رأت صحيفة "الديلي ستار" البريطانية أن دعوات مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة للمسلمين، لعدم الإنجرار وراء من يسعون لتشوية الإسلام، بالقيام بمظاهرات إنتقامية من الرسوم المسيئة للنبي محمد، والتي نشرتها مجلة فرنسية مؤخرا، مؤشرا على أن القاهرة بدأت تتعلم من أخطاء الماضي، وأنها تحبط المخططات التي يقوم بها البعض لتشوية الإسلام، من خلال إستفزاز المشاعر الدينية لدى المسلمين. وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات الدامية التي وقعت في القاهرة وتبعتها بعض الدول العربية ضد الفيلم المسيء الذي انتج في أمريكا، أساءت للإسلام أكثر مما نصرته، وهو ما دفع شيخ الأزهر للدعوة للبعد عن الاحتجاجات الدامية، واللجوء إلى المظاهرات السلمية. وقالت الصحيفة أن المفتي إعتبر أن الرسوم "تحريضية"، وتبين المدى الذي وصل إليه الاستقطاب في الغرب، والمدى الذي صار عليه الاستقطاب في العالم الإسلامي، وأنه على الرغم من أن الأزهر أدان الرسوم، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى سلمية الاحتجاجات، مشيرة إلى أن هذه الدعوات دليل على الطريق الجديد الذي سوف تنتهجه مصر والعالم الإسلامي في الرد على تلك الإساءات، وهو ما وصفه البعض بأنه يحبط المخططات الهادفة لتشويه صورة الإسلام. وقال جمعة إن النبي والصحابة تحملوا أسوأ الإساءات من الكفار، الذين لم يكتفوا برفض رسالته إنما طاردوه وآذوه، وإن النبي هو المثل الأعلى للمسلمين، وعليهم بالتالي ألا يردوا على الإساءات والهجمات الشخصية بالانتقام. وعززت السفارات الغربية في صنعاء من إجرءات الأمن، خشية أن تؤدي الرسوم التي نشرتها مجلة فرنسية إلى إثارة المزيد من الاحتجاجات في العاصمة اليمنية التي هاجمت حشود فيها السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي، ردا على الفيلم المسيء للرسول، وحتى الآن الرد على الرسوم التي نشرتها مجلة "شارل إبدو" أقل حدة من تلك التي أججها الفيلم المسيء رغم أن نحو 100 إيراني شاركوا في مظاهرة خارج السفارة الفرنسية في طهران الخميس الماضي. وفي الأسبوع الماضي تسلق بعض المحتجين أسوار السفارة الأمريكية في القاهرة وأنزلوا العلم الأمريكي ومزقوه وأشعلوا فيه النار، واشتبك مئات المحتجين مع الشرطة على مدى 4 أيام رغم أن ألوف المصريين الذين شاركوا في مظاهرات ومسيرات احتجاج عبروا عن غضبهم سلميا. وقال جمعة إن الإساءات للإسلام والرد عليها بما في ذلك قتل السفير الأمريكي في ليبيا والهجمات على سفارات أمريكية وغربية أخرى في الدول الإسلامية، لا ينفصل عن نقاط النزاع الأخرى بين الغرب والعالم الإسلامي، مشيرا إلى معاملة المسلمين في معسكر الاعتقال الأمريكي في جوانتانامو والحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق وهجمات الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان والمعاداة التي يظهرها اليمين المتطرف في الغرب للمسلمين، مؤكدا إن هذه "عوامل كامنة" للتوترات.