يسأل الكثير من الناس عن ما الحكمة فى بعثه الرسل كلهم فى الشرق الأوسط من الأرض ؟ فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال ليكن معلوما أن الله سبحانه أرسل رسلا كثيرين كما قال تعالى {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك } غافر : 78 ، وقال تعالى { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } فاطر :24 ، وقال تعالى { ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا} النحل : 36 ، نعلم من هذه النصوص أنه يجوز أن يكون الله سبحانه قد أرسل رسلا فى غير منطقة الشرق الأوسط ، على أن المختصين قالوا : إن العمران البشرى بدأ أول ما بدأ فى هذه المنطقة ، وذلك لاعتدال جوها وكثرة خيراتها المتاحة من المياه والنبات وغيرها ، ووجود عوامل ساعدت على تجمع الناس وتكوين وحدات مستقرة ، أو على الأقل متعاونة متحدة ، والغالب أن يكون لهذه العلاقات الاجتماعية أثر كبير على الفكر والسلوك ، الذى قد يشيع ويعم الوحدة الاجتماعية كلها ، ومن هنا كانت الحاجة أمس لإرسال رسول يهدى الضالين فى العقيدة والسلوك ، فالرسول لا يأتى لأفراد متناثرة ولكن لوحدات مترابطة، حتى لا يكون للناس على الله حجة {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } النساء . 165