سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على تجمع عدد كبير من المسيحيين أمام الكاتدرائية بالعاصمة المصرية "القاهرة" يوم الجمعة الماضي منددين بالفيلم المعادي للإسلام والمهين لرسول المسلمين "محمد"، مؤكدة أن تلك الخطوة أتت وسط مخاوف من أن يسلط المسلمين غضبهم على الأقلية القبطية بمصر لاسيما أن الفيلم من إنتاج بعض أقباط المهجر. وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من دعم مسيحي مصر لأبناء بلدهم المسلمين واستنكارهم على الفيديو المسيء للإسلام والمسلمين، إلا أن أكثر من 8 ملايين مسيحي قبطي يشعرون بحالة من الخوف المتزايد وسط ارتفاع قبضة الإسلاميين المحافظين ابتداءً من الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" وانتهاءً بالبرلمان المنحل الذي هيمن عليه الأغلبية الإسلامية في مصر ما بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق "حسني مبارك" التي دائما ما انتهجت الفكر العلماني. وأضافت الصحيفة أنه بعد أن حددت السلطات الأمريكية إحدى الشخصيات البارزة التي كانت وراء إنتاج الفيلم الذي أسفر عن التهابات دموية في العالم الإسلامي والذي وصف نفسه بأنه مسيحي قبطي، اعتقد المجتمع المسيحي في مصر أنه سيتحمل العبء والنصيب الأكبر من اللوم وهو ما زاد من حالة عدم اليقين وأثار الشكوك في مصر. ومن جانبه، قال منير حنا، 58 عامًا وموظف حكومي، "نخشى غضب المسلمين أن يعم ويجرفنا في طريقه" وأضاف بعد أن رأى بعينه رجلا مسلما يتحرش باثنتين من الفتيات المسيحيات "لقد كانوا يقولون للمرأتين إنهم المسئولون عن الفيلم والإساءة للإسلام." وذكرت "ميرا جرجس" قبطية صاحبت 23 عامًا "أشعر بعد الأمان فأنا لا أستطيع الذهاب إلى الكنيسة وحدي فأخي يجب أن يكون معي ولا أستطيع الخروج ليلًا أو أركب المترو بمفردي.. فمن الصعب أن تكون مسيحيًا في مصر وسط تلك الظروف المضطربة." وأضافت "كارولين كامل" صحفية مسيحية تعمل بجريدة الشروق المصرية في مقال لها يوم الجمعة الماضي "هل من المفترض أن نعتذر عن تفاهات الآخرين ونتحمل نتائج أخطائهم فقط لمجرد فكرة أننا نتقاسم نفس الدين؟". ولفتت الصحيفة إلى أن السياسيين الإسلاميين بمصر شنوا هجومًا عنيفًا على أقباط المهجر الذين ثبت تورطهم في إنتاج الفيلم، مؤكدينأنهم لن يسمحوا لهذا الفيلم أن يتسبب في نشر الكراهية أو إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء مصر.