تتجدد أزمة نقص أسرة العناية المركزة فى المستشفيات الحكومية مع تساقط عدد من الضحايا بسبب حلم الحصول على سرير فى هذه الوحدة، الأمر الذى دفع عددًا من الأعضاء بالبرلمان لتقديم طلبات إحاطة ضد وزيرة الصحة، وانتقدت لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب فى اجتماع سابق لها العجز الشديد فى أسّرة العناية المركزة والحضانات فى غالبية المستشفيات الحكومية والمعاناة الشديدة للمرضى والأهالى فى الحصول على الخدمة الصحية، الأمر الذى يؤدى إلى تدهور حالة المريض حتى الموت. ووفقا للأرقام الصادرة عن نقابة الأطباء، فإن نسبة العجز فى أَسرّة العناية المركزة بلغ 32%، إذ يوجد فى مصر 123 ألف سرير عناية مركزة فقط، أي: سرير واحد لكل 813 مواطنا. ووفقا للمعدلات العالمية لابد من توفير سرير رعاية مركزة لكل 7 آلاف مريض ما يعنى أن مصر تحتاج إلى 14 ألفًا و285 سرير رعاية فى الوقت الذى يتوفر لدينا ما يقرب من 10 آلاف و300 سرير تقريبًا ليكون العجز المطلوب سده هو 4 آلاف و200 سرير تقريباً أما بالنسبة للحضانات المتعلقة بحديثى الولادة فيتوفر فى مستشفيات وزارة الصحة ما يقرب من 5 آلاف حضانة ويحتاج فقط سنوياً 10٪ من الأطفال للحضانات بينهم من 1 إلى 3% يحتاجون حضانة بجهاز تنفس صناعى. وتبذل وزارة الصحة جهودها من أجل تحسين مستوى هذه الخدمة الطبية الملحة لكل المرضى المحتاجين لها، حيث إدخال خدمة الرعاية الحرجة فى أكثر من مائة مستشفى جديد بعد تطويرها، فضلا عن الحالي، فقد بلغ عدد وحدات الرعاية المركزة فى المستشفيات الحكومية 4700 وحدة مجهزة فى 535 مستشفى، تابعة لوزارة الصحة وحدها، بقوة عمل 4163 طبيبا متخصصا، فضلا عن 4830 وحدة رعاية حرجة تابعة لمستشفيات الجامعات الحكومية. وللأزمة أوجه كثيرة تتخفى وراءها فمشكلة نقص الفرق الطبية من أطباء وتمريض لتشغيل الرعايات والحضانات فى المستشفيات فنوبتجية طبيب الرعاية المقيم لا تتعدى 80 جنيها وبالنسبة للأخصائى 120 جنيهاً وتزيد قليلا للاستشارى بينما فى القطاع الخاص على سبيل المثال يصل نوبتجية الطبيب فى اليوم ل 1200 جنيه بمعنى ما يتقاضاه الطبيب داخل وزارة الصحة فى شهر يمكن أن يحصل عليه خارجها فى 8 ساعات يومياً إضافة إلى سفر أغلب تخصصات الرعايات المركزة والحضانات إلى الخارج. وقالت نقابة الأطباء: إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وافق فى اجتماعه مع وزيرتى التخطيط والصحة الدكتورة هالة السعيد، على تخصيص 5 مليارات جنيه لحضانات الأطفال، والرعاية المركزة فى موازنة الصحة لعام 2020/2021. وأوضحت النقابة أن رئيس الوزراء أكد فى بداية الاجتماع أن الدولة حريصة على تقديم خدمة صحية مميزة، وأن الحكومة تضع على أجندة أولوياتها ضرورة تنفيذ مبادرات الاهتمام بالرعاية المركزة وحضانات الاطفال والطوارئ. وقال الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء: إن المستشفيات تعيش أزمة حقيقية بسبب ندرة أسرة الرعاية المركزة والحضانات، وهو ما أثر على آلاف المرضى وذويهم، وعلى الأطباء أيضا الذين يلجأون فى أحيان كثيرة إلى تأجيل إجراء بعض العمليات، بخلاف الأزمات التى تواجهها المستشفيات من الحوادث والمواليد الذين يحتاجون للحضانات. وأزمة العناية المركزة هى نقص الأسرة والحضانات والتمريض والأطباء المتخصصين، ففى البداية لتوفير سرير يجب تطبيق فكرة عدم حجز المرضى ممن لا يعانون أزمات طارئة فى المستشفيات، إلا حال احتياجهم لرعاية مركزة أو متوسطة، لدرجة أنه يمكن ألا يتم حجز مرضى العمليات العادية، إلا لمدة يوم واحد، فهذا سيوفر الآلاف من الأسرة الشاغرة، مع توفير آلية لإجراء الفحوصات اللازمة للمريض دون حجز، حفاظا على موارد المستشفى من الاستنزاف، وهذا يستلزم تغيير نظام الدخول إلى المستشفيات، ووضع آلية تقضى بعدم حجز المرضى أصحاب الأمراض العادية وتلقيهم العلاج بشكل طبيعى، بمعنى وضع نظام جديد يسمى (إذن قبول الخدمات)، والذى يسمح بإجراء الفحوصات دون حجز واستغلال سرير مع تقديم وجبات، على أن تكون الخدمة مجانية أيضاً، كما يحدث فى حالات الحجز، فهذه الآلية من شأنها توفير آلاف الأسرة المطلوبة وتوفير غرف كاملة لا نحتاجها، خاصة أن لدينا أزمة فى منشآت الرعاية المركزة، مع تقليل استهلاك موارد المستشفى، المالية وغير المالية، كالأطعمة والأدوية، ويصاحب ذلك شراء أجهزة التنفس، التى يتم استخدامها فى الرعاية المركزة، بالتوازى مع زيادة كوادر التمريض والأطباء، الذين يحتاجون إلى خطة لتحفيزهم واستقطابهم واستبقائهم. وأضاف الدكتور محمد عزالعرب أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد، والمستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء هناك احصائية أننا نحتاج 14.500 سرير رعاية مركزة والواقع أن الموجود أقل من 10 آلاف سرير هذا بخلاف أسرة الرعاية الموجودة على الورق وهى خارج الخدمة ويوجد نقص حاد فى عدد الأسرة وأى مواطن يجد صعوبة فى الحصول على سرير رعاية لأقاربه وهذه مشكلة كبيرة وليس المشكلة فى توفير سرير رعاية فقط ولكن الأهم توفير التجهيزات الطبية الطبية اللازمة له فتكلفتها عالية جدا وهناك نقص فى الأطقم الطبية من تمريض وأطباء فى أقسام الطوارئ والرعاية المركزة. واستطرد بأن هذا القرار خطوة تصحيحية نحو تحسين الخدمة الصحية وتوفيراً للاستحقاق الدستورى بالنسبة لموازنة الصحة وهى 3% وكانت العام الماضى 73 مليار أى أقل من 2%. وطالب «عزالعرب» بعدالة توزيع أسرة الرعاية المركزة فى مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية وفى المناطق المحرومة من الخدمات وكذلك توفير الأطباء لتلك المناطق والمزيد من المخصصات المالية وإعداد الفرص المؤهلة للتمريض والأطباء والفريق الطبى.