حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من المقترح الذي قدمه شيوخ القبائل البدوية لإحكام قبضتهم على أراضيهم من خلال تسليح الحكومة المصرية للبدو، مؤكدة أن هذه الخطوة سلاح ذو حدين لأنها من ناحية تؤسس قوة أمنية محلية في شبه جزيرة سيناء المضطربة لكنها من ناحية أخرى قد تخلق اضطرابات خطيرة بالمنطقة بتحويل البدو إلى ميليشيات. وقالت الصحيفة إن المقترح الذي تدرسه الحكومة، في محاولة جادة لإعادة القوة الأمنية في منطقة شبه جزيرة سيناء التي تسعى الدولة لفرض سلطتها عليها واقتلاع جذور المسلحين الذين هاجموا القوات المصرية والإسرائيلية في وقت سابق، يثير المخاوف من أن يصبح البدو أحد الميليشيات الجديدة التي تزيد الطين بلة وتزيد الأوضاع سوءًا في سيناء. وذكرت الصحيفة أن شيوخ القبائل البدوية التقوا الشهر الماضي مع وزير الداخلية "أحمد جمال الدين" وطرحوا الفكرة على مسئولي الأمن بإنشاء قوة أمنية محلية من رجال البدو، وبموجب الاقتراح، فإن القبائل ستقدم حوالي ألف شاب بدوي ليتم تدريبهم وتسليحهم بمعرفة وزارة الداخلية ليعملوا مع الحكومة في محاولة لاستعادة الأمن في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن هذه الفكرة تُظهر مدى تعثر المأزق الذي تشهده الحكومة في سيناء، لاسيما أن البدو الذين يشكلون الجزء الأكبر من السكان في الصحاري الشمالية والمناطق الجبلية يشعرون بالاستياء الشديد من الحكومة المركزية على ضوء المعاناة الطويلة لسنوات من التمييز والإهمال الاقتصادي والتهميش على أيدي المسئولين الحكوميين وتعرضهم للمزيد من الحملات الوحشية من قبل مسئولي الأمن الذين اعتقلوا الآلاف من شباب البدو في السنوات الماضية. وزعمت الصحيفة أن استياء البدو من أوضاع بلادهم في ظل عهد الرئيس السابق "حسني مبارك" دفع بعض الشباب للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة ليكون تهريب المخدرات والاتجار في البشر هو مصدر رزقهم، مما أثار المزيد من الفوضى في سيناء التي اتسعت فيها الفجوة الأمنية على أعقاب انتفاضة العام الماضي. وأفاد مسئولون أمنيون بأن الحكومة لاتزال تدرس الفكرة وتعرض أبعادها خاصة مع وجود بعض التخوفات حيال تسليح رجال البدو. ومن جانبه، قال "عطية أبو قردود" أحد شيوخ القبائل "علينا أن نعمل مع الحكومة، وهدفنا هو وقف الجريمة والفوضى المندلعة في المنطقة والتي تهدد حياة المدنيين"، مؤكدًا أن فكرة تسليح البدو نافعة لأن المسلحين سيترددون كثيرًا في مهاجمة المنشآت أو نقاط التفتيش التي يحرسها البدويون لأنهم يعرفون جيدًا تقليد "الثأر القبلي" فيما يخص القتل.