دائماً نجد لأنفسنا الأعذار عن كل خطأ نرتكبه، ونبرره، وتم التعامل مع مهرجان سينما الطفل والمهرجان تأسس عام 1990 بدعوة من الكاتب الراحل سعد الدين وهبة رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب.. بشكل روتينى رغم أهميته فهل يلحق الوزير الحالى ما أفسدته الأيام السابقة، حيث إن المهرجان قد اقترب موعده. المهرجان بدأت فكرة إقامته من خلال الاتحاد العام للفنانين العرب ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث كان وهبة رئيساً للاتحاد والمهرجان، حيث بدأ الكاتب وهبة ومعه سهير عبدالقادر مديرة المهرجان اتخاذ الخطوات العملية لدخول الفكرة حيز التنفيذ، وكانت انطلاق الدورة الأولى للمهرجان. وفى عام 2000، صدر قرار وزارى من الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة بأن المهرجان أصبح تابعاً لوزارة الثقافة وبرئاسة الدكتور فوزى فهمى. ومنذ هذا العام أخذ المهرجان يشهد تطورات كبيرة حتى أصبح يفرض نفسه على خريطة المهرجانات الدولية المخصصة لفنون الطفل كواحد من أهم وأفضل المهرجانات فى هذا المجال، وأصبح يحظى باهتمام كل دول العالم تحت عنوان «مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال». كما بدأت أيضا فكرة اشتراك الأطفال من مختلف الدول فى عضوية لجان التحكيم بجانب اللجان المختصة من الكبار، وتم فتح باب دار الأوبرا المصرية أمام الاطفال ليشاهدوا حفلتى الافتتاح والختام وكذلك أفلام المهرجان.. وأصبح المهرجان يهتم بإقامة الندوات العامة التى تناقش قضايا الطفولة سواء فنية أو ثقافية أو صحية.. وكذلك ورش عمل للأطفال طوال مدة إقامة المهرجان لإبراز مواهبهم الإبداعية، وذلك تحت إشراف كبار المبدعين من المصريين والأجانب. وتوالت السنوات تحمل فى طياتها أسماء مختلفة من المحكمين والمكرمين والقائمين عليه، حتى جاءت الدورة السابقة التى مرت تحصيل حاصل، حيث لم يهتم شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق فى هذا الوقت بتكليف نفسه بإضافة أسماء لها ما لها فى هذا التخصص من الأفلام واكتفى بترك الأمر لمساعده ونادية الخولى رئيسة المركز القومى لثقافة الطفل فى الإعداد له وإدارته. ومن المعروف أن المجلس العربى للطفولة والتنمية قرر المشاركة ورعاية مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال منذ دورته الأولى فى العام 1990، وعلى مدى تسع دورات، قدم خلالها المجلس دعماً مادياً تصاعدت قيمته حتى مائة ألف جنيه مصرى سنوياً، كما خصص سمو رئيس المجلس جوائز مادية باسم المجلس لأفضل الأفلام العربية الموجهة للطفل والمشاركة فى المهرجان، تصاعدت قيمتها، حتى وصلت إلى مائة ألف جنيه مصري. وكان لدعم المجلس لهذا المهرجان الأثر الكبير فى نجاحه واستمراره كأول مهرجان عربى دولى فى مجال سينما الطفل، كما كان لتلك الجوائز المادية والنشاط الثقافى للمجلس، فى المهرجان المساهمة فى تشجيع سينما الطفل العربى وهذا لم يحدث فى هذه الدورة. كما ناقشت اللجنة مع إدارة المهرجان تطوير تشكيل لجان المشاهدة والتحكيم لتضم عناصر سينمائية شابة ومتخصصة ليرتدى المهرجان العام الماضى ثوباً جديداً تتضافر فيه الخبرة مع الروح الشابة. ولكن هل تم على أرض الواقع ما اتفق عليه؟ الإجابة لا.. بعد أن تم سحبه من اتحاد الفنانين العرب برئاسة الدكتور فوزى فهمي.. وكانت أولى مشاكل تنظيم هذه الدورة إعلان أشرف إبراهيم قادوس مدير المهرجان باستقالته من المهرجان، وذلك فى بيان رسمى أوضح من خلاله الأسباب التى جعلته ينسحب المهرجان جاء بسبب عدم صدور قرار وزارى بشأن تعيينه فى منصب مدير المهرجان، تنفيذاً للمادة السابعة من اللائحة التنظيمية للمهرجان الصادرة بالقرار الوزارى رقم 65 لسنة 2000 وهو ما يعد مخالفة إدارية يترتب عليها عدد من المخالفات المالية. أما ثانى المشكلات فكانت ضعف الميزانية التى أكدت عليها الدكتورة نادية الخولى رئيس المركز القومى لثقافة الطفل والمهرجان، وإن أشارت إلى الإصرار على عقد دورة المهرجان، التى تحمل شعار «عالم الأطفال يتغير» الذى يأتى مواكباً للتغيرات التى أحدثتها ثورات الربيع العربي، التطوير شمل هذه الدورة بعد أن تم تغيير أقسام المسابقة الرسمية، وهناك عدد من الأفلام التى تشارك خارج المسابقة الرسمية تعبر عن أحلام الأطفال وطموحاتهم.. وإن إدارة المهرجان أهدت الدورة الحالية لشهداء ثورة 25 يناير المجيدة من الأطفال، ووعدت بأن الدورة ستكون مختلفة من حيث الشكل والمضمون لتكون مواكبة للتغيرات التى تشهدها مصر والعالم العربى من ثورات غيرت معالم العالم أجمع، وأشارت رئيس المهرجان إلى أنه تم تغيير أقسام المسابقة الرسمية، كما أن الأفلام التى ستشارك خارج المسابقة تعبر عما يدور فى مصر والعالم ليكون مهرجان سينما الأطفال معبراً عن واقع الأطفال وطموحاتهم وأحلامهم. إلى أن جاء حفل الافتتاح وأحدث بلبلة كبيرة فى الوسط السينمائى لسوء تنظيمه وكلمة الوزير شاكر عبدالحميد كانت مهلهلة لا تحمل مضمونا، لا تليق بمصر وهذا يجعلنا نفكر مئات المرات قبل إقامة المهرجانات ومدى استفادة مصر منها تحديث الدولة الجديدة، وخلق أفكار جديدة لتسويقه، فلا يعقل أن يتكلف المهرجان الملايين من الجنيهات دون مردود، أو إضافة سواء للسينما أو للاطفال أو مصر، ففى دورته ال 21 غابت النجوم عن افتتاحه وظهر فقيرا فنيا، حتى لا نهدر أموالا نحن فى احتياج إليها، خاصة أن خزينة الدولة خاوية واقتصادنا فى انهيار بسبب الفوضى التى تسود الشارع المصرى ونحن فى غنى عن أية خسائر باهتة. وهذا يرجع لعدم الدعاية الكافية للمهرجان وإهمال الأكاديمية للحدث الفنى الذى يجلب متخصصين فى جميع المجالات الفنية من أنحاء العالم، وفتح الحوار معهم يعطى معلومات عن تجارب الدول فى إنتاج سينما لها أهميتها فى صناعة ثقافة الدول، ومن العيوب التى وقعت فيها إدارة المهرجان الماضى وهى مشكلة تعكس إلى أين وصل وهى تأخر الإعلان عن بوستر المهرجان، وظلت إدارة الإعلام ترسل للصحفيين بوسترات الدورات السابقة مع الأخبار التى تتعلق بالدورة 2011 وكأن الأمر لم يتغير خاصة مع انتقال الإشراف لمركز ثقافة الطفل من اتحاد الفنانين العرب، فمثلاً مازال موقع المهرجان إحدى صفحات صندوق التنمية الثقافية، رغم حجز اسم للموقع الرسمى على الإنترنت، مع العلم بأن مهرجان سينما الطفل ربما يكون الوحيد على مستوى العالم الذى لا يوجد له موقع رسمى حتى الآن. كما أن المهرجان الذى ينظمه المركز القومى لثقافة الطفل لأول مرة تجاهل المبدعين فى اللجنة العليا للمهرجان والندوات المصاحبة للمهرجان كعادة المركز، الذى يعتمد فى كثير من أنشطته على الأكاديميين والموظفين وتمثيل رمزى للمبدعين يقتصر على اسم أو اثنين فى مجال ثقافة الطفل ذراً للرماد وفق نظرية حاكمة فى عقول الموظفين بوزارة الثقافة والمجلس الأعلى أدت إلى فشل أغلب أنشطة الوزارة فى مجال ثقافة الطفل. فهل تلحق وزارة الثقافة القطار قبل أن يتحرك وتتكرر نفس الأخطاء، وإن كنا نقترح أن يتم طرح هذا المهرجان على المؤسسات الأهلية لإدارته وأن ترفع وزارة الثقافة يدها عنه ثقافيا وتكتفى بالشق المالي. إلى جانب المشكلة الأهم وهى تغييب الفيلم المصرى عن الافتتاح خالص لأننا لا ننتج أفلاما سينمائية للأطفال تواجه العالمية لابد من استخدام لغة الأطفال وأن لغة سينما الأطفال من أهم سماتها السهولة فى التعبير، خاصة أنه من المفترض أن تقوم الجهات الإنتاجية بوضع خطة بإطلاق إنتاج أول فيلم سينمائى للأطفال يليق بمصر الحديثة وحتى نصيغ لغة سينمائية جديدة للطفل.