زينات صدقي واحدة من أيقونات الضحك في مصر والوطن العربي، اشتهرت بأداء الأدوار الكوميدية في الأفلام المصرية خلال عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. بدأت حياتها الفنية كمطربة في بعض الفرق الفنية، عندما شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم زينات حيث تسمت باسم صديقتها المقربة خيرية صدقي حين أخذت منها اسم صدقي. "بنت البلد" هكذا أطلق النقاد عليها الكثير من الألقاب أهمها بنت البلد، خفيفة الظل، العانس التي تبحث عن أي عريس في معظم أدوارها، وغيرها من الألقات التي عكست نجاح صدقي في تجسيد العديد من الشخصيات الخالدة في أذهان جمهورها حتى اعتبرها صانعي الأفلام وكتاب السيناريو ورقة الكوميديا الرابحة. نجحت ملكة الضحك في تحقيق الشهرة والثروة ، من خلال العمل مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة أمثال يوسف وهبي، إسماعيل ياسين، شادية، عبد الحليم حافظ وأنور وجدي وغيرهم من النجوم الذين شاركتهم بطولة العديد من الأعمال السينمائية والتي وصل رصيد أعمالها ال 400 فيلم. ولدت زينات صدقي بحي الجمرك في مدينة الأسكندرية عام 1912، درست في معهد أنصار التمثيل والخيالة الذي تأسس من قبل الفنان زكي طليمات في الأسكندرية. لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها. ولم يستمر الزواج لأكثر من عام. وخلال مشوارها الفني الحافل بالفن والروائع السينمائية والإيفيهات الكوميدية التى يحفظها الجميع وتتوارثها الأجيال حتى الآن، إلا أنها أخفت جميع أمورها الشخصية والعائلية عن الصحف والإعلام حتي اللحظة الأخيرة من حياتها التي انتهت بالوحدة والاكتئاب. وبعد وفاتها انتشرت حولها الشائعات والأكاذيب التي وصلت لشائعة أنها كانت تتسوّل بعد أن باعت أثاث منزلها فى نهاية حياتها، ولم تجد قوت يومها حتى دفنت فى مقابر الصدقة. وهذا ما نفته حفيدة الفنانة الراحلة زينات صدقي وهي "عزة مصطفي"، قائلة:إن جدتها إشترت مدفنًا خاصًا فى عز شهرتها ونجوميتها، وعندما توفى فنان بسيط من فرقة الريحانى أثناء العرض استكمل الريحانى المسرحية ولم يوقف العرض، فتأثرت زينات صدقى، وبعدما انتهت من دورها قالت للجمهور: "زميلنا الغلبان توفى أثناء العرض ولو كان نجم كبير كانت الدنيا قامت، علشان كده أدعوكم تقفوا دقيقة حداد على روح زميلنا، وحضور الجنازة وتشييعها من مسرح الريحانى". وانفجرت صدقي فى البكاء حتى اعتقد البعض أن الفنان الذى توفى زوجها، ودفنته فى مدفنها الخاص. وأضافت حفيدتها، أن زينات صدقى أوصت حارس المدفن بدفن أى شخص فقير بمدفنها وقالت له: "المدفن ده لكل الغلابة، يهودى وقبطى ومسلم وكل اللى مالهوش مكان يندفن فيه". وفور أن علم عددا من أقارب زينات اعترضوا وقالوا لها: "مش معقول ستات ورجالة العيلة يندفنوا جنب الشغالين والبوابين"، فأصرت الفنانة الراحلة، أن تضع لوحة على المدفن مكتوبا عليها "مدفن الصدقة وعابرى السبيل"، وهو المدفن الذى دفنت فيه وباعه الورثة بعد وفاتها ورفعت لافتة عابرى السبيل، لهذا السبب ادعى البعض أن زينات صدقى دفنت فى مقابر الصدقة.