحد من انتشار فيروس كورونا، موضحًا أن الطلب على المنصات التجارية ارتفع مع قرار الحظر وتعليق الدارسة، بنسبة 80% خصوصًا على المواد الاستهلاكية.
كان محمد عزام الرئيس التنفيذي لشعبة الاقتصاد الرقمي، في الاتحاد العام للغرف التجارية، قد أكد أن 17 مليون مواطن مصرى يقومون بعمليات شراء وتجارة الكترونية عبر الإنترنت وصلت إلى 2.4 مليار دولار في عام 2019؛ ليصبح إجمالى حجم التجارة الإلكترونية فى مصر قرابة 5 مليارات دولار سنويًا، ومن المتوقع أن تزيد خلال الفترة القادمة في ظل بقاء الناس في المنزل.
كانت منصة جوميا للتجارة الإلكترونية، قد أعلنت عن دعم قرارات الحكومة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن التحول الرقمي والاتجاه نحو منظومة الدفع و الشراء الإلكترونية تؤثر إيجابًا على عدم انتشار الوباء بأي صورة من الصور خصوصًا من خلال التعامل النقدي مع النقود أو التسوق بالطريقة العادية.
أصدرت جوميا عدة إجراءات لدعم الحكومة في مواجهة فيروس كورونا المستجد منها إمكانية طلب المنتجات عبر الإنترنت، وعرض المنتجات الأساسية مثل الطعام والمواد المطهرة والمعقمة بأسعار معقولة.