«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غداً.. انطلاق الدورة ال33 للاتحاد الإفريقى
نشر في الوفد يوم 07 - 02 - 2020

مصر تسلم رئاسة الاتحاد إلى جنوب إفريقيا رسمياً
«السيسى» يرفع رأس مصر بإنجازاته خلال توليه المسئولية
«الوفد» ترصد الإصلاحات السياسية والاقتصادية والصحية والنقل والمواصلات
الربط بين مصر ودول القارة ومشروع القاهرة - كيب تاون الأبرز
إعادة توطين اللاجئين الأفارقة فى بلادهم أهم الإيجابيات الإنسانية
إطلاق منظومة التجارة الحرة القارية وتشغيل مركز إعادة الإعمار خطوة مهمة
إنشاء صندوق الاستثمار فى البنية التحتية المعلوماتية طفرة حقيقية
تنطلق الدورة العادية ال33 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقى، غداً الأحد، وتستمر لمدة 48 ساعة، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة والضيوف الدوليين البارزين، ومن المنتظر أن يترأس الرئيس السيسى الجلسة المغلقة فى أول أيام القمة، التى تشهد قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتسليم رئاسة الاتحاد الإفريقى لنظيره الجنوب إفريقى سيريل رامافوزا.
ومن المنتظر أيضاً أن تشهد القمة إلقاء الرئيس السيسى خطاباً يستعرض خلاله أهم الإنجازات التى تحققت فى الاتحاد الإفريقى خلال الأعوام الماضية، وخاصة عام الرئاسة المصرية، إضافة إلى التحديات ذات الصلة والماثلة أمام تعزيز العمل الإفريقى المشترك والوفاء بأجندة إفريقيا 2063 وبرامجها التنموية الطموحة بما فى ذلك منطقة التجارة الحرة القارية التى تم الإعلان عن تدشينها وبدء أدواتها التشغيلية فى قمة نيامى برئاسة الرئيس السيسى، وعن دفع التكامل الإقليمى من خلال تحسين توزيع الأدوار وترتيب المسئوليات بين الاتحاد الإفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية التى تم إرساء نقلة نوعية على صعيدها بانعقاد قمة التنسيق الأولى بين هذه التجمعات والاتحاد الإفريقى فى نيامى أيضاً برئاسة الرئيس السيسى.
وعملت مصر خلال عام رئاستها للاتحاد بداية من فبراير 2019 حتى فبراير 2020 مع الأشقاء الأفارقة على عدة أولويات؛ أبرزها التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسى والمالى للاتحاد، ومد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الإفريقية، والتعاون مع الشركاء الدوليين للقارة الإفريقية.
وفى ضوء ذلك تستعرض «الوفد» عدداً من الإنجازات التى حققها الاتحاد الإفريقى تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مقدمتها إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية وتشغيل مركز إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات ومتابعة خارطة طريق الإصلاح المؤسسى للاتحاد.
لم تكن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى مجرد ترؤس مثل أى دولة، لكنها تعكس إلى أى مدى استطاعت القيادة المصرية، استعادت ثقة القارة السمراء، بعد أن تم تجميد نشاطها فى الاتحاد عام 2013، عادت من جديد له فى 2016، ثم لرئاسته فى 2019.
قبل عام واحد وقع على عاتق مصر مسئولية مزدوجة تجاه قارتها الإفريقية، حيث جاءت مسئوليتها كرئيس للاتحاد الإفريقى لتعزز مسئوليتها على وضع قضايا القارة على قمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، التزاماً منها نحو محيطها الإفريقى، بما عزز مكانة مصر وسط أشقائها الأفارقة، حيث تسلمت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى فى العاشر من شهر فبراير الماضى، وذلك للمرة الرابعة فى تاريخها، حيث تعد إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية، الذى تحول اسمها فيما بعد ل« الاتحاد الإفريقى»
وتركزت مسئولية مصر تجاه إفريقيا، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد فى شهر فبراير الماضى على بذل الجهد والتمسك بوحدة دول القارة، تلبية لتطلعات وطموحات شعوبها فى خلق قارة مستقرة ومزدهرة تكفل العيش الكريم لجميع أبنائها، حيث لم تعد إفريقيا هدفاً فحسب، بل أصبحت إرادة رئيسية نحو تحقيق التنمية المستدامة التى تنشدها دولها، ومنذ تولى مصر رئاسة الاتحاد، بذلت القيادة السياسية جهداً مستمراً ومتواصلاً من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة الإفريقية، فحققت العديد من النتائج المبهرة على المستوى الإقليمى والدولى، فكان محل إشادة من الدول الأعضاء فى الاتحاد وكبار مسئولى هيكله الإدارى، وأعادت مصر تأكيد مبادئ وغايات الاتحاد الإفريقى نحو تعزيز السلم والأمن والاستقرار فى القارة، فلم يترك الرئيس السيسى محفلاً دولياً إلا وشارك فيه حاملاً هموم وآمال شعوب القارة فى الحياة الكريمة، والحصول على حقها فى التنمية المستدامة وفرص العمل، بالإضافة إلى دعوته لرجال الأعمال والشركات الدولية الكبرى إلى الاستثمار فى إفريقيا، لما يتوافر فيها من فرص ومزايا لا حصر لها ومنها الموارد الطبيعية والأيدى العاملة
ومن الإنجازات التى حققها الاتحاد الإفريقى خلال
فترة رئاسة مصر على المستوى السياسى الجهود الكبيرة التى بذلتها تجاه الأزمات والمشكلات السياسية التى تعانى منها القارة.
واستضافت القاهرة اجتماعاً رفيع المستوى ل«الترويكا» الإفريقية ولجنة ليبيا، وناقشت القمة آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية فى ليبيا والقضاء على الإرهاب، وذلك بمشاركة رئيسى رواندا وجنوب إفريقيا (عضوى ترويكا إدارة الاتحاد)، ورئيس الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا فى الاتحاد، فضلاً عن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى
كما استضافت مصر قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، والمنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد، ومنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، وأعمال اللجنة الوزارية المختصة للدفاع والأمن والسلامة الإفريقية والدورة العاشرة لمنتدى البريد الإفريقى.
وقدمت مصر إفريقيا للعالم من خلال المؤتمرات والمحافل الدولية التى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى متحدثاً باسمها فى الأمم المتحدة، وفى القمة الألمانية الإفريقية التى عقدت فى برلين مستهدفة تعزيز التعاون الاقتصادى بين إفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو بالقارة السمراء، وإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار بإفريقيا
وعقدت فعاليات المنتدى الاقتصادى الإفريقى الروسى، فى منتجع سوتشى الروسى، لأول مرة على هذا المستوى فى تاريخ العلاقات بين الجانبين بمشاركة 40 دولة، حيث قام الرؤساء المشاركون باعتماد إعلان ختامى يعكس المبادئ التى تم الاتفاق عليها وأهمها احترام قواعد القانون الدولى، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة؛ وتحقيق السلم والأمن، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وتسوية الصراعات بالطرق السلمية؛ ودعم أجندة التنمية الإفريقية 2063، 2030، وتدشين آلية وزارية لمتابعة الحوار والشراكة بين الجانبين.
كما عقدت قمة صينية إفريقية مصغرة فى العاصمة الصينية، على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، أكد خلالها المشاركون حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وإفريقيا والتركيز على أولويات التنمية فى إفريقيا.
وعقد مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية «تيكاد»، بمدينة يوكوهاما، وكانت قمة رفيعة المستوى، حيث تنظمها اليابان سنوياً لدعم إفريقيا وتطلعاتها التنموية، تمت خلالها مناقشة أهمية التنمية الإفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار والاستقرار بالقارة، ومواصلة جهود إصلاح مجلس الأمن الدولى.
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، ممثلاً عن قارة إفريقيا فى اجتماعات قمة مجموعة السبع الكبرى، بمدينة «بياريتز» الفرنسية.
وفى شهر ديسمبر الماضى، انطلقت فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية بإفريقيا فى نسخته الأولى الذى حقق الكثير من المكاسب لصالح القارة السمراء، حيث جاءت توصيات المنتدى بضرورة تشجيع دول القارة على تناول مشكلة النزوح القسرى، بالإضافة إلى دعوة الاتحاد الإفريقى لمواصلة عمليات دعم السلام، وتشجيع دول القارة الخارجة من نزاعات على تمكين المرأة وتأمين حقوقها، مطالبة شراكات الاتحاد الإفريقى بالاستثمار فى القدرات البشرية.
ويعزز فوز مصر برئاسة لجنة السياسات الاجتماعية والفقر بالأمم المتحدة عن قارة إفريقيا، لمدة عامين 2020 - 2021، للمرة الثالثة على التوالى منذ إنشاء اللجنة عام 1979، الدور الريادى المصرى بالقارة الإفريقية، فى ظل ترأس مصر الاتحاد الإفريقى، كما يعظم سبل دعم القارة الإفريقية فى مجال تعزيز الهجرة الآمنة، وتمكين المرأة، وتوفير الرعاية الاجتماعية بكل أشكالها وتكافؤ الفرص فى مجالات التعليم والصحة وغيرها، فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وكذا أجندة إفريقيا 2063، ومن المقرر أن يتم استكمال أعمال اللجنة فى إطار رئاسة مصر للجنة السياسات الاجتماعية لوضع الخطط المستقبلية لأعمال اللجنة خلال عامى 2020 - 2021.
وعلى النطاق الاقتصادى، شارك السيسى فى القمة التنسيقية المصغرة الأولى للاتحاد الإفريقى التى عقدت فى نيامى، عاصمة النيجر، فى الثامن من يوليو الماضى، سعياً لتحقيق التكامل القارى والإصلاح المؤسسى للاتحاد الإفريقى، ومتماشية مع
محددات الموقف المصرى تجاه الجهود القائمة فى هذا الصدد، حيث جرى تخصيصها للنظر فى تقسيم العمل وتوزيع المهام بين الاتحاد والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية
وتم خلالها إطلاق الأدوات التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التى كانت اتفاقيتها من أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، وسعت مصر لتفعيل اتفاقية الحرة وجعلها واقعاً، نظراً لأنها تمثل علامة فارقة فى مسيرة التكامل الاقتصادى للقارة، عملاً بمبدأ «الاقتصاد عصب السياسة، والسياسة وسيلة الاقتصاد»، وستنشئ أكبر منطقة تجارة حرة فى العالم، وهو ما يمهد الطريق إلى اندماج القارة فى مؤسسات وآليات الاقتصاد العالمى
وساهمت مصر فى إنشاء صندوق للاستثمار فى البنية التحتية المعلوماتية بهدف دعم التطور التكنولوجى والتحول الرقمى فى القارة، وذلك لبناء اقتصاديات حديثة قائمة على أحدث النظم التكنولوجية، كما وقعت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومفوضية الاستثمار الإثيوبية بجمهورية إثيوبيا الديمقراطية مذكرة تفاهم فى مجال تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية.
وفى 22 نوفمبر الماضى، انطلقت فعاليات منتدى إفريقيا للاستثمار فى نسخته الثالثة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة عدد من رؤساء دول وحكومات مختلف الدول الإفريقية، وشملت التوصيات ضرورة تمويل المؤسسات الدولية مشروعات التكامل الإفريقى، واستمرار سياسات الإصلاح الاقتصادى وتحسين مناخ الاستثمار، ومساهمة القطاع الخاص فى توفير فرص عمل للشباب، ودعم مبادرات التحول الرقمى فى إفريقيا لمواكبة ثورة المعلومات.
وعلى المستوى الصحى، تسلمت مصر رئاسة اللجنة الفنية المتخصصة لمكافحة المخدرات بالاتحاد الإفريقى، تزامناً مع المبادرات التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مجال الصحة وتهدف إلى محاربة الأمراض السارية وغير السارية، وخاصة مبادرة «100 مليون صحة» التى شملت فحص المقيمين من غير المصريين، كما تعتزم مصر إنشاء مركز إقليمى لدعم مبادرات الصحة العامة يكون مقره القاهرة، وذلك لتفعيل مبادرات الصحة العامة فى الدول الإفريقية للتخلص من الأمراض والأوبئة التى تشكل عبئاً كبيراً على الدول الإفريقية الشقيقة،
وفى مجال البنية التحتية ووسائل النقل والمواصلات، جاءت مشروعات الربط بين مصر ودول القارة الإفريقية وعلى رأس مشروعات البنية التحتية (مشروع القاهرة – كيب تاون)، يضاف إلى ذلك مشروع الربط الكهربائى بين مصر ودول القارتين الإفريقية والأوروبية، عن طريق إمداد دول القارتين بالكهرباء من خلال الأبراج المعدنية العابرة للحدود، ومشروع الربط المائى (الإسكندرية – فيكتوريا) هو مشروع للربط المائى بين بحيرة فيكتوريا الواقعة فى إفريقيا ومياه البحر الأبيض المتوسط فى مصر، ويسهم المشروع فى عمل نهضة إقليمية لكل دول حوض النيل.
وجاء عقد ملتقى الشباب العربى الإفريقى الذى استضافته أسوان فى مارس الماضى اهتماماً من الرئيس بالشباب الإفريقى، حيث شارك فيه أكثر من 1500 شاب إفريقى وعربى لمناقشة قضايا وتحديات القارة السمراء والمنطقة العربية، وفيه أوصى الرئيس بتشكيل فرق عمل من الشباب العربى والإفريقى، لتولى إعداد تصور خاص لتحقيق فرص التكامل فيما بينهم.
كما عملت مصر أيضا على ملف اللاجئين الأفارقة وسعت إلى إعادة توطينهم فى دولهم مرة أخرى، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب الذى واجهته مصر بمفردها ليس على مستوى سيناء فقط، لكن الدولة المصرية واجهت الإرهاب فى الحدود الغربية، وحاولت مصر القضاء على الإرهاب من خلال تبادل المعلومات بين دول القارة.
وألقى الرئيس السيسى بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقى، كلمة فى 25 مايو الماضى بمناسبة الاحتفال «بيوم إفريقيا»، أكد خلالها أهمية تأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم فى قيادة مستقبل إفريقيا.. فضلاً عن مواصلة تعزيز دور المرأة الإفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادى واستقرارها.. بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبها، ترسيخاً للهوية الإفريقية وإعلاء لمبادئ التضامن الإفريقى.
لقد أوفت مصر بما وعد به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالقمة الإفريقية، التى انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتسلمت فيها مصر رئاسة الاتحاد، بأنها ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلى والمالى للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخاً لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعياً نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية تطلعات الشعوب الإفريقية، وتعزيز أطر التنمية المستدامة لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب الإفريقى.
ويشارك الزعماء الأفارقة خلال القمة فى استعراض ومناقشة عدد من الموضوعات المهمة ذات الصلة بحالة السلم والأمن فى القارة والأوضاع فى ليبيا وجهود إصلاح الاتحاد الإفريقى وكذلك إطلاق موضوع العام 2020 الخاص بإسكات البنادق بهدف خلق بيئة مواتية للقارة لتحقيق المزيد من التقدم.
يذكر أن مصر لم تترأس الاتحاد الإفريقى منذ 23 عاماً، إلى أن تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى من نظيره الرواندى بول كاجامى فى فبراير 2019، واستمرت الرئاسة المصرية حتى عام 2020. وتعد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الإفريقية تتويجاً لجهود مصر بقيادة الرئيس الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية؛ سواء على المستوى الثنائى أو متعدد الأطراف، وتجسيداً لاستعادة الدور المحورى المصرى كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم فى ستينات القرن الماضى، وهى الجهود التى قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير؛ ما انعكس فى المقابل بمنح مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، الثقة فى إدارة الجهود القارية الدؤوبة والإشراف عليها لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الإفريقية فى غدٍ أفضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.