محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    ألاعيب سيارات الاستيراد.. واستفسارات عن التحويل للغاز    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة عودة الروح ل«القاهرة الإسلامية»
تستهدف إنقاذ البشر والحجر
نشر في الوفد يوم 18 - 12 - 2019

القاهرة الإسلامية، جزء مضئ من تاريخ مصر.. فمنذ دخول الإسلام شهدت البلاد عهدا ثقافيا وحضاريا وعمرانيا جديدا.
وتوالى على حكم مصر منذ عهد عمرو بن العاص، العديد من الولاة الأمويين والعباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ونتج عن هذا التعدد فى الحكام تطور حضارى وعمرانى كبير فى عدد من المدن، ولكن أبرزها كان القاهرة التى تركز فيها الحكم والسلطة.
وشهدت القاهرة نهضة عمرانية كبيرة وخاصة فى عصور الفاطميين والأيوبيين والمماليك، الذين تركوا لنا آثارًا عظيمة لازالت قائمة حتى الآن رغم أن بعضها تخطى الألف عام، وبسبب قيمتها وأهميتها تسعى الدولة دائما للحفاظ على هذه الآثار من خلال ترميمها وإعادة تأهيلها وصيانتها.
وكشف الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، مؤخرا عن مخطط جديد لتطوير القاهرة الإسلامية، وإزالة أى تعديات على المناطق الأثرية بها.
«سيتم التعامل فى تطوير هذه المناطق التاريخية ك«عمليات جراحية»، لإنقاذ الآثار الموجودة بها من أى تعديات قائمة»، هذا ما أكد عليه رئيس الوزراء، لافتا إلى أنه سيتم البدء فى تنفيذ عدد من المشروعات فى مناطق محددة وفق مخطط لتطوير المنطقة بوجه عام.
ويشمل المخطط دراسة خاصة بمشروع تطوير مناطق الأزهر والحسين، وشارع باب الوزير، وسوق السلاح والخيامية، وباب العزب، ودرب اللبانة، والحطابة، وسكة المحجر.
«درب اللبانة» و«سكة المحجر».. آثار نادرة.. وبيوت آيلة للسقوط
تحيطها المساجد الأثرية العريقة من كل مكان.. وتحتوى على العديد من المبانى الأثرية الإسلامية.. وهى أحد أشهر حارات القاهرة الفاطمية، تجاور قلعة صلاح الدين، وتقع فوق سفح عالٍ تصعد درجات من السلالم للوصول إليها.. إنها حارة درب اللبانة التى سميت بهذا الاسم نسبة إلى إحدى العائلات التى كانت تعيش بها وتتاجر فى الألبان.
بمجرد وصولك إليها، تشعر وكأنك عدت بالزمن إلى العصر الفاطمى، حيث ترى البيوت الصغيرة القديمة والآثار الإسلامية المتميزة، فتضم بين جنباتها العديد من المبانى الأثرية أهمها بيمارستان المؤيد أحد آثار دولة المماليك الجراكسة، وتكية البسطامى التى كانت مخصصة فى القرن ال13 لفقراء الأعجام، ونالت رعاية الملك الناصر محمد بن قلاوون، ثم الملك الظاهر جقمق، وظلت تخدم هدفها إلى ما يقرب من تسعين عاما، بالإضافة لعدد آخر من الآثار.
موقع هذه الحارة المرتفع يجعلها متميزة وفريدة من نوعها، فمن خلال نوافذ وأسطح بيوتها تستطيع رؤية مساجد السلطان حسن والرفاعى والمحمودية وقانى باى الرماح، فضلا عن مسجدى محمد على والناصر قلاوون بالقلعة.
وتعتبر العمارة أهم ما يميز درب اللبانة، لأنها قائمة على الإبداع والفكر، ومن هنا جاءت فكرة «بيت المعمار المصري» الذى اتخذ من درب اللبانة مقرا له، وكان المهندس الكبير حسن فتحى، والذى نال شهرة عالمية فى فن المعمار، أحد ساكنيه.
ورغم هذه الأهمية الكبيرة لدرب اللبانة، إلا أنها عانت من الإهمال، حتى أن عددًا من بيوتها آيل للسقوط ويحتاج إلى تدخل سريع للحفاظ عليه وإعادة تأهيله، لأن سقوط مثل هذه البيوت خسارة كبيرة لفن العمارة الإسلامية.
أما سكة المحجر فحالها لا يختلف كثيرا عن درب اللبانة، ففيها الكثير من البيوت القديمة المهددة بالسقوط، رغم أنها تمتاز بالجمال والطراز المعمارى القائم على المشربيات والأبواب المزخرفة.
وسكة المحجر، أو ما كانت تسمى ميدان الرميلة فى الماضى، بجانب ميدان تحت القلعة أو صلاح الدين حاليا، كانا يعتبران من أهم المناطق فى القاهرة الإسلامية، لما مر بهما من أحداث سياسية واجتماعية هامة.
وقد كان لهما شأن عظيم بوجه خاص فى العصرين المملوكى والعثمانى، وكانا يستخدمان فى انطلاق المواكب السلطانية والاحتفالات، وفى استقبال واستضافة الرسل والسفراء، وفى استعراض الجيوش وغير ذلك.
قال محمود عبدالباسط، مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إن مشروع تطوير القاهرة الإسلامية يشمل الترميم والحفظ والصيانة، ولذلك ليس له موعد انتهاء لأن إعادة تأهيل الأثر وصيانته مستمرة طوال الوقت.
وأضاف «عبدالباسط»، أن القاهرة التاريخية مسجلة على قائمة التراث العالمى منذ عام 1997 لقيمتها المعمارية غير المسبوقة ونسيجها العمرانى المتماسك، فمناطق القلعة والدرب الأحمر والجمالية والقلعة من الأحياء التى تتمثل فيها روعة تراثها التاريخى المتنوع بين مدرسة ومسجد جامع وتكية وسبيل.
وأوضح مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية، أن هناك عددًا من مشروعات التطوير والترميم تتم حاليا، ومنها مشروع المائة أثر الذى يشمل مجموعة آثار بشارع سوق السلاح «سبيل رقية دودو وسبيل كوسة سنان وواجهة حمام بشتاك»، ومن المخطط ترميم ربع المنسترلى واستغلاله كفندق، ومن المنتظر تطوير الشارع ليماثل شارع المعز لدين الله الفاطمى بالجمالية.
وأشار إلى أن خطة التطوير التى أعلن عنها مؤخرا، ستشمل مخطط تطوير منطقة الأزهر والحسين وكذلك ميدان القلعة والحطابة ودرب اللبانة وباب العزب وشارع باب الوزير.
وتابع: «سيتم تطوير منطقة الحطابة بالتعاون مع جمعيات أهلية وبشراكة وإشراف وزارة الآثار، ومخطط التطوير يشمل تنمية الحرف وإعادة فتح باب القلعة تجاه الحطابة بما يضمن حركة رواج تجارى للمنطقة وهو أمر يحافظ على نسيجها العمرانى ويحفظ للمدينة قيمتها حجرا وبشرا، وهناك مخطط للتطوير الحضرى بها وكذلك جارى ترميم ضريح الشرفا ضمن بعثة علمية»، مؤكدا أن القاهرة التاريخية مسجلة على لائحة التراث العالمى بآثارها وحرف أهلها وأسواقها وليس الآثار فقط.
ولفت «عبدالباسط»، إلى أن منطقة درب اللبانة بها تنوع حضارى وأثرى رائع، وهناك دراسات لمخطط عمرانى متميز بالشراكة مع مستثمرين لتطوير المبانى السكنية القديمة وإعادة توظيفها، والذى أصبح ضروريا بعد الانتهاء من ترميم مجموعة من المبانى الأثرية الهامة والتى شملت بوابة درب اللبانة وبيمارستان المؤيد وتكية البسطامى، مشيرا إلى أن الحالة العمرانية للبيوت السكنية بالمنطقة صعبة جدا ومن الصعب على وزارة الآثار تطويرها وترميمها بمفردها ولهذا تشارك الجمعيات الأهلية فى التطوير.
وحول تطوير باب العزب بالقلعة، أشار مدير عام مشروع تطوير القاهرة التاريخية إلى أنه منطقة غير مأهولة وليست على قائمة مزارات القلعة حاليا، وكانت تحتوى فى الماضى على مبانٍ عسكرية ومنشآت صناعية مثل مصنع البنادق وجبخانة - مصنع للمدافع - وهو نوع فريد من العمائر الصناعية، ولذلك هناك مخطط لترميم وحفظ وتأهيل باب العزب بنشاطات تفاعلية ملائمة تشتمل على مدرسة خط عربى وسوق للكتب كما سيتم فتحه للزيارة بعد انتهاء الترميم.
وأشار إلى ترميم معظم مبانى باب الوزير الأثرية من قبل مؤسسة الأغاخان كما يحتوى على مبان ذات قيمة معمارية مميز تعود للقرن 19 وبدايات القرن ال20 وتطوير مسار شارع باب الوزير يضمن متنفسًا آخر لحركة السياحة داخل المدينة التاريخية ويمثل مسارًا باكتماله يتواصل مع شارع المعز عند باب زويلة.
«مسجد الحسين».. استمرار تطوير قبلة محبى آل البيت
إذا كنت مسافرا للقاهرة فبالتأكيد ستزوره، وإذا أردت معرفة تاريخ القاهرة الإسلامية فلا يجب أن يفوتك المرور عليه، وإذا كنت من محبى آل البيت والطرق الصوفية فلن تجد مكانا أفضل منه، وإذا أردت الاستمتاع بإجازة وفسحة قصيرة فمن المهم زيارته.. إنه مسجد الإمام الحسين، أحد أهم المعالم السياحية والقاهرة الإسلامية.
لا خلاف على أن المسجد يشهد باستمرار عمليات تطوير وترميم وحالته المعمارية جيدة بالطبع، ولكن هناك أيضا بعض المشاكل التى يعانى منها والمنطقة من حوله، فضلا
عن تعديات الباعة الجائلين به وتشويه المنظر العام لهذا المعلم السياحى المهم.
1000 عام هى عمر هذا المسجد تقريبا، حيث بنى فى عهد الفاطميين سنة 549 هجرية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلى، وبابا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
يشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، ومحرابه بنى من قطع صغيرة من القيشانى الملون بدلا من الرخام، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدى إلى حجرة المخلفات التى بنيت عام 1311ه.
والمسجد مبنى بالحجر الأحمر على الطراز الغوطى، أما منارته التى تقع فى الركن الغربى القبلى فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهى اسطوانية الشكل، ولها دورتان وتنتهى بمخروط.
ونتيجة لأهمية المسجد، صدرت توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطويره والمنطقة المحيطة به، بما يتلاءم مع المكانة الدينية والتاريخية والأثرية للمسجد، ليتكامل ذلك مع خطة التطوير الشاملة التى تنفذها الحكومة فى عدة مناطق بالقاهرة التاريخية.
مسجد الحسين له أهمية دينية وتاريخية كبيرة تسعى الحكومة لإعادة رونقه وبهائه باعتباره مبنى أثريًا فريدًا شاهدًا على حقب تاريخية مهمة فى العصور الماضية من تاريخ مصر، وذلك من خلال ترميم الأجزاء المتهالكة، والعمل على توسعة ساحته، من أجل استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والحفاظ فى الوقت نفسه على المظهر الجمالى والزخرفى لمبنى المسجد.
الفكرة التصميمية للساحة الخاصة بالمسجد فى مقترح التطوير، قائمة على وجود ساحة خارجية مركزية مغطاة للصلاة، مع توجيه كل العناصر الممكنة من ممرات الحركة الخاصة بالمشاة، والمناطق الخضراء، ووسائل الحركة الرأسية إلى اتجاه القبلة، مع توفير ساحات أمام المداخل الخاصة بحرم المسجد، من أجل تسهيل عملية الدخول والخروج.
وبجانب ذلك روعى فى المقترح أن يشمل ثلاثة أماكن للصلاة، داخل المسجد وساحة خارجية «سطحي» وساحة خارجية «بدروم»، بحيث يصل عدد المصلين إلى 6 آلاف مصلى من الرجال، و1450 من النساء فى حالة استخدام كامل مسطح البدروم، كما يشمل هذا البدروم فى الساحة الخارجية أماكن للوضوء، مع إنشاء عدد من المظلات فى هذه الساحة.
وسيتم إضافة عناصر معمارية داخلية، وعناصر أخرى زخرفية، مع تزويد المسجد بأنظمة إضاءة جديدة خارجية وداخلية، وأنظمة تكييف مركزى، وأنظمة لمكافحة الحرائق، مع توفير مقاعد مخصصة لكبار السن من المصلين، وإقامة تجاويف خاصة بوضع المصاحف داخل المسجد.
وعن الأجزاء المتهالكة بالمسجد، فإنه سيتم ترميمها مع إقامة تدعيم إنشائى، وحقن الحوائط والأساسات وتدعيم الأسقف، على أن تشمل عمليات الترميم الواجهات الحجرية، وترميم المآذن والقبة بجميع مكوناتها الزخرفية، وترميم النجف الأثرى والأعمدة الرخامية مع ترميم الأسقف الخشبية.
كما سيتم تطوير ملحقات المسجد، والتى تشمل مقام الإمام الحسين، وغرفة الاجتماعات، ومكتب وغرفة إقامة إمام المسجد، إلى جانب تطوير مسار الزيارات للمقام بالنسبة للرجال والسيدات، بحيث يتم تسهيل الحركة وعدم حدوث تكدس أمام وداخل المقام.
الدكتور حسين عبدالبصير، مدير إدارة متحف الآثار، قال إن مصر صانعة التاريخ وحاضنة الحضارة والثقافة.
ولهذا فإن الآثار المصرية بداية من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث تعتبر تنوعًا ثقافيًا وتتابعًا تاريخيًا وحضاريًا، لأن مصر لديها إبداع متوارث ومتراكب تخلله فترات تاريخية كثيرة ومنها الفترة الإسلامية التى سيتم تطوير آثارها فى الفترة المقبلة.
وأوضح مدير إدارة متحف الآثار، أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالآثار المصرية غير مسبوق واعتمد لها ميزانيات ضخمة حتى تظل موجودة كما هى، مع استمرار تواجد السكان فيها وهذا أمر هام للغاية، مشيرا إلى أن القاهرة بالذات تعتبر متحفًا مفتوحًا.
ولفت «عبدالبصير»، إلى أن تطوير المناطق الإسلامية بدأ فى عهد وزير الثقافة السابق فاروق حسنى ومعه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهى حواس، حيث تم ترميم عدد كبير جدا من الآثار، وفى الوقت الحالى بدأت مصر فى استعادة قوتها ووجهها الثقافى والحضارى من خلال مشاريع التطوير المختلفة، لأن الآثار هى قوة مصر الناعمة.
وتابع: «الآثار الإسلامية موجودة فى مختلف الدول العربية ولكن مصر لها الصبغة التاريخية التى توسم الآثار الإسلامية بالصبغة المصرية، وجعلتها تختلف عن مثيلاتها فى الدول الأخرى ولذلك نجد الآثار الإسلامية المصرية متفردة فى الجمال والتصميم».
وأشار إلى أن كل سلطان إسلامى ترك بصمة وأثرًا ليتذكره الناس فيما بعد، ولذلك هناك من بنى مسجدا أو سبيلا أو مدرسة وغير ذلك من الآثار المختلفة، وهذا يدل على عظمة الحضارة الإسلامية.
وأوضح «عبدالبصير»، أن خطة التطوير الحالية تتميز بأنها تجمع مختلف الوزارات والهيئات للعمل مع بعضهم البعض كروح فريق وليس كجزر منعزلة كما كان يحدث فى السابق، ويتضح ذلك من خلال اجتماع رئيس الوزراء الذى عقد فى هذا الشأن وحضره ممثلون من وزارات الآثار والثقافة والأوقاف وغيرها من الجهات، متابعا، «الخطة تعمل على إعادة رونق وروح القاهرة الإسلامية التاريخية».
ولفت إلى أن بداية الخطة ستكون من محور الأزهر والحسين عن طريق إزالة التعديات بها وتطوير الأماكن الأثرية بها، وطرح هذه المشروعات وتنفيذها من خلال ورشة عمل مع المختصين والاستعانة بالدراسات السابقة التى تمت فى هذا الشأن واستكمال ما تم فى عهد الوزارات السابقة.
وأضاف «عبدالبصير»، أن الآثار الإسلامية لا تقتصر على القاهرة فقط وإنما موجودة فى عدد من المناطق الأخرى فى محافظتى البحيرة وكفرالشيخ، كما أن الرئيس «السيسى» أطلق دعوة فى 2017 للاهتمام بمدينة رشيد بالبحيرة كمدينة تراثية وتم عقد لقاءات عديدة لتطويرها باعتبارها ثانى مدينة من حيث الأهمية للآثار الإسلامية.
«باب العزب».. طراز معمارى فريد ومأوى للقطط والكلاب
جثث القطط والكلاب النافقة متناثرة فى كل مكان.. ومياه الصرف الصحى تطفح من البلاعات والروائح الكريهة خانقة.. هذا هو أول ما يستقبلك به باب العزب، أحد أبواب القلعة التاريخية.
عرف قديما بباب السلسلة وبباب الاصطبل، ويطل على ميدان صلاح الدين ومدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعى، بناه الأمير رضوان كتخدا الجلفى قائد الجنود العزب «طائفة من الجنود العثمانيين» سنة 1160 هجرية - 1747 ميلادية، فى موضع باب قديم يرجع تاريخه إلى العصر المملوكى، ثم أقيم السور الذى أمامه سنة 1868.
ويعتبر باب العزب من أضخم وأجمل المنشآت الإسلامية، حيث
يشبه فى تكوينه بابى الفتوح وزويلة، فهو مكون من برجين كبيرين مستطيلين لهما واجهة مستديرة أعلى كل منهما غرفة وبينهما توجد سقاطة استخدمت لإلقاء الزيوت المغلية على الأعداء الذين يحاولون اقتحام البوابة عنوة.
وقد جدد هذا الباب الخديوى إسماعيل، وأكسبه مظهره الحالى ذي الشكل القوطى وذلك عندما جدد ميدان الرميلة ووسعه، كما أضاف إليه من الخارج الدرج المزدوج.
باب العزب كان شاهدا على مذبحة المماليك عام 1811م التى دبرها محمد على، ولم ينج منهم إلا القليل فهربوا إلى الصعيد، وكان من كثرة القتلى كما ذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى أن اختلطت دماؤهم بمياه النيل الذى كان له فرع مار أمام القلعة، وقد ظل لون المياه بلون الدم لمدة لا تقل عن عشرة أيام.
وكانت بداية المذبحة بدعوة محمد على بالحجاز المماليك لحضور الاحتفال بخروج الجيش للقضاء على ثورة الوهابيين بالحجاز، وبعد حضور الاحتفال واستعداد المماليك قام جنوده بإغلاق باب العزب إقفالا محكما فى وجههم.
فى بداية الأمر، لم يتنبه المماليك إلى أن الباب قد أقفل واستمروا يتقدمون متجهين إليه، ولكن لم تكد صفوفهم الأولى تبلغ الباب حتى رأوه مقفلا فى وجوههم، وأبصروا جنود محمد على يتسلقون الصخور المشرفة عليهم، فتوقفوا قليلا عن المسير وتضمنت صفوفهم المتلاحقة بعضها إثر بعض، ولم تمض لحظات حتى دوى طلق الرصاص من نوافذ إحدى الثكنات.
وانهال الرصاص دفعة واحدة على المماليك، وهم محاصرون فى هذا الطريق الغائر فى الأرض، ولم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم ولم يكن لديهم الوقت ولا القدرة على الحركة أو الرجوع أو النزول عن جيادهم، وذلك لضيق المكان الذى تم حصارهم فيه.
ولأن المماليك جاءوا الاحتفال من غير بنادق ولا رصاص ولم يكونوا يحملون سوى سيوفهم، حصدهم الرصاص حصدا وجاءهم الموت من كل مكان، حتى امتلأ ممر باب العزب وفناء القلعة كله بالجثث.
ورغم الأهمية الكبيرة لهذا الباب وطرازه المعمارى الفريد، إلا أنه مغلق منذ أكثر من 40 عاما لأسباب مختلفة، وطالته يد الإهمال وجعلته مأوى للقطط والكلاب ووضع القمامة فى محيطه، إضافة إلى سوء وضع الصرف الصحى وانبعاث روائح كريهة منه.
ولأجل حل هذه المشاكل تسعى الدولة حاليا لتطوير هذا الباب وإعادة تأهيله بالاشتراك مع مستثمرين، بحيث تتم إعادة افتتاحه من جديد عقب انتهاء الترميم، لأنه ليس فى قائمة زيارات القلعة حاليا.
وفى حديثهم مع «الوفد»، قال أهالى القلعة إن باب العزب مغلق منذ عام 1981 دون معرفة الأسباب، مشيرين إلى أنه يعد الباب الرئيسى للقلعة.
وأضاف الأهالى، أنه يجب فتح هذا الباب لزيارة المصريين للقلعة ويستمر باب صلاح سالم لزيارة الأجانب كما هو الآن.
الباحث فى التاريخ الإسلامى، سامح الزهار، قال إن خطة تطوير القاهرة الإسلامية جيدة وشئ عظيم من جانب الحكومة التي تولى اهتماما كبيرا بهذا الأمر.
وأضاف الزهار، أنه لابد أن تتكاتف جميع الوزارات والهيئات المختصة لإنجاز هذه الخطة سواء الآثار أو الأوقاف أو الثقافة، مشيرا إلى أنه لابد أن تنفذ هذه الخطة بمختلف المناطق وفقا لدراسات علمية، تحدد المناطق الأكثر خطورة ونبدأ بها، ولذلك يجب أن تكون البداية من آثار الدرب الأحمر والقلعة وليس الحسين والأزهر، لأن الحالة المعمارية للحسين والأزهر جيدة بينما آثار الدرب الأحمر والقلعة متهالكة.
وواصل الباحث فى التاريخ الإسلامى: نحن نطور القاهرة الإسلامية فإننا نحافظ على الهوية المصرية وليس جذب السياحة فقط، ولذلك لابد من الاهتمام بالآثار المهددة ثم الأقل تهديدا، وإزالة التعديات عنها سواء من الأهالى أو الباعة الجائلين، الذين يجب نقلهم لأماكن بديلة.
ولفت الزهار، إلى أنه لابد من إلزام الجهات المعنية بالإنفاق على الأثر وليس وزارة الآثار فقط، ومنها وزارة الأوقاف التى تمتلك عددا كبيرا من الآثار ولكنها مهملة بسبب عدم الإنفاق عليها بشكل جيد، والاكتفاء بإقامة الشعائر الدينية بها دون صيانتها أو تطويرها.
«باب الوزير» و«سوق السلاح».. متحفان فى شارعين
باب الوزير وسوق السلاح شاهدان على تاريخ القاهرة الإسلامية، لما يحويانه من آثار فريدة حتى أنهما متحفان مفتوحان.
يمتلئ باب الوزير بالآثار الإسلامية الضخمة بين جنباته، سواء مساجد وأسبلة ومدارس أو قصورًا، تجعله دائما محط الأنظار عند القيام بأى تطوير للقاهرة الإسلامية، فضلا عن أنه عنصر جذب سياحى متميز، لأنه متحف مفتوح يبهر الزائرين، وهو أحد أبواب القاهرة الإسلامية، يقع فى منطقة الدرب الأحمر بالقرب من القلعة، وافتتحه الوزير نجم الدين محمود بن شروين، المعروف بوزير بغداد، وقت أن كان وزيرا للمنصور أبو بكر بن محمد بن قلاوون فى سنة 842ه/1341م، ولهذا عرف باسم باب الوزير، وإليه ينسب الشارع.
بمجرد وصولك، تجد نفسك محاطا بالآثار من كل جانب.. بداية من مسجد قجماس الإسحاقى أو ما يطلق عليه مسجد أبو حريبة ثم مسجد الطنبغا الماردانى، مرورا بسبيل الأمير محمد كتخدا لنرى بعد ذلك قبة أبو اليوسفين، وبعده بقليل نرى بيت الرزاز والذى يحتوى على باب السلطان قايتباى بداخله وبجواره مدرسة أم السلطان شعبان ويقابلها منارة زاوية الهنود وبجوارها مدفن إبراهيم خليفة جنديان.
وفى باب الوزير مجموعة من أجمل التحف المعمارية وهى مسجد آق سنقر أو ما يطلق عليه المسجد الأزرق، نظرا لاحتوائه على مجموعة كبيرة من القيشانى الأزرق تغطى جدرانه خلف المنبر والمحراب، ثم نجد بقايا قصر خاير بيك، وبقايا قصر الأمير آلين آق الحسامى، وبعده بقليل حوض إبراهيم أغا مستحفظان لسقى الدواب، ثم سبيل ومسجد الأمير ايتمش البجاسى، وأخيرا قبل نهاية الشارع نجد بوابة وسبيل وقبة الأمير طراباى الشريفى.
تتم حاليًا عمليات التطوير والترميم فى عدد من المساجد والأسبلة، فضلا عن عملية الصيانة الدورية من الشركات المتخصصة لبيت الرزاز ومدرسة أم السلطان شعبان، ما يشير إلى بداية تنفيذ مخطط التطوير والصيانة.
وقال عدد من متخصصى الترميم ل«الوفد»، إنهم يجرون صيانة دورية فى بيت الرزاز ومدرسة أم السلطان شعبان، طبقا للبروتوكول الذى تم توقيعه مع وزارة الآثار، مشيرين إلى أن هذه الصيانة تتم بشكل دائم منذ سنوات للحفاظ على الآثار حتى لا تعود يد الإهمال إليها من جديد.
شارع سوق السلاح، لا يقل أهمية عن باب الوزير، خاصة وأنه يحتوى على عدد من الآثار الإسلامية التى لا مثيل لها فى القاهرة.
آثار هذا الشارع كانت على وشك الانهيار، نتيجة الإهمال الشديد الذى ضربها خلال السنوات الماضية، وقلة وعى المواطنين بأهميتها، إضافة إلى سرقة بعض محتوياتها النادرة، والتعديات عليها من جانب البعض.
من ضمن المبانى المهددة بالانهيار، مسجد الأمير زين الدين مقبل عند مدخل الشارع، وسبيل رقية دودو الذى يعتبر تحفة معمارية، وتم سرقة بعض محتوياته كالشباك النحاسى، إضافة إلى سبيل الأمير مصطفى سنان.
تاريخ هذا الشارع يزيد على 700 عام ويقع بمنطقة الدرب الأحمر، وكان يطلق عليه فى البداية «سويقة العزى» نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك البحرية الذى كان يسكن فيه، ولكن بمرور الوقت بدأ الناس يطلقون عليه اسم «سوق السلاح» نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع، حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر.
وفى حديثهم مع «الوفد»، طالب أهالى الشارع بترميم واجهات المنازل وإصلاح شبكات الصرف الصحى، حتى يتحول إلى مزار سياحى، كشارع المعز.
وكما يمتلئ شارع باب الوزير بالآثار من كل جانب، فالحال كذلك فى سوق السلاح، وأبرزها البوابة القابعة عند بدايته وتحمل اسم «منجك السلحدار»، التى يرجع تاريخها إلى العصر المملوكى، وأنشأها الأمير سيف الدين منجك السلحدار عام 1347م وكانت تعد فى العصور الأولى للشارع المدخل الرئيسى له، حيث تحتوى على بعض الرسومات لسيوف ودروع توضح ما كان عليه الشارع قديما كموقع لإنتاج السلاح.
وعلى بعد خطوات من البوابة نجد جامع «الجاى اليوسفي» الذى أنشأه الأمير سيف الدين الجاى بن عبد الله اليوسفى عام 1373م كمدرسة ومسجد، ويمتاز المسجد بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وإلى جانب هذا المسجد هناك عدد آخر من المساجد من بينها جامع «قطلبغا الذهبي» الذى أنشئ فى منتصف العصر المملوكى كمسجد وكتاب لتحفيظ القرآن، وقام الخديوى عباس حلمى بترميمه، كما يوجد فى نهاية الشارع مسجد عارف باشا.
وبجانب المساجد، يضم الشارع أيضا حمام «بشتاك» الذى يعد من أشهر وأندر الحمامات فى مصر وأنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصر عام 742ه، وظل الناس يستخدمونه لسنوات طويلة، إلا انه لم يعد يستخدم الآن بعد أن تم غلقه، ثم سبيل «رقية دودو»، الذى أنشئ كصدقة جارية على روح رقية دودو بنت بدوية شاهين بنت الأمير رضوان بك عام 1174م، والذى يعتبر تحفة معمارية تجسد قمة التطور الفنى بما يضمه من مشغولات نحاسية وحوض سبيل، إلى جانب أنه كان مدرسة لتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية، ولكن تمت سرقة بعض محتوياته، وبدأ ترميمه حاليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.