على الرغم من أن القضية السورية مازالت على طاولة الاجتماعات العربية، ولكن عودة دمشق للحضن العربي لاتزال مؤجلة حتى حدوث توافق كامل بين أعضاء جامعة الدول العربية فمن حين لأخر يتزايد الحديث عن احتمالية عودة سوريا لمقعدها الشاغر بجامعة الدول العربية وذلك مع اقتراب القمم العربية والاجتماعات الطارئة التى تعقدها الجامعة باستمرار. وقد حرصت الجامعة العربية طوال الوقت على السعى قدما لإعادة سوريا للحض العربى وذلك بعقد الاجتماعات الوزارية التى يشارك فيها الدول اضافة لطرح القضية على القمم العربية التى تنعقد باستمرار فى الدول ولكن هناك عددا من الشروط التى لابد أن تتحقق لعودة سوريا للحضن العربى مرة أخرى . تعليق عضوية سوريا فى نوفمبر 2011 ، بعد 8 شهور من الاضطرابات داخل سوريا، قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة، جاء خلاله قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة وذلك اعتبارا من السادس عشر من نوفمبرلحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، وحث الجيش السوري على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام. وأكد القرار الذي ألقاه رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع "تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية". فيما أوصى القرار "الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق"، لكنه اعتبر ذلك "قرارا سياديًا لكل دولة"، واتفق الوزراء على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على الحكومة السورية. وقد قرر الوزراء العرب كذلك "توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الأممالمتحدة". جهود لاعادة اسوريا حرصت الدول العربية على الدعم المستمر لسوريا منذ بداية الأزمة وطالبت العديد من الدول بعودة سوريا للجامعة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح صحفي له عقب أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب المنعقده مؤخرًا، "وجود مشاورات بين الدول العربية حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية". وقال شكري إن "سوريا دولة عربية مهمة، وهناك مشاورات بين الدول العربية للتوافق حول التوقيت الملائم والمناسب لعودتها إلى الجامعة العربية، ولكن لم يتم تداول الموضوع في الاجتماع بشكل واسع". وأضاف أنه "بعد تجاوز محنة سوريا والعمل على تنفيذ المسار السياسي، ستكون بالتأكيد هناك فرصة أخرى ومزيد من الحوار فيما بين الوزراء العرب لتحديد التوقيت الملائم لهذه العودة". وقد تجددت مطالب الدول العربية بعودة سوريا للجامعة، حيث دعا سفير العراق لدى الجامعة العربية أحمد نايف الدليمي خلال الكلمة الافتتاحية لأعمال الدورة ال (152) العادية لمجلس الجامعة العربية في مقرها بالقاهرة،لإعادة عضوية سوريا بالجامعة، فيما طالب السوريين واليمنيين والليبيين بتجاوز الخلافات والحوار لإحلال الأمن والاستقرار ببلدهم. وقد بذلت تونس جهود كبرى حيث طالبت بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، وذلك خلال اجتماعات قمة تونس التى انعقدت فى مارس الماضى. موقف الجامعة العربية انخذت الجامعة موقفًا أبان القرار، قائلة "أن عناصر توافق الدول العربية حول عودة مقعد الجامعة لسوريا ليست متاحة حتى الآن". ومن جانبه أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس مكتب الأمين العام للجامعة، ، أن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية تم اتخاذه في اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ولتعديل هذا الموقف يتطلب اجتماعاً لوزراء الخارجية، وقال " إنه إذا تم التوافق بين الدول الأعضاء على إنهاء تعليق العضوية فسينتهى التعليق، إلا أنه حدث نقاشاً في هذا الأمر خلال الفترة الماضية ولم يتم التوصل إلى توافق بين الدول". وأعلن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه لم يطرأ تغيير على موقف الجامعة من عودة سوريا إلى المنظمة، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة. إجراءات متعددة لعودة سوريا فيما أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية أمر معقد للغاية، لافتا إلى أن هناك بعض الإجراءات المتعددة التى يجب على السلطة السورية القيام بها، حتى تتم استعادة المقعد. وأضاف "أبو الغيط" خلال المؤتمر الصحفى للبيان الختامى لاجتماع وزراء الخارجية العرب، أننا بحاجة إلى عقد اجتماع محدد تحت عنوان: "استعادة المعقد السورى"، متابعا: "عودة سوريا إلى الجامعة العربية يحتاج إلى بلورة"، مشددا أن هناك مسئوليات وأعباء على النظام السورى من أجل استعادة المقعد السورى، متابعا: "ما أسهل أن تقدم دعوة ليرد يقول هذه شروط.. المسألة بدون شرط.. الجميع عرب يسعى إلى المصلحة العربية". كما أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في لقائه ببرنامج «رأي عام» إن سوريا دولة عربية لا يمكن لأحد أن يسلخها من عروبتها موضحا أن سوريا دولة عربية مؤسسة لجامعة الدول العربية، وأن المناخ والظروف السياسية في الوضع الحالي تقول إن هناك توقعات وخطوات بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة. وتابع: «من واقع خبرتي الأمر ليس ببعيد ولكن الحكم يأتي من منطلق ما ستقدمه سوريا للتحرك تجاه تنظيم لقاء مع الجامعة العربية» مشيرًا إلى أنه تم تجميد عضوية سوريا في ظل ظروف عنف وضرب للمعارضة وحرب أهلية وغيره. وأكد أنه هناك مواقف محددة على سوريا اتخاذها لكي تهيئ عودتها إلى جامعة الدول العربية منها الإفراج عن المعتقلين وانطلاق اللجنة الدستورية وقف القتال على الأرض، وتوصل اللجنة إلى توفق على الدستور، ومدى رغبة الحكم نفسه في الرجوع إلى الجامعة العربية، مضيفًا أن الجامعة العربية إذا قررت أن تدعو يجب أن يأتيها رد فعل إيجابي من الجميع. ولا تزال سوريا خارج الجامعة وسط استمرار انقسام الدول العربية بشان عودتها إلى المنظمة، حيث كشف السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن سبب عدم اتخاذ الجامعة العربية قرار بعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة، مؤكدا أن هذا القرار يجب أن يكون توافقيا يوافق عليه كل الدول الأعضاء قائلا : "يجب أن تقتنع الدول بأنه في عودة سوريا إلى مقعدها به فائدة للجامعة ولسوريا نفسها"، مضيفا: "هناك دول تدافع عن سوريا وعودتها ودول أخرى تنظر إلى ارتباط سوريا ب إيران، وبعض الدول في الجامعة تقول أن النظام السوري غير مستعد للتفاعل مع المعارضة، وهناك صدام داخلي سوري سوري بين نظام الحكم والمعارضة". ولفت حسام زكي: " لن يتخذ قرار في عودة سوريا إلا بتواجد تتقدم داخل سوريا على المسار السياسي".