كنت أعلم بإعاقته منذ الأسابيع الأولى للحمل إنه طفل داون.. بتلك الجملة استهلت نهي عبدالخالق، حديثها، وقالت إنها قررت أن تكمل حياتها بطفلها محمد علي، صاحب ال14 عامًا. محمد تلميذ في الصف السادس الإبتدائي، ولد لديه قوة جبارة في تحدي الحياة، وعدم الاستسلام لظروف إعاقته، خاصة بعدما تركه والده وهو في سن الطفوله بعد رفضه الحياة بطفل "معاق". "نُهي" أم آمنت بأن ابنها سيكون نموذجًا إيجابياً على عكس ما تصوره والده، ومن هنا أصحبت تكافح لأبنها ولغيره من الحالات المشابهه، وتابعت: "صممت إني أربيه أحسن تربيه"، مشيرة إلى أن على مدار السنوات الماضية كان الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مهمشين حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي حينها أصبح لهم دور في الحياة وعلم الجميع بإمكانياتهم على أرض الواقع. "أخذت دورات وشاركت في وضع الدستور وبعدها أصبحت مستشارًا إعلاميًا للمجلس القومي لذوي الإعاقه".. تستكمل الأم حديثها، وقالت إنها تركت مهنة الصحافة للتفرغ لابنها الذي صمم على تعلم الفروسية والسباحة، كما عشق روح المغامرة منها تسلق الجبال. تواصلت الأم مع جمعية العالم بيتي، وتم تدريب ابنها واجتاز العديد من الاختبارات الرياضية، وكان له معسكر يومي في الجيم، حتى أن وصلت قصته إلى وزير الشباب وأعجب بمسيرته، ما دفعه لتدشين كرنفال خاص ب"محمد" مع مجموعة من الشباب، إلى أن جاءت لحظة الصفر وهى صعود محمد. "كنت خايفه عليه جدًا إنه يطلع الجبل وصمم بالفعل وصعدت معه الجبل في 9 ساعات".. تذكر الأم أولى مغامرات ابنها برفقه المغامر مازن حمزه وشباب وزارة الرياضة، وتابعت: "ابني أول طفل من متلازمه داون يصعد جبل موسي، وتم تكريمه باحتفاليه من وزير الشباب ومحافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة ومنها لقبت بالأم المثالية 2020. واستكمالاً لتكريم "محمد" أطلق عليه وزير الشباب "النمر الأبيض" الذي تحدث الصعاب وحقق حلم البطولة، جاء ذلك تتويجًا لما بذته والدته نهي من مجهودات تفوق الوصف، وقالت الأم إنها تعشق كل الأطفال من ذوى الإعاقة وتحرص على دعمهم نفسيًا كما تدعم نجلها. وأردفت: "الحكومة بذلت مجهودات عظيمة لعلو شأن ذوى الاحتياجات الخاصة وخطوة وزارة التنمية المحلية في الحرض على تدريبهم للمشاركة في الحياة السياسية خطوة تاريخية تسجل لهم".