فرنسا تغلق سفاراتها ومدارسها في 20 دولة بعد نشر مجلة رسوماً مسيئة للرسول

واشنطن تشدد إجراءات حماية بعثاتها.. وأوباما يطالب العالم الإسلامي بحماية الأمريكيين

تشدىد الاجراءات الأمنىة حول مقر السفىر الفرنسى فى بىروت
نشرت المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو" رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام أمس وذلك في الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد احتجاجات أشعلها بث مقاطع علي الإنترنت من فيلم مسيء للنبي. وانتقدت الحكومة الفرنسية نشر الرسوم ودفعت بشرطة مكافحة الشغب لحماية مكاتب المجلة داعية إلي ضبط النفس. كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن جميع السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية ستغلق الجمعة في حوالي 20 بلدا كإجراء "احترازي" إثر نشر الرسوم. من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده اتخذت "احتياطات أمنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر الرسوم. واعتبر فابيوس أن نشر مجلة "شارلي إبدو" الأسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي في "الوضع الراهن" يصب "الزيت علي النار". من جانبه رفض رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت في تصريحات صحفية أي تجاوز داعيا "الجميع إلي التحلي بالمسؤولية". واتهم المجلس الفرنسي الإسلامي هذه المجلة الفرنسية بأنها معادية للإسلام كما أن نشرها لهذه الصور يأتي في وقت حساس لاسيما أن موجة الغضب التي رافقت نشر مقاطع من الفيلم المسيء للإسلام "براءة المسلمين" لم تهدأ بعد. وأعلنت السلطات الفرنسية أنه تم حظر مظاهرة كانت مقررة السبت في باريس احتجاجا علي الفيلم المسيء للإسلام. وعلي صعيد ردود الأفعال المتواصلة بشأن الفيلم المسيء، دعت الولايات المتحدة قادة العالم الإسلامي إلي حماية بعثاتها الدبلوماسية بعد الهجمات الأخيرة التي تسبب فيها الفيلم، وقالت إنها بصدد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتأمين بعثاتها في العالم برمته. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مسجلة بثتها محطة سي بي إس الإخبارية الأمريكية إن بلاده تتوقع من العالم الإسلامي أن يتعاون معها لحماية السفارات والقنصليات والدبلوماسيين الأمريكيين بعد الهجمات الأخيرة. وكرر أوباما وصف الفيلم المنتج في الولايات المتحدة بالمهين, لكنه شدد علي أن ذلك لا يبرر العنف الذي استهدف المقار الدبلوماسية الأميركية في عدد من الدول العربية علي وجه الخصوص. وفي تصريحات متزامنة, قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن بصدد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتعزيز أمن البعثات والطواقم الدبلوماسية في الخارج. علي الصعيد نفسه أعلنت السفارة الأمريكية في اليمن أنَّ قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) التي أرسلت الأسبوع الماضي إلي اليمن بعد الاحتجاجات الغاضبة عددها قليل ومهمتها "مؤقتة". علي الصعيد نفسه قضت محكمة تونسية بسجن أربعة أشخاص أدينوا بالمشاركة في مهاجمة السفارة الأمريكية خلال في مظاهرة احتجاجية علي فيلم مسيء للرسول الأسبوع الماضي. من جانبها أعلن رئيس جمعية مسيحية محافظة ساعدت في إنتاج فيلم "براءة المسلمين" أن مخرج هذا الفيلم المسيء للإسلام خدعها عندما أكد أن الفيلم هو عن اضطهاد المسيحيين. من جانبها، تتجه روسيا نحو تعطيل موقع يوتيوب في أنحاء البلاد، بموجب قانون جديد يبدأ سريانه في أول نوفمبر، وذلك إذا لم يرفع الموقع فيديو يتيح مشاهدة مقاطع من الفيلم المسيء. جاء ذك في وقت قررت فيه السعودية والإمارات حجب جميع الروابط والمواقع الإلكترونية المحتوية علي مقاطع الفيلم. جاء ذلك في وقت استمرت فيه المظاهرات في عدد من الدول احتجاجا علي الفيلم من بينها أفغانستان وباكستان والهند والقدس.