قال الدكتور عبد البديع عبد الله، أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة بور سعيد، إنه تعرف على الكاتب الراحل صبري موسى في شتاء عام 1968 عندما التحق بدار روز اليوسف في بداية حياته العملية، وبالتحديد في مجلة صباح الخير، التي كانت صورة لجيل جديد يتكون في مصر، فهي بالفعل كانت مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة. وأضاف عبدالله، أن مكتب الراحل صبري موسى كان في واجهة السُلم وكان دائمًا يوجه المصباح الخاص بمكتبه ناحية الحائط، وعيناه دائمًا تنظران للداخل وليس للخارج، ويغلب عليه نوعًا من الصمت الحزين، موضحًا أنه عندما قرأ كتاباته فسر سر ما ظنه حزنًا فهو كان يتأمل ويغوص في رحلته الشهيرة لجنوب مصر قرب الحدود السودانية. وتابع: أن تأمل صبري موسى للصحراء كان لدرجة أنه يتجلى قدرة الله في إبداع هذه الطبيعة، فهذا الرجل كان مُتعبد في هذا المكان الموحش، فالتفاني الشديد بين الإنسان والطبيعة نجد تفسيره عند صبري موسى. وأوضح عبدالله، أن صبري موسى لم يكتب أدب اجتماعيًا ولا أيديولوجيًا ولا تحرريًا، وإنما كان إنسانيًا، فدائمًا همه الأول أن يكتشف ما في هذا الإنسان وما بداخله، ويتجلى ذلك في قصصه ورواياته. وجدير بالذكر، أن مكتبة مصر العامة، نظمت مساء اليوم، ندوة عن الكاتب والروائي الراحل صبري موسى، وذلك لإحياء الذكرى الثانية على وفاته، وجاءت الندوة تحت عنوان " إبداع يتجدد-قراءات وذكريات"، بحضور الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان زوجة الكاتب الراحل صبري موسى، والسفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والدكتور عبد البديع عبد الله استاذ الادب الحديث والنقد بجامعة بور سعيد، والدكتور شريف الجيار استاذ النقد الادبي بجامعة بني سويف والكاتب الصحفي ماحر حسن، وأدار الحوار الكاتب مصطفى عبدالله.