يسأل الكثير من الناس هل لقمان نبى أم ولى ، وفى أى عصر كان يعيش ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال يقول الله سبحانه { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله } لقمان : 112 ، أنزل الله فى القرآن سميت باسم لقمان ، ونصت الآية على أن الله سبحانه آتاه الحكمة ، كما ذكر القرآن وصيته لابنه ، وذلك لأهميتها . والخلاف فى نسبه ونشأته كبير، وليس لأى قول فى ذلك دليل قوى، فمثلا قال محمد بن إسحاق : هو لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارح ، وهو آزر أبو إبراهيم ، وقال السهيلى : هو لقمان بن عنقاء بن سرون وكان نوبيا من أهل أيلة، وقال الزمخشرى : هو لقمان بن باعوراء ابن أخت أيوب أو ابن خالته ، عاش ألف سنة وأدركه داود وأخذ عنه العلم ، وقال الواقدى : كان قاضيا فى بنى إسرائيل ، وقال سعيد بن المسيب : كان لقمان أسود من سودان مصر . واختلف فى صنعته ، فقيل كان خياطا ، وقيل حطابا ، وقيل : كان راعيا، وقيل : كان نجارا كما اختلف فى شكله فقيل : كان أسود مشقق الرجلين ذا مشافر، أى عظيم الشفتين وكل ذلك كلام لا دليل عليه يطمئن إليه القلب ، لكن المهم أن نعرف هل كان نبيا أو وليا أى رجلا صالحا ؟ . المتفق عليه أن الله آتاه الحكمة وسجل وصيته فى القرآن إشادة بها وتقريرا لها ، وجمهور العلماء على أنه كان وليا ولم يكن نبيا ، وقال بنبوته عكرمة والشعبى لأنها هى الحكمة التى آتاها الله إياه ، ولكن الصواب كما ذكره القرطبى فى تفسيره لل " ج 14 ص 59 " أنه رجل حكيم بحكمة الله تعالى . ومهما يكن من شىء فلا يضرنا الجهل بذلك ، والمهم هو الإقتداء بسيرته والأخذ بحكمته.