نطوى الماضى بمرّه وآلامه ، أما المستقبل فالصورة عن مصر ليست حاكة السواد ، جملة قاسية قالها الأستاذ مصطفى بكرى ، تبعث فى النفس روح التشاؤم ، تمزق طيور الحلم ، تعزف أناشيد الضياع وتنشر عناقيد الظلام ، خاصة فى تلك الفترة العصيبة التى تمر بها البلاد بعد ثورة يناير المجيدة ، فمازالنا نحتفل بنصر أكتوبر العظيم ، والتاريخ يقف شاهدا على قدرة المصريين على تخطى المحن بجسارة وإباء ، لم يحبطوا بعد هزيمة 67 ، الإصرار والإرادة فى جيناتهم ، الصورة وإن كانت مرتبكة ومشوشة فلأن تراكمات السنين من فساد واستبداد من حكموا البلاد عقود ا طويلة دون تأهيل أصابتنا بالفقر والجهل ، جاءت ثورة الميدان لتعدل الميزان ، كالزلزال تتبعه هزات ، ستستكين الأرض حتما وتهدأ القلوب ولو بعد حين ، الصبر والبناء هما الحل السحرى للقفز فوق الصعب ولنكتب الكلمات التى تبعث بروح الطمأنينة فى النفوس الطيبة ، نستطيع أن نحطم الصخر ونصنع تاريخا نيرا ومشرقا ، إن استشراف المستقبل بمنظار أسود من شأنه · بث روح اليأس والقنوط فى نفوس المصريين خاصة الذين يعانون من شظف العيش ، فتفتر عزيمتهم وتتوقف عجلة الإنتاج . . كأننا نبعث برسالة لأمهات الشهداء مفادها ( أنه لاأمل فى الإصلاح ) · المصريون فى الخارج سوف يشعرون بالإنكسار ، ومن أراد الإستثمار فى وطنه ، فعليه أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على تلك الخطوة ، فالقادم ليس مضمونا ، وليبحث عن مكان آمن . · المواطنة فى خطر وليستمر مسلسل هجرة الأقباط إلى الخارج تاركين الأرض التى قال عنها قداسة البابا شنوده ( مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه ) . · تشويه صورة مصر أمام العالم الخارجى الذى أبدى احتراما للمشهد ، وكأننا فشلنا فى الخروج من كبوة تشهدها كل الثورات ، فتتأثر سلبا السياحة أيضا . من الصعب أن تتحول كل القصائد الى رثاء ، فأبيض الزهر مايتباهى به المرج ، ومن كهف الظلام نور يضئ ظلام الأكوان مستقبلنا نصنعه بأيادينا إما نكون أو لانكون ، بالإرادة نهدم الحواجز والسود ، هذه الأرض باقية لأبد الآبدين ، فلنقل مرّت علينا سحابة كئيبة لن تثبط همتنا ، مازالنا فى أول السطر ، القادم ربيع ، بعد الصبار والشوك ، سينبت الورد والفل ، المهم أن نضئ قناديل الإيمان ، والثقة فى الله أنه المستعان