تسيطر البكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان على المخ، مما تجعله يوجه شهيته نحو تناول الأطعمة المضرة كالوجبات السريعة مثلاً، ولمواجهة هذا الأمر وتحويل مسار شهية الإنسان للأطعمة الصحية؛ طورت "كولريت تشودري"، طبيبة المخ والأعصاب ومديرة لإحدى المستشفيات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، نظامًا غذائيًا كانت قد طرحته في كتابها "The Prime" و هو من بين الكتب الأكثر مبيعًا، كما أنه تمت ترجمته أيضًا باللغة الألمانية. يختلف أسلوب تعامل "تشودري" مع مرضاها عما يتبعه عادًة زملاؤها في هذا التخصص الطبي. فعندما يأتي إليها مريض جديد، يكون أول ما تفعله هو فحص بكتيريا الأمعاء لديه، لإقتناعها بأن صحة أي إنسان تحددها أمعاؤه. توصلت "تشودري" إلى هذه القناعة بعد تجارب معملية وخبرة طويلة، كخبيرة في مجال الطب الهندي التقليدي المعروف باسم "أيورفيدا"، حيث تعالج مرضاها عن طريق الربط بين معارفها الحديثة والأيورفيدا. قامت "تشودري" بتطوير نظام لعلاج الأمراض العصبية المزمنة مثل: "التصلب المتعدد، والشلل الرعاش، والصداع النصفي"، عبر تحسين عملية الهضم لدى المرضى، إلي جانب العلاج المعتاد. تصف "تشودري" من خلال كتابها، الحالات التي يمكن فيها إيقاف مسار تلك الأمراض من خلال تغيير نمط الحياة، أي تغيير ما يتعلق بالنظام الغذائي، والسلوك وضغوط الحياة اليومية. هكذا تسيطر بكتيريا الأمعاء على الدماغ.. تقول "تشودري" أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء تُملي علي الدماغ ما نشتهيه من طعام، أي ما نأكله في النهاية، وبناء على ذلك فإن منهجها هو تغيير بكتيريا الأمعاء لكي تسود في النهاية البكتيريا النافعة، ويفقد المرء تلقائيًا شهيته لتناول طعام غير صحي ويتناول بدلا من ذلك ما هو مفيد للجسم. ووفقًا لموقع "فيتبوك" الألماني، تعتبر هذه العملية نوع من أنواع "إعادة البرمجة"، التي من المفترض أن تحدث تغييرًا مستدامًا في الغذاء. وأضافت "تشودري" للموقع الألماني: "أن البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي تتغذى على ما نأكله، وأن الأمعاء التي تعيش فيها بكتيريا تتغذى على السكر المصنع ودقيق القمح، مما يُمكن الدماغ من الاستجابة للوجبات السريعة بطريقة مريحة، كما تكافئنا تلك البكتيريا على هذا الطعام، لأنها تحتاجه للبقاء على قيد الحياة، وهذا هو التواصل المباشر بين بكتيريا الأمعاء والدماغ، وإذا كنتَ تأكل الأطعمة المغذية مثل: الخضروات والفواكه، فلن تحصل الدماغ بعد الآن على ردود فعل مريحة على استهلاك الأطعمة غير الصحية". تنصح "تشودري" من يقوم بعمل الحمية الغذائية بتغيير البكتيريا في الأمعاء حتى تكون الحمية أكثر ذكاء وتقول: "من وجهة نظر الأيورفيدا ، نوصي أولاً بإزالة السموم من الجسم وخاصة من الجهاز الهضمي. وإذا بدأت بهذا، فإن البكتيريا غير الصحية في البيئة المعوية لن تعد تنمو وستتشكل النباتات المعوية النافعة مرة أخرى، مما سيؤدي لإنصياع المخ تلقائيًا وطلبه التغذية الصحية. يمكننا القيام بهذه العملية عن طريق 3 طرق بسيطة:- 1-استخدام مزيج من أعشاب "تريفالا Triphala "، وهي معروفة بفوائدها في عملية الهضم وإزالة السموم، طبقًا لطب الأيورفيدا، فهي عبارة عن خليط عشبي مجفف معروف منذ قرون في الطب الهندي التقليدي كعلاج لتطهير القولون، وتعزيز المناعة، واستعادة النشاط، حسب فيتبوك، وتتكون من مسحوق 3 أعشاب: ثمار الأمالاكي وثمار البيبهيتاكي وثمار الهاريتاكي ، كما أنه لا يغير فقط بكتيريا القناة الهضمية، بل يغير أيضًا السلوك ؛ فيصبح العقل فائقا بشكل أكبر. 2- تحويل الوجبة الرئيسية اليومية من وجبة العشاء إلى وجبة الغداء، لأن الإنسان يكون لديه قدر أكبر من الطاقة في منتصف النهار، وهذا يساعد في خفض السموم بالجسم. 3-نغلي لتر من الماء في الصباح ثم نضع فيه نصف ملعقة صغيرة من بذور الكمون، ومثلها من الشمر ومثلها أيضًا من الكزبرة، ثم نترك كل ذلك منقوعًا في الماء لمدة 5 وحتى 10 دقائق، ثم نضع بعد ذلك الماء في "ترمس"، ونرتشف منه طوال اليوم لمدة أسبوعين. وتضيف "تشودري": "وأخيرًا قد تختفي رغبتك الشديدة في تناول أطعمة غير صحية، وسيصبح لديك شعور ذاتي بالتوجه نحو تناول الأطعمة الصحية، لأن الأمعاء تصبح مسكونة ببكتيريا أكثر سعادة.