«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عذاب الشعر الأبيض
6 ملايين مصرى فوق الستين

شعر أبيض، أمراض مزمنة، معاناة دائمة، هذا هو حال المسنين فى مصر، فمع غزو الشعر الأبيض لرؤوسهم، تغزو الأمراض أجسادهم أيضا، وتبدأ المعاناة من معاش قليل وأمراض كثيرة، وأبناء مشغولين على الدوام ومعاناة مع شركات تحول رعاية المسنين إلى بيزنس كبير، وبعضها يسعى لحل المشكلة من ناحية انسانية واقتصادية أيضا، فى حين ادركت وزارة الشئون الاجتماعية هذه المعاناة وأطلقت مشروعها جليس المسن لحل مشكلة رعاية المسنين، وتوفير فرص عمل للشباب.
ومع تزايد أعداد المسنين فى مصر وفقا للإحصاءات الرسمية التى تؤكد ان عددهم وصل إلى 6 ملايين مسن،والعدد قابل للزيادة بسبب تقدم الرعاية الطبية، لذا أصبح لابد من اعادة النظر فى كيفية الاستفادة من هذه الطاقة البشرية المهدرة.
من يصل إلى سن الستين بمقاييس العصر ليس مسنا، فمنهم من هو قادر على العمل والعطاء،ومنهم من تفوق قدرته على العطاء الشباب، لذلك لابد من تقديم الرعاية والدعم الكامل لهذه الفئة لاعادة إدماجهم فى المجتمع والاستفادة منهم، بدلا من تركهم فريسة للامراض.
وإذا كانت الأمم المتحدة تؤكد فى تقاريرها ان العالم يشيخ،بسبب زيادة اعداد المسنين الذين فاق عددهم الأطفال أقل من 5 سنوات لأول مرة فى العام الماضى، فإنها ترى أنه لابد من قيام الدول بتوفير رعاية لهم، ومن هنا حددت الأمم المتحدة يوم 1 أكتوبر من كل عام بيوم المسن، فهل يرى يوم المسن القادم مزيدا من الاهتمام بآبائنا وشيوخنا فى مصر؟
العمل حتى آخر نفس.. شعار أصحاب المعاشات
«العمر مش بعدد السنين» مقولة شائعة فى الكثير من المجتمعات، وفى مصر أيضا، لكن القانون لا يعترف بها، فمن بلغ 60 عاما وأحيانا أقل تتم احالته للمعاش، ليجد نفسه فجأة فريسة للفراغ، فحتى لو كانت صحته جيدة، يجد نفسه بلا عمل، وبعضهم يشعر بعدم جدواه فى الحياة خاصة إذا كان أبناؤه متزوجين، وغالبا ما يصبح فريسة للأمراض، وبعضهم يناضل ليظل على قيد الحياة.
وإذا كانت التعريفات تحدد الشيخوخة بأنها تغيرات بيولوجية تحدث بسبب عدة عوامل لا دخل للانسان فيها، فإن القوانين تحددها بما يتراوح بين 60 إلى 65 عاما وهي سن المعاش، ولكن هناك أشخاصًا لا يخضعون لهذا التعريف، ففى هذه السن يجددون شبابهم، تجدهم قادرين على العمل والعطاء، ولأن فرصهم تقل فى العمل لا يجدون سوى بعض الأعمال البسيطة، إلا أنها وسيلة للتسلية وقضاء الوقت، وزيادة الدخل أيضاً.
عم محمد احمد البالغ من العمر 68 عاما واحد من هؤلاء المسنين الذى وجد ان معاشه لا يكفى من ناحية، وصحته تساعده على العمل فلم يقصر فى طلب الرزق، ويقول عم محمد «كنت اعمل فى احدى شركات الغزل والنسيج الحكومية، وبعد خروجى للمعاش وجدت اننى لا أستطيع الجلوس فى المنزل، وبما ان المعاش 1200 جنيه لا تكفى للانفاق على خمسة أبناء منهم بنتان مخطوبتان، لذلك فضلت النزول للعمل بشكل مؤقت فى مصنع للغزل والنسيج فى شبرا الخيمة».
ويضيف عم محمد: سأظل أعمل حتى آخر نفس، «لو ما اشتغلتش هموت »، وأمثال عم محمد كثيرون، يعملون بعد المعاش لزيادة الدخل وقتل وقت الفراغ.
محمد عبد الناصر مدرس اللغة العربية أحيل للمعاش، وقرر العمل فى مكتبة قريبة من منزله، منها فرصة لزيادة الدخل من ناحية، والشعور بأنه قريب من الطلاب والتعليم من ناحية أخرى.. ويقول: لو استسلمت لفكرة الخروج على المعاش سأموت مرضاً وقهراً، خاصة وأنا قادر على العطاء ولكنى بلغت السن القانونية، وتمت احالتى للمعاش ولا أريد العمل فى الدروس الخصوصية، لذلك وجدت ان المكتبة فرصة جيدة للعمل، ومن خلالها أحتك بالطلاب ومن يجد صعوبة فى فهم أى قاعدة نحوية أشرحها له مجاناً.
إلا أن منير سليمان نائب رئيس اتحاد أصحاب المعاشات كشف عن مشكلة بقانون التأمينات الجديد رقم 148 لسنة 2019، حيث تحظر المادة 14 منه على أصحاب المعاشات العمل، وتلزم من يلتحق بأى عمل منهم ابلاغ هيئة التأمينات بعمله وقيمة راتبه خلال شهر من العمل، مع إلزام المؤسسة التى يعمل فيها بذلك.
وقال منير سليمان ان هذه المادة ستمثل مشكلة لأصحاب المعاشات ، فكثير منهم لا يكفيه مبلغ المعاش خاصة ان شريحة كبيرة من أصحاب المعاشات يقل دخلهم عن 1200 جنيه، ولديهم أبناء فى التعليم، أو على وشك الزواج وبالتالى التزاماتهم كثيرة، وهؤلاء يعملون من اجل زيادة الدخل.
وهناك فئة أخرى تعمل للقضاء على وقت الفراغ، فهؤلاء يتمتعون بصحة جيدة وقدرة على العطاء، وجلوسهم فى المنزل سيقضى عليهم تماما، لذلك فهم يبحثون عن أى فرصة عمل لتمضية وقت الفراغ، وزيادة الدخل أيضاً.
وتطبيق هذه المادة ستمثل مشكلة بالنسبة لهؤلاء جميعا حيث انهم سيصبحون تحت رحمة أصحاب الأعمال أكثر، كما انها ستحرمهم من أى زيادة فى الدخل هم فى حاجة إليها، فالمعاشات الهزيلة لا تمثل شيئًا بالنسبة للأسرة اليوم، والأسعار فى ارتفاع مستمر، والأبناء يحتاجون مساعدة والدهم حتى بعد الزواج، لذلك فتطبيق هذه المادة سيكون كارثة بالنسبة لهم.
وطالب منير بضرورة زيادة المعاشات حتى يصبح هؤلاء فى غنى عن العمل بعد هذه السن، وبذلك يمكن تطبيق القانون دون أن يتأثر أى منهم.
شباب فوق الستين.. ينتظرون فرصة ثانية
6 ملايين و400 ألف مسن فى مصر، طاقة لا يستهان بها، عدد كبير منهم ما زال يتمتع بكامل صحته، ومع التوقعات بزيادة اعداد المسنين خلال السنوات القادمة أصبحت الاستفادة من هذه الطاقة الانسانية أمرًا لابد منه.
وفقاً لاحصاءات الأمم المتحدة للعام الحالى تعد شريحة السكان فوق ال 65 من أسرع الشرائح الاجتماعية نموا، ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن يمثلوا 16% من عدد سكان العالم،أى حوالى 2 بليون نسمة، بزيادة قدرها 7% عن النسبة الحالية التى تقدر ب 11% .
وفى مصر أيضا تتزايد أعدادهم من عام لآخر، فوفقا لاحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، بلغ عدد المسنين فى مصر العام الماضى حوالى 6.410 مليون مسن، يمثلون 6.7% من إجمالي عدد السكان، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 11.5 % عام 2031.
ولما كانت الأمم المتحدة ترى ان هذه الشريحة الكبيرة من السكان تعانى من كثير من المشكلات خاصة الفقر والعوز وعدم الرعاية والاهتمام، فقد عقدت عدة اجتماعات بشأن المسنين، وحددت يوم 1 اكتوبر ليكون يوما للمسن، وعلى الصعيد المحلى اولت وزارة التضامن الاجتماعى هذه الفئة اهمية من خلال توفير الضمانات الخدمية وتوفير الرعاية لهم، بما يكفل لهم حياة كريمة، حيث تم التوسع فى انشاء دور رعاية المسنين التى تشرف عليها الوزارة ليصبح عددها 149 دارًا، موزعة على 22 محافظة يستفيد منها 2710 مسنين.
وتقدم هذه الدور برامج الرعاية الصحية والنفسية والثقافية والاجتماعية والترويحية المناسبة، بالإضافة إلى 191 نادى مسن تخدم 41,035 مسن، و18 وحدة علاج طبيعى على مستوى الجمهورية يحصل المسن فيها علي جلسات العلاج الطبيعي واللياقة البدنية بأجر رمزي.
كما تم رصد مبلغ مليون و120 الف جنيه لتطوير10 دور مسنين على مستوى 7 محافظات وهى الإسماعيلية، الإسكندرية، القليوبية، الجيزة، بني سويف، المنيا، قنا، وتطوير 13 نادي للمسن بمحافظات ( القاهرة، البحيرة، بني سويف، سوهاج، الإسماعيلية، الدقهلية) بإجمالي مبلغ 435 ألف جنيه.
كما تم تشكيل اللجنة العليا للمسنين برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعى،وعضوية جميع الأطراف المعنية بشئون المسنين، بالإضافة إلى تمثيل المسنين أنفسهم باللجنة، وتهدف هذه اللجنة إلى وضع خطة متكاملة لرعاية كبار المسنين في مصر، والعمل على تطوير التشريعات والقوانين المنظمة لوضع وخدمات المسنين، إضافة إلى تنظيم وتنسيق برامج الوزارات والهيئات المعنية برعاية كبار السن، واقتراح البرامج والأنشطة التي تكفل إشعار المسن
بأهمية واستمرار دوره وعطائه ومشاركته الفاعلة في المجتمع،واستثمار طاقاته، وإنشاء شبكة معلوماتية خاصة بأماكن الخدمات المقدمة لكبار السن تشترك فيها جميع الجهات المعنية بموقع الحكومة ويتم تحديثها دوريًا.
هذا بالاضافة إلى المشروع الأخير الذى تبنته الوزارة وهو مشروع رفيق المسن الذى يهدف إلى تدريب 150 شابًا كمرحلة أولى لرعاية المسنين داخل منازلهم، مع العمل على وضع تنظيم قانونى للمهنة، واعداد قاعدة بيانات متكاملة لتوفير خدمة رفيق المسن.
ومع ذلك فما زال المسنون فى مصر يعانون من التهميش وقلة الاهتمام، وعدم القدرة على استيعاب طاقتهم وقدرتهم على العطاء، ومن ثم تطالب الدكتورة اجلال حلمى استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس بضرورة الاهتمام بالمسنين واعادة دمجهم فى المجتمع.
فوفقا لمنظمة الصحة العالمية فمن يبلغ من العمر 70 عاما يمكنه العطاء، وأشارت إلى ان السن ليس هو المحدد الرئيسى للشيخوخة، فمع الاهتمام بالرعاية الصحية زاد متوسط عمر السكان، وبالتالى زادت شريحة كبار السن، وأصبح الاهتمام بهم ضرورة، والاستفادة منهم، خاصة ان كبار السن هم حماة التراث والأخلاق، ومن ثم لابد ان يكون لهم دور فى تربية الابناء، ويمكن ان تستفيد بهم الأسرة ودور الحضانة ودور الرعاية والمدارس،ولو بشكل تطوعى.
وطالبت الدكتورة اجلال بضرورة ادماجهم فى المجتمع، عن طريق تنظيم المعارض لأعمالهم سواء الفنية او اليدوية ، مع تشجيع من يستطيع منهم على المشاركة فى الأعمال التطوعية الخيرية، مع زيادة أعداد أندية المسنين وجمعيات رعاية المسنين، والتى تمنح هؤلاء المسنين الفرصة للتواصل مع بعضهم، وقضاء أوقات فراغهم بشكل مثمر، وتنظيم رحلات ومنتديات لهم.
وأضافت أنه يمكن أيضا تنظيم ايام رياضية للمسنين يشاركون فيها مع مجموعات مماثلة لهم فى السن، لتشجيعهم على ممارسة الرياضة ولو بشكل بسيط، مع ضرورة ترسيخ ثقافة التعامل مع المسنين وتدعيمهم فى جميع الأنشطة الترفيهية والتثقيفية والخدمية أيضا، فهم طاقة لا يستهان بها ولابد من الاستفادة منهم كل حسب قدرته.
الحالة النفسية.. أخطر أمراض الشيخوخة
اختلفت تعريفات المُسن.. ولكنها اتقفت جميعاً على أن المُسن هو الشخص الذى يعانى من أمراض تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعى، ولا ترتبط الشيخوخة بسن معينة، فهناك من يكون فى السبعين من عمره ولا يشعر بأى أمراض، وهناك من هم فى الأربعينيات من عمرهم، ومع ذلك أنهكتهم الأمراض وقتلهم الاكتئاب ويشعرون بشيخوخة مبكرة تكاد تودى بحياتهم.
ويعرف الدكتور خالد حلمي، استشاري الأمراض النفسية والعصبية وأمراض المسنين، الأمراض التي تصيب كبار السن بأنها تلك الأمراض المرتبطة بتقدم العمر ومنها أمراض القلب، خاصة ضعف عضلة القلب، وقصور وانسداد الشرايين، خاصة الشريان التاجي، وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية فى الدم، وفى حالة الاصابة بأى من هذه الأمراض ينبغي متابعة الحالة مع طبيب متخصص.
وقد يصاب كبار السن ببعض الاضطرابات النفسية نتيجة الأمراض العديدة التي تصيبهم،فالمسن قد يشعر بالخوف والقلق،وفقدان الأمل واليأس، مما يجعله عرضة للاصابة بالاضطرابات النفسية.
كما أن معظم المسنين يعانون من اضطرابات الذاكرة مثل النسيان الدائم، وتكرار المعلومات، وقد يتطور الأمر لدى البعض ليصاب بمرض ألزهايمر.
ومن الأمراض المرتبطة بتقدم العمر أيضا اضطرابات الجهاز الهضمى وخاصة الإمساك، والذى ينتج غالبا عن ضعف عضلات القولون، أو انسداده، أو ضعف الأمعاء، أو عدوى بالجهاز الهضمي، أو تناول غذاء غير متوازن، وقلة تناول الماء، بالإضافة إلى الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.
كذلك تعتبر الاصابة بمرض السكر من الأمراض الشائعة بين المسنين،وتتمثل خطورته فى انه قد يصل الأمر بالبعض للاصابة بالقدم السكرى مما قد يؤدى إلى بترها.
كما ان امراض ضعف السمع تعد من اهم امراض الشيخوخة، وقد يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى الاصابة بالصمم، وكذلك أمراض العيون من ضعف البصر، والمياة الزرقاء «الجلوكوما»، والمياة البيضاء ، وقد يصاب البعض بتغير في لون القزحية فتصبح رمادية اللون.
ورغم كل هذه الأمراض التى قد تصيب كبار السن إلا أن العامل النفسى يعد أخطرها على الاطلاق، وفقا للدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث والتى أكدت ان الحالة النفسية السيئة للانسان قد تجعله يشعر بالعجز أسرع من الانسان الذى يعيش حياة مستقرة نفسيا.
فالانسان حينما يكبر يشعر أنه لم يعد له دور فى الحياة، وهذا ينعكس على حالته النفسية، وقد يكون هذا سببا لاصابته بما يطلق عليه الأمراض النفس جسمانية، وعلى الانسان فى هذه الحالة أن يبدأ أولا بتقبل وضعه الجديد، فجميعنا يكبر، ويمر من مرحلة لأخرى، ثم بعد ذلك عليه ان يحفز نفسه دائما بأن كبر العمر ليس هو نهاية المطاف،وعليه ان يشغل نفسه بأى عمل آخر، فالخروج على المعاش ليس هو النهاية، بل يمكن ان يكون البداية، فالانسان من حقه ان يحلم، ويعمل على تحقيق حلمه مهما كان عمره، بل انه يمكنه ان يبدأ من جديد بعد سن المعاش فى العمل فى الهواية التى كان يفضلها، او ممارسة اى عمل خيرى هادف، مع ضرورة ممارسة الرياضة فهى تساعد على تنشيط الجسم وتحسين الحالة النفسية للانسان، بالاضافة لفوائدها الصحية.
رفيق المُسن.. مهنة إنسانية تواجه نظرة المجتمع
كما كان الكبار هم رمز العطاء، فاليوم جاء الدور لرد الجميل إليهم، فمنهم من بلغ من العمر أرذله، وتحول ظروف أبنائهم دون البقاء معهم، لذلك يلجأون لمن يقوم بهذا الدور نيابة عنهم، هؤلاء هم رفقاء المسنين.
شباب باحثون عن فرصة عمل، ولكنه ليس كأى عمل، فهى مهمة انسانية فى المقام الأول، منهم من دخلها بالصدفة، ومنهم من قادته ظروفه للعمل بها، ومنهم من أحبها، فهى مهنة الهدوء والصخب، والرحمة والشدة فى آن واحد.
تخصصات مختلفة ومراحل سنية وتعليمية متفاوتة، نساء ورجال اقتحموا مجالًا جديدًا من مجالات العمل، جميعهم فى مهمة انسانية، منهم من يدرك ذلك، ومنهم من يتخذها مجرد وسيلة لكسب لقمة العيش، ولكنهم فى النهاية فى خدمة المسن.
مهنة جديدة دفعت الحاجة إلى ظهورها فى مصر خلال السنوات الماضية، فمع ارتفاع معدلات الأعمار، وانتشار أمراض الشيخوخة بين عدد كبير من كبار السن، خاصة أولئك الذين لا يمارسون أى نوع من أنواع الرياضة، زاد عدد من يحتاجون لرعاية فى منازلهم، ومع تفرق الأبناء وانشغال كل منهم ببيته وأبنائه وعمله، أراد بعضهم توفير الراحة لوالده أو والدته، فراح يبحث عن مرافق أو جليس، ومن ثم ظهرت هذه المهنة التى دخلها فى البداية من لهم خبرة بأعمال التمريض، إلا أنها بدأت خلال الفترة الأخيرة أن تجتذب عددًا من ذوى المؤهلات المختلفة.
ميادة فتحى واحدة من هؤلاء الشابات التى فضلت العمل فى هذا المجال، تقول شعرت أنه مجال غريب فأردت أن أتعرف عليه، وتبين انه مجال جميل أساعد فيه
ناس فى حاجة للمساعدة فعلاً.
وأضافت انه مجال متعب جدا لأنى أتابع الحالة 24 ساعة، لكنه ممتع فى نفس الوقت، أشعر أحيانا انى أتعامل مع أمى، وآخذ منه عبرة فى حياتى، فالانسان كلما كبر أصبح أصغر، ولذلك فهم يحتاجون لرعاية خاصة، وأكدت ان التعامل مع أى حالة فى البداية يكون صعبًا، فهناك حالات ترفض تقبل وجود أى شخص معها، وهناك من يعانى من انهيار نفسى نتيجة لما وصل إليه من حالة صحية، أو نتيجة لهجر الأبناء، فأقوم بالتخفيف عنهم، وهناك حالات ترفض المساعدة، وأخرى ترفض تناول العلاج، وكل هذه الحالات يجب ان اتعامل معها بهدوء حتى يمكننى استيعابهم وارساء قواعد الثقة بيننا، وبعدها تصبح الأمور أفضل.
وأضافت: اعلم انى اعمل فى مهنة انسانية، واتمنى ان اوفق فيها، وهى ايضا فرصة للعمل فى مهنة جديدة ومفيدة للآخرين.
أما سمر طلعت فقد وجدت فى هذه المهنة فرصة للعمل، وتقول سمر: عندى خبرة فى العمل الطبى حيث كنت أعمل مع أحد الأطباء، وأتقنت الغيار على الجروح وتركيب المحاليل الطبية والحقن، لذلك عندما علمت أن هناك فرصة للعمل فى هذا المجال قررت الالتحاق بها لتوفير حياة كريمة لى ولأسرتى من ناحية، ومساعدة الآخرين من ناحية أخرى.
أما جهاد أحمد الشابة العشرينية التى تخرجت حديثا من كلية التربية، فقد وجدت فى هذا المجال فرصة لرعاية كبار السن الذين تفضل العمل معهم عن غيرهم من الصغار.
وتقول جهاد الكبار يملكون الخبرة والحكمة، وانا اريد ان أستفيد منهم واتعلم شيئًا يفيدنى فى حياتى، لذلك فضلت العمل معهم، والتحقت ببرنامج وزارة الشئون الاجتماعية لتدريب جلساء السنين من خلال احدى الجمعيات الأهلية، واليوم قررت العمل الميدانى لأنى أريد أن أرد الجميل للكبار الذين علمونا الكثير.
وعلى نفس الخط تسير عايدة رواش التى جربت هذا العمل فى هذا المجال لفترة، فوجدت انه يمكنها تقديم المزيد لآخرين يحتاجون الرعاية،وتقول عايدة ان العاملين فى هذا المجال أحيانا يواجهون مشكلات كبيرة فى التعامل مع الحالات وذويها، وأحيانا نتعرض للمعاملة السيئة من أسرة المسن، أو من المسن نفسه ومع ذلك نتحمل لمساعدة أنفسنا ومساعدة الآخرين.
وأضافت كل ما نريده هو تغيير ثقافة المجتمع فى التعامل مع جليس المسن، فوظيفتنا الأولى هى خدمة المسن والسهر على راحته، وهى مهنة ليست سهلة كما يعتقد البعض، ومع ذلك نجد خلطًا لدى بعض الأشخاص فى التعامل معنا.
وأشارت زينب العزبى إلى انها قضت فترة طويلة فى رعاية والدة زوجها التى كانت تعانى من أمراض الشيخوخة، وبعد وفاتها وجدت انها اتقنت هذا العمل، ووجدت فيه فرصة للعمل فقررت العمل فى هذا المجال، وهى الآن فى مرحلة التدريب للعمل فى هذه المهنة، وأضافت أن التعامل مع كبار السن أفضل من التعامل مع أى فئة عمرية أخرى، فرغم بعض المضايقات التى قد اتعرض لها، إلا أنها ستكون أقل من أى مضايقات فى أى عمل آخر، ويكفينى اننى أساعد انسانًا أفنى عمره فى خدمة غيره، واليوم آن الآوان لنرعاهم كما رعونا من قبل.
رعاية المُسنين.. كثير من البيزنس قليل من الرحمة
مشكلة يعانيها كثير من الأسر فى مصر، وهى وجود شخص أو اكثر من المسنين فيها، ومع انشغال الأبناء فى أعمالهم أو منازلهم أو حتى السفر للخارج، يصبح وجود هذا المسن مشكلة، خاصة إذا كان مصابا ببعض أمراض الشيخوخة.
وهنا تظهر الشركات والوسطاء المتخصصون فى توفير جليس للمسن، مقابل رواتب تتراوح بين 4 إلى 12 ألف جنيه فى الشهر، حسب المكان وحالة المريض.
هذا المجال أصبح بيزنس كبيرًا له سماسرة ووسطاء وشركات ومكاتب تتفنن فى الدعاية لنفسها، بعضها يعمل من باب البيزنس فقط، والبعض الآخر يحكمه العمل الانسانى بشكل اقتصادى، ومن هنا جاءت فكرة انشاء الاتحاد النوعى لرعاية المسنين ليكون ضابطا لهذه السوق الجديدة والمرشحة للتوسع أكثر وأكثر مع زيادة متوسط الأعمار، وزيادة اعداد المسنين فى مصر.
فى الوقت نفسه دخلت وزارة التضامن على الخط لضبط السوق بمشروع لتدريب الشباب للعمل كجلساء للمسنين.
وتتواصل معاناة بعض الأسر للحصول على مرافق للوالدين أو أحدهما، وكم كانت معاناة البعض شديدة للحصول على هذا المرافق الذى يحصل على مبلغ يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف جنيه شهريا، ومنهم من هو غير مؤهل للعمل، ومنهم من يتعامل مع الأمر على أنه فى اعارة يأكل ويشرب وينام دون تقديم أى رعاية للمسن نفسه.
ومنهم من تعرض لمشاكل صحية وسوء معاملة من هؤلاء المرافقين دون حساب من أحد، فقد تحول هذا المشروع إلى بيزنس يدار من خلال المستشفيات، أو بعض السماسرة ومكاتب توفير العمالة، بالاضافة إلى بعض الشركات.
وعلى الجانب الآخر توجد شركات أخرى تقوم بهذا العمل وفقًا لنظام تدريبى وادارى، وتعمل فى اطار ما يسمى بالاتحاد النوعى لرعاية المسنين تحت التأسيس والذى يسعى لضبط سوق هذه المهنة الحديثة على المجتمع المصرى، واللازمة له أيضاً.
ويعترف روبرت شكرى رئيس الاتحاد بأن هذه المهنة مع الأسف أصبحت مرتعا للسماسرة وراغبى الكسب السريع،حيث يقومون بالتقاط الزبائن من المستشفيات ويقومون بتوفير مرافق للمسن مقابل مبالغ طائلة تصل إلى 12 الف جنيه فى الشهر، وهناك أسر قادرة على الدفع، ولكن هناك أسر أخرى لديها نفس المشكلة وهى وجود مريض مسن لا يقوى على خدمة نفسه، ويحتاج إلى من يرعاه، ومن هذا المنطلق الانسانى تم تأسيس بعض الشركات لتوفير المرافق المدرب على التعامل مع المسن الذى يحتاج إلى رعاية.
وأضاف اننا نقوم بتدريب الشباب على كيفية التعامل مع المسن نفسيا وصحيا، وعندما يأتى إلينا العميل نأخذ منه كافة بيانات المسن وتفاصيل حالته الصحية ووزنه وظروفه الاجتماعية حتى نوفر له الجليس المناسب والمؤهل للتعامل مع الحالة.
أما الشباب الذين يتم توظيفهم للعمل فنحصل منهم على فيش وتشبيه واثبات محل السكن وصورة البطاقة وصورة شخصية وصورة المؤهل الدراسى، وفى حالة قبوله فى العمل نجرى عليه استعلامًا أمنيًا فى مديرية الأمن التابع لها،كما نسأل عن سيرته الذاتية فى المنطقة التى يعمل بها، وبعد الموافقة عليه يتم تدريبه من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع احد المستشفيات الخاصة لتأهيله للتعامل مع الحالات.
وأضاف «شكرى» انه يقدم هذه الخدمة لحوالى 1700 مسن، من خلال 2300 مقدم رعاية منهم جلساء، ومشرفو تمريض، بالاضافة إلى التعاقد مع مستشفى خاص لتوفير أطباء فورا إذا احتاجت الحالة لذلك، كما ان هؤلاء الأطباء يقومون بمعاينة الحالة فور التعاقد مع ذويها للتأكد من الحالة الصحية، وتدوين كافة التعليمات اللازمة للمرافق الذى سيظل مع المسن.
وأكد ان هذا العمل انسانى فى المقام الأول، لذلك فنحن نوفر الجليس مقابل مبلغ يتراوح بين 4000 إلى 4500 جنيه فى الشهر، ويحصل الجليس على راتبه من العميل أو حسب الاتفاق.
وأضاف اننا نتابع عمل الجليس من خلال الواتساب على مدار 24 ساعة،كما يقوم مشرفون بعمل زيارات مفاجئة للجليس فى مكان عمله للتأكد من أنه يقوم بواجبه على اكمل وجه، وفى الوقت نفسه لدينا تواصل مستمر مع العميل من خلال الواتس أيضا لمعرفة اى مشاكل قد تطرأ، والتأكد من قيام الجليس بمتابعة عمله بشكل جيد.
وعن الاتحاد قال انه مكون من 75 شركة ومكتبًا فى القاهرة والاسكندرية،كما تتبعه أيضا 15 دارًا لرعاية المسنين، والهدف من تكوينه هو القضاء على تلاعب بعض السماسرة ومقدمى الخدمة، وقد قمنا بالفعل بعمل حظر لبعض مقدمى الخدمة الذين قاموا بعمل مشاكل مع بعض العملاء، ففى الماضى كان مثل هؤلاء يتركون العمل فى احد المكاتب بعد المشكلة ويلتحقون بالعمل فى مكان آخر، وهو ما قمنا بمنعه من خلال جروب امان الذى يضم قائمة سوداء بالأشخاص الذين لن يتم التعامل معهم، ولن يقوم اى مكتب تابع للاتحاد بتشغيلهم.
وأضاف شكرى ان الاتحاد يعمل على ضبط سوق رعاية المسنين فى مصر، والقضاء على ظاهرة السماسرة التى أضرت بنا كثيرا، وكانوا يحصلون على مبالغ كبيرة من العملاء مبالغ فيها.
وأشار إلى أن هؤلاء السماسرة ليسوا هم المشكلة الوحيدة التى يعانى منها مجال رعاية المسنين، بل هناك مشكلات خاصة بالعملاء أنفسهم ، مثل عدم دفع راتب الجليس أو التأخر فيه، فنلجأ نحن لدفع الراتب، فالجليس لديه التزامات أيضا، ومنهم من يتعرض لسوء معاملة من أسرة المسن أو يتعاملون معه على انه خادم، وهناك فرق كبير بين جليس المسن المؤهل للتعامل مع هذه الفئة وبين أى عامل منزلى آخر.
وأضاف أن هناك مشكلات متعلقة بمقدمى الخدمة أنفسهم وأولاها عدم وجود قانون ينظم هذه المهنة ويحمى من يعملون بها، فحتى تراخيص المكاتب لا يوجد بها خدمة مسنين، وانما ترخيص مكتب توفير عمالة، وفى حالة حدوث أى خلاف مع عميل لا نجد من ينصفنا او يحمينا، كذلك لا توجد لدينا آلية للكشف عن العمال الذين يتقدمون للعمل كجليس للمسن، لذلك أحيانا يتسرب إلى المهنة متهمون فى قضايا او أشخاص غير مؤهلين مما يسئ لها.
لذلك يطالب الاتحاد بضرورة وجود ضمانات وتراخيص للعمل،وأن يكون الاتحاد هو المسئول عن تأهيل الأشخاص الذين يعملون فى هذه المهنة، وضبط سوق العمل بها من خلال لائحة تنظيمية للعمل.
على صعيد آخر بدأت وزارة التضامن فى تدريب عدد من الشباب للعمل كجلساء للمسنين، إلا أن العدد ما زال قليلا، والتجربة ما زالت فى بدايتها، بينما يعانى الآلاف بسبب عدم توفر الجليس الحقيقى المؤهل لخدمة كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة، لذلك فالأمل معقود على أن يتم تنظيم سوق هذه المهنة الانسانية أولاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.