احتفالًا بالكاتب الكبير صبري موسى الذي تحل الذكرى الثانية لرحيله غدًا السبت 18 يناير تنظم "مكتبة مصر العامة بالجيزة" بشارع جمال حمدان، فى الخامسة مساء غد، ندوة موسعة عن إبداع الكاتب الكبير صبري موسى، وفيها يدور النقاش حول شخصية وابداع وأفلامه، السفير رضا الطايفى مدير صندوق مكتبات مصر، والدكتور عبدالبديع عبدالله أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة بورسعيد، والكاتب الصحفي ماهر حسن، والدكتور شريف الجيار الأستاذ بكلية الآداب جامعة بني سويف، والكاتبة نهى يحيى حقي، ويديرها الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله. تكرم الندوة الباحثة زينب محمد، الحاصلة على درجة الماجستير فى أدب صبري موسى من جامعة بنى سويف، كما تكرم الأساتذة المشرفين على الرسالة ومن تولوا مناقشتها. ويقول السفير الطايفى إن سلسلة مكتبات مصر العامة تهتم اهتمامًا كبيرًا برموز الإبداع، وتحاول خلق تواصل بين ابداعكهم وأجيال الشباب، لكونهم جزءًا من تراث مصر الثقافى، ويعتبر الكاتب الكبير صبري موسى من الكتاب اللذين أثروا الحياة الثقافية بإبداعاته المتنوعة سواء في القصة والرواية والصحافة حيث أسس مدرسة أدبية فى مؤسسة روزاليوسف عن أدب الصحراء والبحيرات، الذي اكتشف فيها أماكن لم يخترقها الانسان من قبل، وكان من أوائل من حولوا اعمال الكاتب الكبير يحيى حمقي للسينما مثل: البوسطجى وقنديل أم هاشم. كما كتب سيناريو وحوار مجموعة كبيرة من الأفلام: الشيماء، رحلة داخل امرأة، حبيبى أصغر مني، حادث النصف متر، وأعمال أخرى. ولد "صبري موسى" في محافظة دمياط عام 1932، وعمل في بداية مشواره المهني مدرسًا للرسم لمدة عام واحد، ثم اتجه إلى «بلاط صاحبة الجلالة» فكان أصغر سكرتير تحرير بمجلة الرسالة التى يرأس تحريرها يوسف السباعي ، من مؤسسين جريدة الجمهورية، وساهم فى تأسيس مجلة صباح الخير ، ثم كاتبًا متفرغًا في مؤسسة «روز اليوسف»، وصدر له عنها كتاب «الغداء مع آلهة الصيد»، أدب الصحراء ، البحيرات ، ثم أصبح عضوًا في مجلس إدارتها، وأسس به وحدة حقوق الملكية ، والنت ، وإصدار اول مجلة خاصة بالإتحاد وعضوًا في «اتحاد الكتاب العرب»، واتحاد الكتاب الدوليين ، ومقررًا للجنة القصة في «المجلس الأعلى للثقافة»، وله مئات المقالات في مجلة «صباح الخير»، ويُشهد له أنه عندما وصل إلى موقع المسؤولية كان يحنو على أي موهبة شابة ويمنحها عضوية الاتحاد. بدأت حياته الأدبية بالكتابة في فن القصة، ومن أعماله «القميص، وجها لظهر، حكايات صبري موسى، مشروع قتل جارة، الرجل الذي ضحك على الحصان، السيدة التي والرجل الذي لم»، وفي أدب الرحلات كتب رحلتان في باريس واليونان». ومن أشهر أعماله الروائية «حادث النصف متر»، عام 1962، وفيه أوحى لنا فكرته بأن نصف متر فقط هو ما يلزم لأن يتم تحديد مصائرنا وأقدارنا في الحياة، وتحولت تلك الرواية إلى فيلمين سينمائيين بنكهتين ومعالجتين مختلفتين تبتعدان أو تقتربان عن روح الرواية الأصلية، الأول هو فيلم لأشرف فهمي من بطولة محمود ياسين ونيللي، والثاني هو فيلم للمخرج الفلسطيني سمير ذكري بنفس الاسم، وهو فيلم لقى حفاوة نقدية في العديد من المهرجانات. أمضى موسى ليلة في جبل الدرهيب بالصحراء الشرقية قرب حدود السودان، في رحلته الأولى إلى الصحراء، وفي تلك الليلة وُلدت كيمياء غامضة معه بالمكان، ثم الزيارة الثانية كانت في أثناء رحلة إلى ضريح المجاهد الصوفي أبو الحسن الشاذلي، وفى تلك الزيارة أدرك أنه يحتاج إلى معايشة الجبل والإقامة فيه؛ وبالفعل وافقت وزارة الثقافة على تفرغه والإقامة في الصحراء حول الجبل لمدة عام وكان حصاد ذلك أن أخرج لنا أهم أعماله «فساد الأمكنة»، التي تعتبر واحدة من أهم الروايات العربية، والتي أحدثت دويًا في الحياة الأدبية، إذ تكثفت فيها خبراته المتنوعة وتآزرت لتُقدم لنا نصًا روائيًا بالغ العمق سيظّل باقيًا حتى وإن رحل كاتبه الفذّ الذي يشبه «نيكولا» بطل روايته بسرقته للمعرفة من بحر التجوال. تنبأ فى روايتة السيد من حقل السبانخ بالتليفون المحمول والاستنساخ والكبسولات الكهربائية كتب "صبري موسى" سيناريوهات العديد من الأفلام السينمائية منها «البوسطجي»، أحد أهم أفلام السينما المصرية، و«قنديل أم هاشم»، و«القادسية»، و«الشيماء»، و«قاهر الظلام»، و«رغبات ممنوعة»، و«أين تخبئون الشمس». وتعتبر آخر ما صدر له السيدة التى والرجل الذى لم ، وهي رواية تُصنف تحت بند روايات الخيال العلمي، وهي تأسيس لنوع جديد لم يقدر له الاستمرار ولم يجد من يتلقفه من الأجيال المتتالية ولم يطرقه إلا أدباء قلائل مثل يوسف عز الدين عيسى ونهاد شريف، وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات منها الإنجليزية والصينية. ونال الراحل جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1975، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992، والميدالية الذهبية لجائزة «بيجاسوس» من الولاياتالمتحدةالأمريكية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير الإنجليزية عام 1978، وجائزة الدولة للتفوق عام 1999، وجائزة الدولة التقديرية عام 2003، ترجمت أعمالة الى جميع اللغات.