أن لم تك الأسباب التى لم يعلن عنها لأقالة النائب العام فى نظر البعض " غير مهضومه " حسب تعبير اخواننا فى لبنان - فأن الظروف تقتضى علينا الأستجابة الفوريه لقرارات رئيس الجمهوريه المنتخب والفائز بالأحتكام الى الصندوق , على اعتبار أننا فى ظروف استثنائيه وأننا قمنا بثورة والثورة تجب ما قبلها من كل أشكال الفساد أو شبهاته , وهى عصر جديد تحكمه آليات استثنائيه أيضا لا ينبغى التشبث فيها بما نص عليه القانون , والا فأنه قد لا يجوز أيضا بالثغرات القانونيه والجهبذة الأستاذيه الا تتم ازاحه وخلع رئيس جمهورية بأرادة شعبيه أو حل مجلس نيانى أو اقصاء رتبه عسكريه بقرار جمهورى , ولأننا تخيلنا بعد الثورة وسفر الرئيس الذى ازحناه من القاهرة الى شرم الشيخ - وعهدنا بلأمر كله وبرمته الى المجلس العسكرى واكتفائنا بالجلوس خلف المكاتب لكتابه ما يجب أن يكون فى المرحله القادمه - هذا على اختلاف النوايا والمطامع فالبعض لا يريد كيك بالشيكولاته لأن الطبيب نصحه بضررها على صحته , والبعض الآخر يريدها دسمه فى محاوله منه للتخلص من نحافته الواضحه للعيان وهكذا تحولت الثورة الى " كعكه " ثمينه ودسمه تغرى عن أى استكمال لمشوار المفروض أنه شاق ومحفوف بالمبادىء والمصلحه الوطنيه الخالصه لوجه الله ثم عباده الجاثم فوق بطونهم الظلم والفساد عقودا , والكل سلم تسليما قويا بغض النظر عن النيات لحراس الثورة , وانطلق الى أطلاق أغانى العهد الجديد ومصر اليوم فى عيد واقتطع من قوته لشراء علب " البويه والدهانات " لطلاء أرصفة الثورة وتنظيف البلد وكأن حسنى مبارك وحده الذى كان يقود البلاد ويمشى فيها ويقذرها . للأسف لم نهتم سوى بالقشرة وتناسينا السوس الذى ينخر فى عظامنا حتى هوينا , لم ننجز فى ثورتنا حين غادرنا ميدان التحرير سوى تغيير أجابة سؤال من رئيس جمهورية مصر العربيه , والمشكلة هنا ليست القاء اللوم على أحد قدر ماهى استنهاض الهمم فى وقت لنا فيه رئيس شرعى أتينا به بالديمقراطيه التى طالما اشتقنا اليه - سماعا عن طريق هيلارى واوباما و من سبقوهم ومن تلوهم ومن اعتمدوا توكيلاتكم من جمعيات بكل اشكال حقوق الأنسان , هذه الديمقراطيه التى لا أعتقد أن لها عندنا وعيا أوتفسيرا لشعب نسبة الأميه عنده 29% من عدد سكانه , يتأرجح وزراء تعليمه بين تغيير الثانويه العامه من سنه الى سنتن والغاء الصف السادس الأبتدائى أو عودته , ويتخرج خريجوه الغير محتاج اليهم سوق العمل ليتم التحاقهم أما بالمنزل جلوسا مستكينين أو لمساعدة أمهاتهم فى أعمال الطبخ والكنس وعلى أحسن الظروف لتدقيق النظر فى الوظائف الخاليه بأعلانات الصحف التى لا تلائمهم لأحتياجها الى تأهيل لا يناسبهم ولم يسمعوا عنه ولم تتوفر لهم فرص دراسته ولذا نراهم يعملون فى وظائف هامشيه غير مؤمنه أو مستقرة فنرى بكارليوسات وليسانسات سائق تاكسى ومبلط محاره ومساعد مأذون يحمل له الشنطه وعامل بناء ونقاش وهلم جرا من المهازل التى أودت بكيان الأسرة الأقتصادى للحصول على الشهادة العليا , علاوة على تسرب نحو 1,5 مليون من التعليم فى المرحله الأهم الأساسى لألحاقهم من قبل أسرهم بالعمل للأعاله , أن هذا بعضا من كل لا تحتمل مساحات الكتابه أن تسطره لفساد استشرى فى كل مفاصل وآليات دولة فى حجم مصر وسكان يسكنونها يقدروا بما يقارب ال 90 مليون - وهذا الأجمالى - قبل خصم عدد من أثروا من الفساد - وقبل أعمال قانون جديد يتيح لنا محاكمه العوامل الطبيعيه التى أزهقت الأرواح وأصابت الأجساد " كالهواء , وحيوان الجمل , والجن الذى يسرق أدلة الأدانه " , وذلك بعد أن تطورنا من مرحلة الأجندات الخاصه والعناصر المأجورة والنفوس الضعيفه وفتن الديانات والملل والمذاهب , واحتفظنا بها فى خزانات حديديه - لوقت عوزه - , أن على رئيس الجمهوريه أن يحول وعوده الى كائنات تمشى على الأرض وتطير أحيانا ليراها العلمانى والقومى والناصرى والليبرالى والأئتلافى وكافة أشكال الأتجاهات الفكريه والحنجوريه ويجتث الفساد اجتثانا - لأنه من أجل هذا جاء ومن أجل هذا جلس على عرش مصر , يبدأ بفعل " بدأ " ولا يعود بنا أبدا الى مرحلة رد الفعل , لأن هذا ما سيعود بنا الى الويل الحقيقى وسيظل - يجرجرنا - الى طريق ضال وعبثيه لا نهاية لها كما فى المشهد الآن , ليس هناك من أحد محصنا طالما اقتضت المصلحه العامه أو المصلحه الوطنيه أو مصلحه دولة مصر التى تحمى أهل مصر , وليغادر الجميع ممن كانوا يعترضون على المطالب الفئويه مطامحهم وسفسططهم وانفصامهم وينزلوا الى الرغبة الشعبيه العارمة فى عداله غير منقوصه لا يحميها " بادج " على سيارة أو حصانة قانون موضوع -موضوع - قد تحكمه الأهواء فى وضعه وفى تنفيذه , وكلنا نعلم فى السابق أن القوى المحمى قريب فلان او نسيبه أو راشيه أو مسترشيه أو سمسار رشاويه كان اذا سرق هللوا له وصفقوا واذا فعلها الضعيف بقرت بطنه وبطن أسرته , ولا ننسى العبارة الشهيرة - التى كانت تقال عندما ينوى العبيط الذى يتخيل نفسه ينفذ القانون واللوائح حين يقال له - أنت مش عارف أنا مين أو ابن مين - , ارحمونا يرحمكم الله ولا تتشبثوا بشكل وتتعلقوا بمضمون ومعنى وثورة قد لا تروق لكم مضامينها ولكن الأكيد أنه يروق لكم عدلها : اعدلوا هو أقرب للتقوى . النائب العام أو غيره ليس هرم مصر الرابع , ولطالما تمنينا , والتمنى منا " عبط " لمن قام بثورة حق وتغيير ورفع ظلم ولكننا طيبون ودراويش - تمنينا أن يقدم كل مسئول فى عهد مبارك استقالته الى أن تثبت نزاهته , وأن يتنحى كل مسئول عليه علامه استفهام أو نسيب وصهر ولا ينتظر ويتشبث ويتصور أن الدور لن يأتى عليه كالتلميذ الخايب البليد الذى يتوارى من رؤية الأستاذ له , الشعب كله الآن يجب أن يكون أستاذا ورقيبا ويرى ويوجه ويطالب ولا يمل المعركه حتى وأن لم يحصد هو نتائجها فحسبه أنه حاول وأن له عند الله أجرا وأن ابناؤه سيحصدون , أشواقنا جميعا لأفعال من أعتلى عرش مصر وقال أنه مؤمن بأن الله يراه وأنه سيحاسبه وأنه يبكى من عظمة فعل الخالق هو أو رفاقه من السجن الى العرش والمخلوع من العرش الى السجن والسياج , على مرسى ألا يهتم بمن كتبوا وحللوا وفندوا لصلاة جمعته كيف وأين ومتى وكم عددها , عليه أن ينجز ملفاته ولا يهدر وقتا فى جس النبض , الطريقه المباركيه الزائله , عليه أن يحتكم لضميرة وما رآه معنا قبل أن يكون رئيسا ويمتلك القرار الذى يتصرف به فى أضيق حدوده وأحسبه أن شاء الله يتحرى الدقه البالغه قبل أن يقدم عليه , عليه أن يعين شعبه على الحق ولا يدعه يتجرع جرار الظلم لقرار أو قانون أو أدله أو براهين , وليؤتى بالفاعلين وأصحاب المصلحه فى اخفاء الحقائق ولتعاد القضيه والقواضى , فنحن جالسون وأن متنا وانقضى أجلنا يكفينا أننا حاولنا مع زعيمنا , ويكفى ولينا أنه كمحمد مرسى لم يلبس عباءة أحد لا ناصر ولا سادات وبالتاكيد ليس مبارك , أننا نطمح منك ياسيادة الرئيس الا تترك الأمور لتكهناتنا وتحليلات من أكلوا رؤسنا ولا لتناقض تصريحات مندوبى ومستشارى سيادتك ولتخرج أنت علينا كأبناءك وأخوانك لتقول لنا وتعرض علينا وتجعلنا معك فى الصورة , فلا حصنا حصينا اليوم الا بالشعب وقد رفع ضمن مارفع من مطالبه فى الثورة التي لازالت مستمرة شعار أقالة النائب العام .