انطلاق قافلة وعظية بالمنصورة لمواجهة التراجع الأخلاقي - صور    أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 11 يوليو 2025    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    محافظ سوهاج يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الرصف    قوات الاحتلال الإسرائيلية تسرق جثامين شهداء من المقبرة التركية فى غزة    لبنان: قوة إسرائيلية تتوغل قرب قرية كفر شوبا الحدودية وتطلق النار على رعاة الماشية دون إصابات    رئيس الوزراء اللبناني: الدولة ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيها    ثلاثي مصري في طاقم تحكيم مباراة غانا ومالي بأمم أفريقيا للسيدات    محافظ بني سويف يواصل جولاته بمجمع المواقف الجديد    سرقات تشكيلية على الشاشة.. القصة الكاملة لاتهام مها الصغير بسرقة لوحات فنانين تشكيليين عالميين    35 عرضا يشاركون في المهرجان القومي للمسرح المصري بدورته ال 18    زينة تنعى المخرج سامح عبد العزيز بكلمات مؤثرة    الكشف الطبي بالمجان على 1216 مواطنا في قافلة طبية بدمياط    قائد عسكري أمريكي: الصين فشلت في إرغام الدول للتنازل عن حقوقها في بحر الصين الجنوبي    تحرك عاجل من «المصرية للاتصالات» لتعويض عملائها المتضررين من انقطاع الإنترنت    غدا.. محافظ المنيا يفتتح أكبر ملتقى توظيفي بالصعيد لتوفير 2000 فرصة عمل    أحمد السقا يشعل عرض «أحمد وأحمد» في دبي بتحدي أكشن وسط تصفيق الجمهور (فيديو)    يعرض حاليًا.. الجمهور المصري ينفق 133.7 مليون جنيه لمشاهدة فيلم (أبطاله وقصته)    إعلان كشوف المرشحين ل انتخابات مجلس الشيوخ في البحر الأحمر    تقارير: هندرسون أتم انتقاله إلى برينتفورد    بعد 15 يومًا من البحث.. المئات يؤدون صلاة الغائب على غريق رأس البر (صور)    ارتفاع عدد ضحايا حادث ترعة الأخماس بالسادات إلى 3 وفيات    بكين تنفي تخزين بيانات لمستخدمين أوروبيين في إطار تحقيق بشأن «تيك توك»    ضبط 125 كجم أغذية فاسدة في العبور وتوصية بغلق 3 منشآت غذائية بالقليوبية    حماس تدين عقوبات واشنطن على ألبانيزي    بعد فيديو عملية المقاومة بخان يونس.. يديعوت أحرونوت: فضيحة جديدة    رئيس الوزراء الإسباني : ندعو الاتحاد الأوروبي إلى تعليق شراكته فورا مع إسرائيل    مي كساب: الستات مظلومة.. واختفاء الرجالة مش هيزعلنا| حوار    كامل الوزير: الموانئ المصرية الحديثة تستوعب 400 مليون طن بضائع    ‮«‬فوات ‬الأوان‮»‬‬ كتاب ‬يحرض ‬على ‬صنع ‬‬الصور    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يوضح    "تاريخ مليان فخر".. رسالة من جماهير الزمالك في الكويت إلى شيكابالا    جامعة أسيوط تحقق إنجازًا جديدًا بتسجيل لجنة أخلاقيات البحوث العلمية بكلية التمريض    دراسة تكشف أسباب انتشار سرطان القولون والمستقيم بين الشباب    النيابة تحقق في مصرع سائق إثر انقلاب تريلا محمّلة بالخرسانة في سفاجا    إصابة شاب سقط على جسم صلب أثناء الغطس على شاطئ الفيروز في مطروح    بيومي فؤاد يوجه رسالة رثاء ل سامح عبدالعزيز: "أعمالك حية بروح موهبتك وبصمتك"    بعد استقالته من النواب.. نائب عن مستقبل وطن يسحب أوراق ترشحه على الفردي بالشيوخ    الإفتاء توضح الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة    "قصص متفوتكش".. إمام عاشور في حفل محمد رمضان.. وزواج كريم بنزيما    توجيهات بتوفير المياه للمناطق النائية بمطروح وتحسين الخدمة    ترقبوا خلال ساعات.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالمنيا والمحافظات فور اعتمادها رسميًا    حسام موافي يحذر من أعراض خطيرة.. تنذر بمشكلة في المخ    ب«صيدلية جديدة وتحويل منتفعي 5 جهات».. عيادة التأمين الصحي تواجه الزحام ببني سويف    وزير الري: السد العالي حامي الحمى لمصر.. ولولاه لما استطعنا تحمل ملء سد النهضة    غرق سفينة يونانية ثانية في البحر الأحمر بعد هجمات حوثية مميتة    وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد اليوم ضمن خطتها لإعمار بيوت الله    انخفاض التضخم والأسعار «محلك سر».. تراجع المعدل إلى 14.9% في يونيو 2025.. والبنك المركزي يكشف الأسباب    "الوشم مش حرام!".. داعية يرد على مراكز التجميل    عالم أزهري يوضح أعظم دروس الهجرة النبوية    مودريتش يودع ريال مدريد بكلمات مؤثرة    حديد عز ب39 ألف جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 11-7-2025    خريج «هندسة المنصورة» يحصد جائزة دولية من المنظمة العالمية للموارد المائية    كواليس طلب إمام عاشور تعديل عقده مع الأهلي    أمن القاهرة يضبط 37 متهما بحوزتهم أسلحة ومخدرات    محمد كوفي يوجه رسالة خاصة ل شيكابالا بعد اعتزاله    حالة من التوتر الداخلي والعصبية.. حظ برج الدلو اليوم 11 يوليو    لماذا حرم الله الربا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير الجغرافيا السياسية الدكتور محمد رياض ل"بوابة الوفد":
هوية مصر ثابتة ثورات الربيع العربى تؤسس لجغرافيا سياسية جديدة فى الشرق الأوسط
نشر في الوفد يوم 14 - 10 - 2012

أكد الدكتور محمد رياض أستاذ الجغرافيا السياسية المتفرغ بجامعة عين شمس، والخبير السكاني وأزمات المرور ان هوية مصر ثابتة وترتبط بالأرض منذ آلاف السنين ولديها جذور من البربر والبداوة، وأوضح في حوار خاص ل"بوابة الوفد" أن الحدود المصرية ملتهبة في سيناء بسبب الإهمال والتعامل الأمني السيئ معها، مما جعلها أرضاً خصبة للتيارات الدينية المتطرفة، وساعدت حدودها مع «غزوة» في انتشار التهريب السرقة والأفكار الهدامة.
وذكر «رياض» أن ظروف مصر الجغرافية والتاريخية تزيد تسلط العاصمة علي مدار مئات السنين لأن المعمور المصري القابل للانتاج والسكن محكوم جغرافياً وجيولوجياً ومناخياً بمساحة ضيقة ملتصقة بموارد المياه داخل غلاف صحراوي قاحل منذ آلاف السنين، وقال: إن مركزية موقع القاهرة صعب تجاوزه بسبب تخطيطها وامتداداتها التي تمت عبر عصور ومراحل متعددة، لكل منها مخطط نابع من عصره ويقف عند حدود إعمار منطقة معينة.
وقال خبير الجغرافيا السياسية: إن القاهرة تبقي المدينة الكبري في الشرق الأوسط ومدينة العالم العربي وأفريقيا ومدينة مصر المحروسة كما وصفت منذ قرون ومركزيتها ترجع الي الناحية السياسية والاجتماعية والانتاجية والخدمية والتخطيطية والي الحوار:
ما هو علم الجغرافيا السياسية؟
الجغرافيا السياسية تبحث تأثير الجغرافيا علي السياسة أي دراسة وحدتها وهي الدولة، والدولة متغيرة قد تكون كبيرة وتنكمش مثل الاتحاد السوفيتي، أو تكون صغيرة وتتسع مثل أمريكا التي وصلت حدودها إلي الباسفيك.. والجغرافيا السياسية تدرس الظروف البيئية والمساحة وعدد السكان والمناخ والناتج القومي ونسبته إلي عدد السكان، وهل توجد تنمية أم الأفضل وجود نمو، وهكذا حتي لو كانت الدولة تقع تحت الاستعمار الخارجي.. لأنها تساعد علي فهم السلوك السياسي للإنسان، ودراسة العلاقات الدولية من حيث قوتها وضعفها وتفككها، وتهم الجغرافيا السياسية بدراسة النظم السياسية أيضاً.
كيف تري الجغرافيا السياسية في الوطن العربي؟
يتعرض الوطن العربي لتآكل أراضيه من خلال التوسع الاستيطاني لإسرائيل، واحتمالات التفتيت التي بدأت بالعراق وتوجد سيناريوهات لدول أخري مثل مصر ولبنان والمغرب وبعض دول الخليح باختلافاتها المذهبية، وهذا ما يؤكد الافكار الجيوبوليتيكية التي تحاصر الوطن العربي.
وماذا تفعل مصر حتي لا تدخل هذه الدائرة من الصراعات؟
هذا موضوع خطير وأخطر ما فيه النوبة وسيناء،وربما يطفو علي السطح الساحل الغربي وتجارة الأسلحة المهربة عبر الحدود الليبية، فمشاكلنا الحدودية كبيرة، وأعتقد ان العلاج الأساسي يحيب أن يوجه نحوسيناء باعتبار ان خلفها مباشرة دولة إسرائيل التي لها أطماع كبيرة في أراضي جيرانها! ومما يساعدها علي تحقيق هذه الأطماع انشغال مصر بمشاكلها الداخلية مع أن إسرائيل قوية عسكرياً! لكن قوتها العظمي تأتي من ارتباطها بالغرب، ويصور ما هي تنفذ السياسة الغربية وفي الوقت ذاته تشجع الغرب في اتجاه معين مع أن الغرب وأمريكا ليسوا في حاجة الي مغامرات جديدة بعد ما حدث في العراق ومستنفع أفغانستان.
ما هي الجغرافيا السياسية لسيناء؟
سيناء هي الموضوع الحيوي لمصر، ومشكلة سيناء الإهمال الشديد الذي عانت منه خلال حكم «مبارك» الذي كان له شكل دولة بوليسية داخل سيناء دون النظر إلي الأعراف القبلية والخلافات بينها وكان يجب ان تكون هناك طريقة، خاصة لعدم تنامي هذه الصراعات الي حد الانفجار، والدولة للأسف تتعامل مع بدو سيناء وكأنهم فلاحون من الدلتا، والصعيد وليس حسب عاداتهم وتقاليدهم القبلية، مع ان البداوة جزء متأصل في حياتنا ويوجد الكثير من البدو في محافظة الشرقية والصعيد في الجانب الشرقي من النيل، وحتي الجانب الغربي هناك بدومن أصول عربية التي عادت من «برقة» ومنهم عائلات مثل «الباسل» و«لملوم» و«الجوازي» و«أنوجان» فالروح البدوية لازالت قائمة في مصر.
ما الذي أوصل الأمور إلي شبه الانفجار في سيناء؟
الإهمال والتعامل الأمني السيئ جعل سيناء أرضاً خصبة لتيارات دينية وأفكار كثيرة وزراعات للمخدرات التي أصبحت جزءاً من الاقتصاديات هناك ومن قبل كان تهريب الحشيش من بلاد شرق المتوسط، فمشكلة سيناء معقدة حتي عند انشاء ترعة السلام لم يوضع في الحسبان تدريب جيل جديد من سكان سيناء علي الزراعة وكثير من الأراضي أعطيت لمهاجرين من خارج سيناء، وهذا يشعل الصراعات الثقافية بين الأصول البدوية والريفية.
واشتعلت أحداث سيناء مؤخراً بسبب حقول الغاز لأن أهالي سيناء لا يستفيدون منها بشكل جيد إلا من خلال بعض الموظفين الاداريين العاملين في هذه المشاريع.
ما تأثير حدود قطاع غزة مع سيناء؟
سيناء هي المكان المفتوح لغزة المحاصرة بين البحر والبر، فيما عدا إحد عشر كيلو متراً مع سيناء، وهذه المساحة من الناحية الانسانية شريان الحياة لغزة لكن أسيء استخدامها في التهريب والسرقة والمخدرات والأفكار الهدامة، وطبعاً «حماس» «إخوان مسلمين» والنظام السابق كان يعادي الأخوان اليوم اصبحوا في الحكم فلديهم حساسية ما بين الوطنية والحدود السياسية وأرض الوطن، وفي ذات الوقت تحاول الجماعة حل أزمة قطاع غزة أو الغزاوية.
وهل حل أزمة سكان غزة لن يكون إلا علي حساب سيناء؟
هناك كلام كثير أو ما يشبه اتفاق علي توطين بعض سكان غزة في سيناء، وهذا من الناحية الانسانية يجوز، لكن عندما نبحث تأثيراته الناتجة عن هذا التوطين، نجد الاختلاف ما بين التركيبة للبدوولسكان غزة مع اننا كلنا عرب ومسلمون سنة ويوجد نسبة عالية من الأفكار الإخوانية والسلفية لكن بدو سيناء لهم تركيبة اجتماعية واقتصادية معينة والفلسطينيون في غزة نشطون في التجارة والتسليح والخدمات لكنهم يختلفون عن البدو في سيناء.
ما هي المشاكل التي تنتج عن هذا التوطين؟
هذا التوطين سيخلق مشكلة بين النظام البدوي التقليدي الموجود في سيناء، وبين النظام الحديث الغزاوي واذا حدثت تنمية سيحدث الصراع بقوة لأن أهل سيناء أصليون والغزاوية ضيوف عليهم ويتكرر سيناريو طرد المستضيف صاحب الأرض كما حدث مع فلسطين من الجانب الإسرائيلي، حتي النمط الموجود كمعسكرات للفلسطينيين في لبنان وسويا والأردن، كان هدفه ألا يتجنسوا بجنسيات اخري استعداداً للعودة وحتي لا يفقدوا هويتهم،لكن لو تواطنوا في مصر ستضيع هويتهم خاصة أن مصر مساحتها وامكانياتها رهيبة للتنمية والاستثمار وأهل غزة ليسوا فقراء.
مصر مجتمع متنوع أمل متعدد الأعراق؟
مصر مجتمع متنوع اجتماعياً بوحدات متميزة لكن لا توجد به وحدة في المجتمع تستطيع تكوين دولة بمفردها، لكن تنوعه هذا يجعله مجتمعاً متكاملاً، حيث يوجد الدمياطي بصفاته الاقتصادية، والصعيدي بصفاته العصبية والقبلية والشهامة وهكذا مع ان كثيراً من صفات المجتمع تغيرت الا انها لازالت في النكت المصرية المعبرة عن الحالة المصرية.
هوية مصر ثابتة ام متغيرة وما هي ملامحها؟
هوية مصر ثابتة منذ ألاف السنين وملامحها الارتباط بالأرض والمصري لازال يؤكد أن الأرض عرض ولذلك أنشط قطاع اقتصادي يساهم فيه الشعب كأفراد هو القطاع العقاري لأن كل انسان علي أرض مصر يريد أن يمتلك ارضاً أو عقاراً أو شقة لأن الهوية المصرية مرتبطة بالأرض.
وماذا عن قضايا النوبة؟
مشكلة النوبة مستمرة بوضعها الحالي منذ مائة سنة منذ بناء سد أسوان عام 1911 عندما زاد مخزون السد الي«5» مليارات لتر مكعب، فقضي علي مساحات كان يسكنها ويزعها ابناء النوبة خاصة في المناطق الشمالية والتي يسكنها أولاد «الماطقية» و«الكنوز» فحدثت الهجرة بعضها من الشمال الي الجنوب في بعض القري النوبية واستمر الحال هكذا وأذكر انني حضرت ندوة في قاعة «ديوارت» بالجامعة الأمنريكية عام 1945 لمناقشة مشاكل النوبة.
ولكنها ازدادت مع بناء السد العالي؟
نعم مع بناء السد العالي تم التهجير الكامل لأهالي النوبة.. والحكومات المتالية في مصر ترددت في حل مشكلة التهجير وقالوا إن بحيرة السد العالي أو بحيرة النوبة كما يطلق عليها النوبيون هي بنك الماء في مصر يجب منع تلويثها ولهذا يرفضون بناء قري سكنية لأهل النوبة حولها أوحتي اقامة قري سياحية لعدم تلويث هذه البحيرة وهذه وجهة نظر تحترم.. وأحياناً تسمع الحكومات بالاستيطان كما حدث في منطقة «أبوسمبل» مع ان الافضل بناء الدولة فندقاً بجوار الأثر التاريخي لكنها سمحت ببناء قري للمنتفعين من الصعيد والنوبة، وهم غير راضين عن الاجراءات الادارية التي تتبع وتوجد مشاكل كثيرة بين الادارة التنفيذية وبين الأهالي لعدم وجود خطة واضحة، ونتيجة للتخبط قرروا بناء عدة قري نوبية في وادي «كركر» علي بعد «5» كم من مطار اسوان الدولي ورفضها الأهالي لأنهم يريدون ان ينتشروا بكل عائلة في المنطقة الموازية للبلدة القديمة التي كانوا يعيشون فيها ولازال التخبط مستمراً نتيجة لغياب التخطيط.
ما هي السياسة الجغرافية للنوبة؟
النوبيون مصريون حتي الذين يعيشون منهم في السودان جزء كبير منهم توجهه ناحية مصر أو نحو المدن الرئيسية مثل الخرطوم ولكن من يفكر منهم ان يقيم دولة مستقلة فهذا نوع من الخيال فمن أين يأتون بموارد هذه الدولة الا ان تكون ترانزيت للنيل وهذا مستحيل والنوبيون كانوا رافضين سد «كنيارتي» في بلاد «الماحس» بالسودان..وقد تحدث كوارث بسبب التغير المناخي، والأكثر قرباً بالاحتمال قلة مياه الفيضان نتيجة قلة الأمطار علي أثيوبيا فتصبح مصر والسودان فيأزمة والسد الذي تبنيه أثيوبيا قريب من حدود السودان لتوليد الطاقة سيؤثر لمدة «4» أو «5» سنوات علي جريان المياه في النيل حتي يمتلئ خزان السد وبعد ذلك ستعود الأمور الي طبيعتها.
هل مصر لديها مشكلة الأمازيج في واحة سيوة؟
أصول الأمازيج في «مراكش» وهم جزء من البربر وسكان «سيوة» في الأصل بربر وهم آخر حدودهم شرقاً لكن قبل أن تصبح مصر فرعونية كان سكان هذه المنطقة بالكامل من البربر ونحن المصريين لدينا جذور من البربر لكن مع تغيير المناخ وانحصار الظروف الحياتية إلا في مساحات معينة كالواحات اصبحت «سيوة» آخر معاقل البربر مع انه كان يوجدبربر في الواحات الثانية و«الفرافرة» لكن بعدد قليل وكانوا غير منعزلين فاندمجوا مع المصريين لكن «سيوة» بعيدة ومنعزلة فهم يستخدمون لغتهم الاصلية بجانب اللغة العربية في مراحل التعليم وفي التعامل مع الدولة و الملك «فؤاد» بنيلهم معاهد دراسية ومستشفي مما اسرع في تعريبهم ولكنهم مازالوا يحتفظون ببعض المصطلحات الاجتماعية لهم ومازالوا مرتبطين سياحياً بمصر، ولكن يوجد بعض الدروب والمسارب والطرق بين واحة «سيوة» وواحة «جغبوب» التي كانت جزءاًواحداً لكن بمعاهدة مع ايطاليا 1923 فصلت جغبوب عن سيوة لكن الامازيع ليس لهم مشاكل كبري مع الدولة.
أهمية الجغرافيا السياسية وتأثيرها في خطط التنمية؟
بالطبع لها أهمية ولكن أولاً لابد ان نفرق بين التنميةوالنمو الذي هو نمو طبيعي ويتم تحسينه مثلاً الأراضي الزراعية والصناعة التي تتطلب النمو وليس تنمية، لكن التنمية هي استصلاح أراض جديدة أو اقامة مشاريع لم تكن موجودة مثل ترعتي «السلام» و«توشكي» وغيرهما فالدولة انشأتهما.. ولكن بعض المخططين ينظرون الي التنمية علي انها اقتصاد محض، دون النظر الي المستفيد من العنصر البشري متصورين انهم أعدوا المشروع وانتهي الأمر دون تخطيط جيد لانهم لم يبحثوا هذه المشاريع ستتبع من اداريا؟ وما هي مساحات الاراضي التي سيقام عليها وأين سيذهب انتاجها؟! وهذا كله يرتبط بالعنصر البشري الذي يشمل القطاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وكل هذا يكون مجهلاً بطريقة ما لدي من يخطط.. ولكن في الجغرافيا السياسية يتم أخذ كل هذه العوامل في الحسبان وتخضع لدراسات وأبحاث.
متي عرفت مصر علم الجغرافيا السياسية؟
عمر الجغرافيا السياسية ليس كبيراً علي مستوي العالم وبدايتها كانت مع «فريدرك لانسر» الالماني في أواسط القرن العشرين، حيث أدخل مفاهيم الجغرافيا السياسية مع مفاهيم أخري كانت سائدة نتيجة للدراسات البيئية والتي أسموها «الحتمية الجغرافية» ولهذا كان عالم السياسة الاستعماري يكرس أفكاراً خاصة للدول التي يستعمرها حتي تصبح مصر منتجة للقطن مثلاً لحساب مصانع انجلترا، وهذا نوع من الحتمية التي تفرض نفسها لصالح الخزائن الاوروبية الغربية ودخلت الجغرافيا السياسية إلي مصر علي يد د. محمد عوض محمد وكان أول عربي ومصري يحصل علي دكتوراه من انجلترا عام 1926 في الجغرافيا السياسية وظل نشطاً في هذا العلم حتي بعد أن اصبح وزيراً للمعارف إلي أن توفاه الله عام 1971.
ما هي خصائص الجغرافيا السياسية لمصر؟
مصر خصائصها العامة والاساسية تتركز في الموقع الجغرافي والعبقري والمتميز لها، ومن علاقاتها من هذا الموقع الجغرافي بالعالم الخارجي، وهو مكان فريد لكن يشاركها فيه باقي دول الهلال الخصيب والذي يمتد من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وهذه التسمية جاءت من الفكرة الجغرافية القديمة لانها أول منطقة تحول فيها الانسان من جامع للغذاء إلي منتج له بعد تحوله للنشاط الزراعي، وموقع مصر هام جداً تاريخياً، وكان الأهم الحفاظ عليه من الغارات من الجماعات الزنجية في الجنوب، والجماعات الاسيوية من الشرق، والجماعات البربرية من الغرب والهجوم من الجماعات الاغريقية من البحر.
هل تغيرت هذه الخصائص بعد حفر قناة السويس؟
زاد الموقع أهمية بوجود قناة السويس، واشتعل الصراع الفكري السياسي، بين فرنسا وانجلترا لان فرنسا منذ حملة «نابليون» وهي تؤيد فكرة انشاء القناة، وانجلترا ردت عليها بانشاء خط السكك الحديد بين القاهرة والاسكندرية والسويس فمصر استفادت مرتين الاولي بحفر قناة السويس والثانية بإنشاء خط السكة الحديد.
هل مفاهيم القوميات والأمة له مدلول في الجغرافيا السياسية؟
توجد مفاهيم كثيرة غير واضحة مثل مصطلح «الأمة» التي تتحدث عنه كثيراً، والأمة غالباً تكون علي أساس اشتراك شعوب تاريخياً لقرون عديدة.. والقوميات أصغر من الامة لانها ترتبط بالعادات والتقاليد الاجتماعية، والديانة واللغة، واللهجات.. مثلاً المملكة العربية السعودية بها شيء من القوميات، الحجاز لها ظروفها الخاصة لكثرة المترددين عليها، فيها البداوة، والقوة البدوية الشرقية وبها تنوع كبير نتيجة للعلاقات الخارجية عبر المحيط الهندي، ولكنها تقع تحت سيادة واحدة وهي سيادة الدولة، فتوجد ألفاظ تستخدم علي انها تشبه بعضها، والوحدة السياسية في الجغرافيا السياسية تتطلب الحرص في استخدام المصطلح ورفض المفاهيم غير الواضحة، ولهذا أطالب مجمع اللغة العربية أن يوضح هذه المصطلحات.
ما هي العوامل المحددة للصراعات من الوجهة الجغرافية السياسية؟
العوامل الاقتصادية أهم عوامل الصراع.. الدول تحسبها اقتصادياً لو دخلت العراق ماذا ستكسب؟ ولو خرجت من افغانستان ماذا ستستفيد؟ وبعض الحيثيات تري أنها كاملة الحقوق والصفات وغيرها نصف انسان مثلاً ابناء الثقافة الغربية في اوروبا وامريكا يعتبرون انفسهم الارقي انسانياً، كما تجلي في نظرية متطرفة مثل النازية، ولو نظرنا إلي اسماء الكثير من القبائل الافريقية او الاسيوية والامريكية نجد ان اسم القبيلة يدل علي انهم بشر ولكنهم يطلقون اسماء اخري أقل من البشرية علي غيرهم.. والهنود الحمر قبائل متعددة وكانوا يتعاملون مع الاسكيمو التي سمي شعبها «إنويت» أي البشر، ولكن الهنود اطلقوا عليهم اسم الاسكيمو اي الذين يأكلون اللحوم نيئة، وفي هذا المضمون بعض الشعوب لديها شعور بالعظمة ومن حقهم أن يسودوا ويسيطروا وهذه احد اسباب الصراعات في علم السياسة الجغرافية.
وماذا عن اليهود وتمسكهم بالسامية؟
اليهود كديانة محدودة العدد في العالم ولكن لديهم معتقد يتشددون فيه جداً باعتبار انهم شعب الله المختار كما ورد في التوراة وبالتالي يرون أنفسهم أفضل شعوب العالم، ونحن كمسلمين نري أنفسنا كذلك وأيضاً المسيحيون مع ان فكرة الهيمنة والسيطرة والسيادة لا ترتبط بالعقائد بل ترتبط بالقوة العسكرية كما هو حادث مع امريكا الان.
كيف تري الجغرافيا السياسية في ظل هذه القوة والهيمنة الامريكية في العالم؟
امريكا تسعي للهيمنة علي العالم ولا نقصد الاستعمار العسكري، لكنها تشبه انجلترا واليونان في الماضي عندما كانتا امبراطوريتين عظيمتين بانتشارهما فوق البحر، وبريطانيا كان لها اسطول بحري مرعب لكل العالم.. وهذا نفس الحال بالنسبة لامريكا وأساطيلها السبعة المنتشرة.. حول العالم خارج القارة الامنة البعيدة عن الاطماع.. إذا نظرية الهيمنة قديمة ولا ننسي أن الفراعنة أيضاً هيمنوا لفترات معينة، والهيمنة لا تعتمد إلا علي القوة العسكرية.
ثورات الربيع العربي هل تستطيع أن تؤسس لجغرافيا سياسية في الشرق الاوسط؟
لا يوجد مستحيل كل شيء ممكن لان الافكار تسبق الاحداث، والذين شاركوا في ميدان التحرير كان هدفهم اسقاط «مبارك» وبدأت بفكرة، فالافكار هي الرائدة والتي تقود بغض النظر عن أي شيء يقال المهم التصالح وفكرة الربيع العربي تسمية غربية من «جورج سورس» فلم تكن لا ترتيبات من الداخل العربي.. والجغرافيا السياسية تهدف إلي دراسة الوحدة السياسية أي البلد الواحد.. فإذا كان التغيير الذي سيحدث في باقي الوحدات يشبه بعضه سيكون التغيير شامل.. وبالطبع هذا لن يحدث لان كل دولة لها ظروفها الخاصة التي تختلف عن الاخري.. ولا نغفل أن الجغرافيا السياسية دخلت في «الجيوبولتيك» وهذا مصطلح مشتق من الجغرافيا السياسية، ولا يوجد حدث ثابت لانه يعني الموت وبالطبع العالم يتغير ولكن التغيرات تختلف من وحدة سياسية إلي وحدة سياسية اخري.
ما هو المشروع القومي الذي تحتاجه مصر بعد ثورة 25 يناير؟
هناك دراسة اشترك فيها عدد كبير من المتخصصين والدارسين والباحثين وكنت ممكن ساهموا بجهدهم ورأيهم في هذا المشروع لاقامة قناة بحرية تربط بين طابا والعريش.. وتم عمل دراسة وافية شاملة لهذا المشروع ومن ايجابياته، تشغيل رأسمال هائل وعدد كبير من العمالة خلال سنوات التنفيذ.. وإقامة مشاريع عملاقة في الصناعات البحرية، وسفن وموانئ، وورش صيانة وإصلاح.. واقامة صناعة وتجارة علي مخلفات الحفر ذات الاهمية الاقتصادية، واستخدام توليد الطاقة في انتاج المياه المحلاة، فالنيل لم يعد كافياً للمتطلبات الاستخدامية ويجب مد شبكة طرق حديدية بطول المشروع وعبر سيناء إلي الدلتا حيث إنها اكثر اقتصاداً في نقل السلع ذات الاحجام والاوزان الكبيرة، إلي جانب تحديث وتنمية الطرق البرية الحالية، ومعظمها عسكري الطابع أي صلاحياته لانواع المركبات وليس كلها.. وهذا المشروع سيترتب عليه انشاء ميناءين علي طرفي قناة طابا العريش والواجب اتباع نماذج موانئ الترانزيت والحاويات العالمية كي تصبح قادرة علي المنافسة وكي تعطي المزيد من القدرة التنافسية للقناة كشريان نقل فمصر في حاجة ماسة إلي مثل هذه المشروع العملاق ذي العائد الاقتصادي الكبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.