قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، بالإعدام لسبعة متهمين شنقاً، والبراءة لمثلهم، في القضية المعروفة إعلامياً ب"خلية ميكروباص حلوان"، وشمل الحكم معاقبة 3 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، و15 آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات. وبدأت الكلمة بتلاوة الآية الكريمة :" فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"، وتابعت الكلمة :"انما مما تواترت عليه الشرائع السماوية والأديان الأرضية أن صون الانسان أعلى غاية لها وأسمى تعاليمها وأجل مقدساتها". وأضافت :"فالإنسان بناء الرب، وصنعه من روحه الشريف، وملعون كل من حمل على صنعه الله معولًا من معاول الهدم، وها نحن اليوم تفجعنا نقيصة تطعن في جسد الأمة، بسهام الغدر وتلهب أكباد هذا الشعب بأثره حسرات وألمًا لاينقطعان". وتابعت الكلمة :"أن هذه القضية تضمنت من الوقائع والاحداث ما يشيب لها الولدان وتقشعر لها الابدان، ارتكب فيها المتهمون وقائع في أماكن وأوقات مختلفة ومتلاحقة قتلوا فيها حوالى 24 من أبناء هذا الوطن مابين ضابط وامين شرطة ومواطنون عزل خرجوا جميعا يؤدون واجبهم الوطنى من اجل استقرار وامن وأمان بلدهم ووطنهم مصر". فاستحقوا جميعًا قول رب العزة سبحانه "ولاتحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتُا ، بل احيا عند ربهم يرزقون ، فرحين بما اتاهم الله من فضل ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لايضيع أجر المؤمنين". وتابعت الكلمة :"وفى سبيل تنفيذ تلك الجرائم قام المتهمون بتأسيس جماعة إرهابية تولى قيادتها والتخطيط لها وامدادهم بالمال والسلاح عناصر من بينهم داخل وخارج مصر وقد انضم المتهمون اليهم في تنظيم داعش الارهابى والمسممى بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق". وأكدت المرافعة ان هذا التنظيم وتلك الجماعة الإرهابية باسرها تحمل عوامل سقوطها وانهيارها من داخلها لانها تسير عكس الدين والقيم والتاريخ والفطن الإنسانية السوية ولأنها بغت وطغت وتجبرت ما من طائفة أو جماعة بغت وتجبرت الا اخذها رب العزة. وقالت الكلمة :"ان هؤلاء المتهمين امتلات قلوبهم غدرا وعقولهم فكرًا جانحًا وجرهم شيطانهم بزمام اللعنة الى الغدر والخيانة فراحوا تنازعوا شهواتهم الا ان يجنوا على انفسهم الجناية الكبرى ويسعوا الى الهلاك السعاية القصوى فما كان لهم الا عاقبه الندامة والخسران". وتساءلت المحكمة :"هل تعلمون الآن ما يلاقيه المرء حال نزع الروح"، وتابعت :"من منكم يرد عن الأم المكلومة والزوجة الثكلى والابن المحسور على أبيه جمرًا بين احشاءه ودعونى أسالكم سؤال الحسرة فاقول عن أي جريمة تحاكمون عن الغدر أم عن القتل أم عن تلك المفازع التي افشتيموها في أرض الكنانة مصر". وتابع القاضي كلمته :"إنى اذ أنطق بالحق والقصاص، فإنى أتمنى من الله ان تكون الكلمة بردًا وسلامًا على قلوب مزقها فراق احبابها وان تكون الكلمة شرف الأمانة التي حملتها" وتابعت :"مصر دولة القانون الرادع ونصر الحق الضائع ولايسع القاضي العادل في موقف هذا الا ان يكون لسان الحق ومنطق العدالة ورحمة القلوب، وسلاح ذوى الحاجة ومحط انظار الغوث". وأضاف القاضي :"سندى في ذلك قول الله سبحانه وتعالى "انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاقف أو ينفوا في الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم". وأكدت الكلمة أن الفقه الإسلامى الحنيف، وجميع الأديان السماوية متضافرة مع قانون مصر الإنسانى، قد وضعوا عاقبة البغى والاعتداء وقتل النفس التي حرم الله بما لايخفى على أحد من العالمين.