سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكتمال نجاح الإصلاح الاقتصادى يتحقق بالمزيد من التصدير والاستثمارات الأجنبية المباشرة محمد الدماطى نائب رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الغذائية العربية ..دومتى
50% إيرادات من العصائر والمخبوزات هدف استراتيجية الشركة 2022 «لا تحيا حياة الآخرين، وامضِ نحو أحلامك بثقة، فالحياة كما تخيلتها تكون، اعلم أن امتلاك القوة بداخلك يمنحك القدرة على تحقيق أهداف يعتبرها آخرون مستحيلة».. هكذا الحكمة، وكذلك محدثى المستقبل فى قاموسه فقط للمبدعين الذين يصبون هدفا لا يمكن لغيرهم أن يراه. أعتقد أن أعظم ما تريد ليس أين تقف، بل الاتجاه الذى تتقدم نحوه، فإذا لم تكن لديك الرغبة فى المغامرة عليك أن ترضى بأن تكون شخصا عاديا، وإذا أردت شيئاً اسعَ إليه ولا تنتظر قدومه.. هكذا انطباعى عن الرجل.. طريقته للتنبؤ بالمستقبل هو صناعته. محمد الدماطى نائب رئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الغذائية العربية «دومتى».. ضالته يجدها فى العمل والاستمتاع بالرحلة نحو الهدف الذى وضعه، للنجاح فى مفرداته له معنى خاص، لا يدركه سواه، متجدد ويسعى إلى ما يضيف، الوقت من عناصر النجاح فى دستوره، والسرعة فى تحقيق ما يريد إيمانا بالفرصة، ربما عدم الصبر نقطة ضعف فى مسيرته، لكنه يعتبرها قوة. «لا يوجد حلم بداخلك إلا وامتلكت القدرة على تحقيقه، فعليك الانشغال بما حددت وأتقنته فى مسيرتك، وقتها تنال ما تريد» بهذا سطر الرجل أولى كلمات صفحة ذكرياته، سطور تحمل محطات لم تكن مفروشة بالورد، بل حفر ومطبات نجح فى تجاوزها.. كل شيء يبدو منظما ومرتبا على سطح مكتبه، ربما لشخصيته المنظمة، مجموعة من شهادات التقدير، والجوائز تسجل مسيرته على حوائط الغرفة، يبدو واضحا لمن يعرفه، علامات الإصرار ترسم ملامحه، يبدو مهموما بمجال عمله، رغم ما يحققه من نجاحات.. لم تتغير رؤيته كثيرا منذ التقيته قبل عامين ونصف العام، موضوعى فى رؤيته حول المشهد الاقتصادى متفائل بحذر، يترقب اكتمال الإجراءات الإصلاحية مع تحقيق نقطة تحول فى ملف الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتصدير. «نعم المؤشرات الاقتصادية تشير إلى تعافٍ وتحسن ملحوظ فى انخفاض معدلات التضخم، وتعافى العملة المحلية، أمام الدولار، وتراجع معدلات البطالة، والسياسة الجيدة للبنك المركزى بالعمل على خفض أسعار الفائدة، بما يحقق نشاط الاقتصاد، لكن يظل استقطاب الاستثمارات الأجنبية، والتصدير الشغل الشاغل» من هنا بدأ الحوار. الهدوء والدقة فيما يحلل هو ما يتسم به الشاب الثلاثينى، يركز على النقاط الفاصلة التى لها الأثر الكبير فى نشاط الاقتصاد.. يقول «إن اكتمال نجاح تجربة الإصلاح الاقتصادى تتوقف على استقطاب المزيد من الاستثمارات، بما لا يقل عن 20 مليار دولار سنويا، وكذلك العمل على تنشيط التصدير للمنتجات والسلع الوطنية إلى الخارج». عندما ينتقد بعض المشاهد فهدفه تحقيق الأفضل، ونفس الأمر حينما يحث على استكمال موجة خفض أسعار الفائدة من أجل تنشيط الاستثمار، والعمل على انتعاش القوة الشرائية للمستهلك من خلال سلسلة مبادرات تشمل كافة قطاعات السوق المحلية، لمعالجة التداعيات السلبية لارتفاع أسعار السلع والخدمات، وهذه المبادرات قادرة على عودة الثقة لرجل الشارع للإنفاق مرة أخرى، بما يسهم فى تنشيط الاقتصاد. كل ذلك يدعو للتفاؤل.. لكن لا يزال رجل الشارع غير مستفيد من ثمار الإصلاحات الاقتصادية. يجيبنى وبدا أكثر واقعية أن «رجل الشارع مر بمحطات صعبة مع بداية الإجراءات الإصلاحية وتحمل فاتورتها، بعد تراجع قدرته الشرائية نتيجة ارتفاع معدلات التضخم، وجنى ثمار الإصلاح للمواطن تتحقق مع المزيد من المبادرات التى تعمل على نشاط قدرته الاستهلاكية، ومواجهة حالة الركود فى السوق المحلية». «ركز على إيمانك بالسبب الذى يجعلك تنجح» هكذا منهجه، وكذلك يعتبر السياسة النقدية حينما اتجهت خلال السنوات الماضية بالعمل على استخدام أدواتها المالية لتحقيق الاستقرار، فى سعر الصرف، والسيطرة على التضخم، وخفض أسعار الفائدة، لكن يتطلب الحفاظ على ذلك بتحقيق تدفقات للأموال الأجنبية. لا تزال الأموال الساخنة أو استثمارات الحافظة تمثل جدلا بين المراقبين والخبراء، ومدى استمرار الاعتماد عليها لكونها واحدة من مصادر تدبير الدولار، إلا أن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تبنى على أن الدولة اضطرت مع بداية الإصلاح الاقتصادى الاعتماد على استثمارات الأجانب فى أدوات الدين سواء سندات أو أذون خزانة، لدعم الاحتياطى النقدى الأجنبى، وستظل من العوامل المساعدة أيضاً خلال الفترة القادمة، فى ظل ضعف التصدير، والافتقار للاستثمارات الأجنبية المباشرة. لا يزال الخبراء يطالبون بمزيد من خفض أسعار الفائدة.. فلماذا؟ يرد بحماس قائلا «مطلوب استمرار خفض أسعار الفائدة، لتحقيق معادلة التوازن مع معدلات التضخم، التى يجب أن تكون متقاربة مع الفائدة، حيث أنها تساعد على نشاط حركة السوق، مع دعم المبادرات لعودة القوة الشرائية، بما يسهم فى زيادة الشركات والمصانع لمنتجاتها». كلما اعتمدت على الإبداع، حصلت على المزيد، هكذا يكون منطق الرجل، يتكشف ذلك حينما يتحدث عن السياسة المالية، يعتبر أن الضرائب تقتصر على مجموعة محددة من العملاء، الملتزمين فى الاقتصاد المنتظم بنسبة 40%، دون حصر الفئات المتهربة، وهذا يتطلب جهدا من الحكومة للوصول إلى هذه الشرائح، مع دخول فئات جديدة بدلا من الضغط على العملاء الملتزمين بالسداد، كذلك الاعتماد على الضرائب باعتبارها عاملا رئيسيا للإيرادات أمرا طبيعيا، وأيضاً التعامل مع القطاع غير الرسمى بإدخاله المنظومة الرسمية من خلال الشمول المالى والتحول الرقمى، وربط بيانات القطاع والشركات وأصحابها، مع توفير بيئة الاستثمار التى تشجع على التوسع يتطلب جهودا أكبر. أى شخص قادر على أن يبدأ اليوم ويصنع نهاية مرضية لطموحه.. وكذلك يعتبر ملف الاستثمار فإذا تم الاهتمام بهذا الملف سوف يساعد بصورة كبيرة، فى جذب الأموال الأجنبية المباشرة. إذن مازلنا فى حاجة إلى ترويج للاستثمار. يرد قائلا «نعم يتطلب ملف الاستثمار خطة على مستوى عال من الترويج، وجذب الشركات الأجنبية، بالإضافة إلى تحديد خريطة استثمارية واضحة». يظل الشغل الشاغل للشاب الثلاثينى الاهتمام بالقطاع الغذائى لكونه من أفضل القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، وتحقيق النمو، وكذلك قطاع المنسوجات الذى يعتمد على عمالة كثيفة، وأيضاً قطاع السياحة، الذى يحتاج تطويرا. لا يوجد قطاع حقق نجاحا دون مواجهة الصعوبات، وكذلك القطاع الخاص الذى لا يزال يواجه معاناة، وعلى الدولة دعم القطاع بمنحه حزمة من المحفزات الضريبية والتسهيلات، التى تساعد على نمو القطاع الخاص. لا يقاس النجاح بالموقع الذى يتولاه الرجل، بل بالصعوبات التى يتجاوزها، من هنا كان نجاحه فى تحمله المسئولية، والمشاركة فى إدارة الشركة، فقد نجح فى تحقيق طفرة كانت يوما بمثابة الحلم، نعم ساهم فى تحقيق طفرة كبيرة فى المبيعات من 100 مليون جنيه إلى مليار جنيه، روح الفريق والإخلاص فى العمل نقل الشركة إلى منطقة بعيدة، من خلال استراتيجية حرصت الإدارة على تحديدها فى 3 محاور مهمة بالبحث عن فرص نمو من شأنها أن تضيف للشركة، من خلال المنتجات الجديدة والمتنوعة، وكذلك عملية تحسين العملية التشغيلية نفسها من خلال التصنيع، والتوزيع، والجودة فى المنتجات. للرجل قناعة قوية تجعله يرفض مقارنته بأحد، يسعى دائما للوصول إلى الأفضل فى عمله، يعمل جاهدا مع عام 2022 أن تكون إيرادات الشركة 50% من قطاع الألبان بمختلف أنواعه، والذى يستحوذ حاليا على 77% من الإيرادات، فيما تكون نسبة قطاع المخبوزات والعصائر مع 2022 أيضاً 50%.. يحمل الشاب الثلاثينى فى جعبته الكثير للشركة، فشغله الشاغل الوصول إلى أبعد نقطة كى يحافظ على ريادتها بالسوق المحلية والعالمية.. فهل ينجح فيما يخطط؟