تولى السياسة الخارجية المصرية اهتماما كبيرا بالقارة الإفريقية، فقد كانت الدائرة الإفريقية إحدى الدوائرالهامة فى فكر وعقل قادة البلاد على مر العصور. ومنذ ثورة 1952 جعلت مصرالكفاح المشترك مع دول القارة من أجل نيل الاستقلال والتخلص من الاستعمار والتبعية أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، حيث واصلت مصر دورها السياسى النشط مع شقيقاتها فى إفريقيا حتى نالت هذه الدول إستقلالها. وانطلاقا من إيمان راسخ بدورها الرائد والفعال إقليميا ودوليا قامت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعديد من التحركات على جميع المستويات (رئاسة الوزراء، وزير الخارجية، المبعوثين الرئاسيين، والسفراء)وشاركت بفعالية كبيرة ومؤثرة فى العديد من اللقاءات الدولية على المستويين القارى والعالمى خلال عام 2015. وكان من الواضح أن الهدف الأساسى لجميع التحركات المصرية هو تدعيم المصالح الإفريقية الحالية والمستقبلية على المستويين الإقليمى والدولي. وأكدت كثافة المشاركة الدولية حقيقة أن مصر جاذبة للاستثمار, وفى شهر يونيو الماضى استضافت مصر قمة التكتلات الإفريقية الاقتصادية الثلاث (كوميسا وسادك واتحاد شرق إفريقيا) التى عقدت فى شرم الشيخ بمشاركة وفود 26 دولة حيث سيذكر التاريخ أن مبادرة إنشاء منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الثلاثة قد انطلقت من أرض مصر. وقد نبه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أن القمة تعد نقطة مهمة وفاصلة فى تاريخ التكامل الاقتصادى لإفريقيا حيث تؤسس لمنطقة تجارة حرة ثلاثية تضم فى عضويتها 26 دولة افريقية. وتعد القمة خطوة رئيسية نحو انشاء الاتحاد الاقتصادى لإفريقيا طبقا لخطة لاجوس لعام 1980 ومعاهدة أبوجا لعام 1991 وتماشيا مع أجندة إفريقيا 2063 التى تمثل خريطة مستقبل لافريقيا خلال الخمسين عاما المقبلة لتصبح قوة فاعلة على الساحة الدولية بحلول عام 2063. كما عكست المشاركة المصرية فى قمة التعاون بين دول الجنوب التى دعا إليها الرئيس الصيني، الاهتمام الذى توليه مصر لتعزيز اليات ومجالات التعاون بين الدول النامية. وقد مثلت القمة مناسبة جيدة لطرح النموذج الناجح للوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية فى تعزيز التعاون بين مصر والدول الافريقية فى مجالات بناء القدرات والتدريب واقامة المشروعات التنموية لصالح الدول الافريقية من خلال خبرات وموارد مصرية. كما ترأس الرئيس لجنة الرؤساء الأفارقة الخاصة بتغير المناخ فى قمة باريس مما جسد الدور القيادى لمصر على المسرح الإفريقي، فى مجال البيئة، والدور الذى تقوم به مصر لتنسيق المواقف الإفريقية. وفى قمة المناخ، تحدث الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى حاملا صوت إفريقيا إلى العالم مؤكدا حرصه على دفع الجهود الافريقية المبذولة لتطوير وبلورة مبادرة شاملة حول الطاقة المتجددة فى إفريقيا.