عرفت عادل إمام منذ أكثر من 30 سنة، لسبب لا أعرفه كان كل من يقابلني يقول لي «عادل إمام زعلان منك». لكن يوم اغتيال الدكتور فرج فودة. وأمام حجرة العمليات وجدت عادل إمام وعادل حمودة. وعندما طلب الأطباء تبرعاً بالدم، في محاولات يائسة لإنقاذ حياة فرج فودة. وجدت عادل إمام وعادل حمودة يسرعان بتقديم دمهما لشهيد التطرف، وهكذا فعلت معهما وكان فرج فودة صديقي، في تلك اللحظات احتضنني عادل إمام وبكيت في حضنه وكان صدره يتهدج بالدموع! وفيما بعد حاولت أن أكون حمامة سلام بين الزعيم عادل إمام وصاحب عمري مرتضي منصور، فك الله كربه، ومرت سنوات وجاءت سنوات، ونشأت صداقة جميلة بيني وبين عادل إمام الذي وجدته قبل أن يكون فناناً مصرياً خالصاً ومتفرداً، وجدته ابن بلد ورجلاً حقيقياً، في زمن شح فيه الرجال! وتابعت مع ملايين المصريين أعمال عادل إمام، ومعركته مع الجهل والفساد والتطرف، وعن قرب عرفت أن هذا الزعيم مهموم دائماً بمشاكل مصر والمصريين، أكثر من الشهرة والملايين. ورأيته وهو يدفع ثمن مواقفه التي يصدقها. والقضايا التي تبناها في أعماله الفنية. واتهموا عادل إمام بتهم كثيرة باطلة، وناموا له في الذرة في محاولة لاصطياد أي خطأ أو خطيئة، لكنه كان يلتزم صمت الكبار، ولم ينزلق إلي محاولات استدراجه!، معارك وهمية أو صغيرة، وظل علي مواقفه فارساً يحارب التطرف بكل صوره، وفناناً محترماً فوق العادلة. وأراد بعض الحاقدين والصغار أن يلفقوا له أخطر تهمة، وهي تهمة ازدراء الأديان وازدراء ربنا نفسه، وحلموا بأن يكون الزعيم محبوساً في زنزانة، لكن قضاء مصر الشامخ وقف إلي جوار الحق والحقيقة. وبرأ عادل إمام وبرأ الفن والإبداع من هذا الاتهام. لكن ما أحزنني أن الدنيا قامت ولا تقعد، عندما كان عادل إمام في دائرة الاتهام، وعقوبة الحبس تهدده، بينما لم يحدث نفس المولد الإعلامي عندما حصل علي البراءة، علي عكس هوى الحاقدين والشامتين وطيور الظلام. معلش يا زعيم.. الكبير كبير.. والزعيم زعيم! بقلم - محمود صلاح