حذر فاتح بيرول كبير الاقتصاديين لدى وكالة الطاقة الدولية الاربعاء من ان تراجعا غير متوقع في زيادة صادرات العراق من الطاقة سيشكل "خبرا سيئا جدا" بالنسبة الى اسواق العالم. وفيما اكد بيرول ان حدوث تراجع مماثل ليس في حسابات وكالة الطاقة بعد، وذكر انه من المحتمل ان يتضمن التقرير المقبل للوكالة في اكتوبر تقييما مماثلا خلال تناوله قطاع الطاقة العراقي. وياتي هذا التحذير في وقت يعيش فيه قطاع النفط العراقي مرحلة من الازدهار ترتفع معها معدلات الانتاج والتصدير بحيث تخطى العراق مؤخرا ايران ليحتل المرتبة الثانية بين الدول الاكثر انتاجا في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، فيما يتوقع ان تزداد هذه المعدلات خلال السنوات المقبلة. وقال بيرول في مكتبه في باريس انه: "اذا لم ينمو واذا بقي النمو متواضعا مقارنة مع التوقعات، فان هذا الامر سيعني ان الصعوبات الكبيرة لا تزال تعترض العراق وستشكل خبرا سيئا جدا بالنسبة الى اسواق النفط العالمية". واعتبر ان "الصين والدول الاوروبية ودولا اسيوية نامية ستكون الاكثر تاثرا بهذا الامر، على اعتبار ان الطلب المتزايد على النفط ياتي من الصين ودول اسيوية، كما ان ارتفاع الاسعار سيؤثر على الاقتصاد الاوروبي الهش اصلا". وشدد بيرول على ان هذا الامر يبقى احتمالا غير متوقع، لكنه راى انه :"من المهم ان ننظر فيه، حيث انه يظهر ايضا مدى حاجتنا الى العراق، ويسلط الضوء على الدور الذي سيؤديه هذا البلد خلال السنوات المقبلة في اسواق الطاقة العالمية". وقال ان وجهة نظره حيال قطاع الطاقة العراقي تقوم على ان العراق: "سيلعب وبشكل مضطرد دورا محوريا في امداد الاسواق العالمية، وضمان ان ينمو انتاج النفط بطريقة صحيحة تاتي بالرخاء لشعبه وتتماشى مع زيادة الطلب على النفط حول العالم". وتابع بيرول: "لا اعتقد ان هناك اي دولة تنافس العراق بحيث تستطيع ضخ كمية مماثلة من النفط في وقت قصير". ورفض بيرول تحديد نسبة تراجع النمو التي يمكن ان تؤثر على اسواق النفط العالمية، مشيرا الى ان تقرير الوكالة المقبل في التاسع من اكتوبر سيتضمن هذه الارقام. ويبلغ معدل انتاج النفط حاليا في العراق حوالى 3,2 مليون برميل يوميا، فيما ان معدل الصادرات يقدر بنحو مليونين ونصف مليون برميل. ويملك العراق ثالث احتياطي من النفط في العالم يقدر بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وايران، ونحو 3,2 تريليون متر مكعب من الغاز وهو احد اكبر احتياطات الغاز في العالم. وتشكل ايرادات النفط 94 في المئة من عائدات البلاد التي تعتمد موازنة سنوية تبلغ 100 مليار دولار. وتسعى بغداد الى زيادة الانتاج والتصدير بشكل كبير خلال السنوات المقبلة وذلك بهدف تحصيل ايرادات اضافية تساعد بشكل اساسي على اصلاح الاقتصاد والبنية التحتية في بلد يعيش حروبا وصراعات منذ اكثر من ثلاثة عقود. وتحدث بيرول عن توقعات بان يزداد الطلب على النفط في السوق الداخلي العراقي نتيجة محاولة الحكومة اصلاح قطاع الكهرباء وارتفاع معدلات الاستهلاك في مجتمع يزداد ثراء، وهو عامل قد يؤثر على عائدات النفط في المستقبل ويخلق تحديات سياسية وجيوسياسية ايضا. ورفض بيرول اعطاء تفاصيل حول التحديات الاكبر للعراق، لكنه لفت الى ان "وحدة العراق، وحدة اراضيه، امر ذو اهمية استثنائية"، في اشارة الى الخلافات حول صادرات النفط بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.