جمالات ذلك الأسم الذي يحمل الكثير من المعاني و الصفات و التى منها الجمال و الرقة ، ومن صفاته أيضًا الإعتزاز بالنفس و بالأشياء الثمينة و المقتنيات القديمة أيضًا المثابرة و الشخصية القوية و الجمال و الحٌسن و الإحترام و الأخلاق القديمة ، والرمز إلى العطاء و الحنية. كل هذا و أكثر من الصفات النبيلة عٌرف بها هذا الإسم المميز وإمتازت بها على أرض الواقع شخصية اليوم و التى نحن بصدد الحديث عنها ضمن جولة الوفد داخل المحافظات لرصد حكايات وروايات الأمهات المكافحة من أرباب الطبقات المتوسطة و الفقيرة منها و التي إستطاعن التغلب على الصعاب و تحدي الزمان و قسوة الأيام ولم يجد من يحنو عليهن. وفي البداية إلتقت محررة الوفد بأحد الأمهات المكافحة أو كما يطلق عليهن بسيدات بمائة رجل وغيرها من الألقاب العظيمة التي ترمز إلى النبل و العطاء. جمالات محمد صاحبة ال45 عامًا تروى لنا اليوم قصة كفاحها قائلة : أجلس هنا على الرصيف و أروقة الشوارع منذ قرابة 25 عامًا لمساعدة زوجي بعد أن أنجبت منه 9 أولاد ، سعيت لكسب المال الحلال و الانفاق على الاولاد ، وزادت المشقة و المعاناة بعد وفاته و اعتمدت أنا و " ضرتى " على تحمل المسئولية بمفردنا من خلال بيع العيش الشمسي هنا منذ صباح شمس كل يوم وحتى الحادية عشر مساءًا. نجلس فى نفس المكان كل يوم وأوقات نصطحب معنا الأبناء 25 عامًا هي سنوات الكفاح التي قضيناها بين أروقة الشوارع ، ونقطن جميعنا غرفة واحدة داخل منزل العائلة. إزداد الحمل بعد وفاة سند الأسرة وعائلها زوجي منذ ما يقرب من عشر سنوات و أصبحت أتحمل على عاتقي المسئولية كاملة و اتقاضى معاش شهرى عن زوجي المتوفي مبلغ وقدره 800 جنيه كونه كان يعمل سائق حر ، وتتقاسم معي المعاش الزوجة الثانية"ضرتي". ورغم أن الحمل ثقيل لم أرض يومًا أن تعمل الفتيات حفاظًا عليهن وقررت تحمل المسئولية كاملة و أحلم فقط بأن تتزوج البنات وأطمئن عليهن إلا أنني لا أستطيع على تجهيزهن أو توفير أية مستلزمات للزواج وأتمنى أن ينظر أحد المسئولين بعين الرحمة لأحوالنا كي نقدر على التغلب على مصاعب الزمان ، و الإطمئنان على البنات فهن قرة عيني ولا أبتغي غير ذلك. وتكمل " جمالات " قصتها قائلة سعيت لتعليم الأولاد جميعهم و الحصول على الشهادات و المؤهلات ورغم الحاحي عليهم لم يتعلم منهم سوى ثلاث فقط وكنت أتمنى أن يتعلم جميعهم. وفي سياق متصل قالت الابنة حبيبة صالح البالغة من العمر 11عامًا، وتدرس بالصف السادس الابتدائي أنام في الأرض مع اخواتي منذ سنوات ، ووالدتى تنام على السرير نظرًا لكبر سنها و مرضها فهى أصبحت لا تقوى على نوم الأرض ، " أمي تعبت وقدمت الكثير من أجلنا و أتمنى أن أكبر حتى أستطيع تقديم سُبل الراحة لها "