"إحنا دخلناك جامعة خاصة، بس أوعى تفتكر إنه بمزاجك تختار الكلية اللي أنت عايزها.. ده المثل بيقول: طالما تاكل لقمتي.. تسمع كلمتي". كانت هذه هي رسالة التهديد التي وجهت إلى رامي سعيد، 17 سنة، من والده فور ظهور نتيجة الثانوية العامة هذا العام، ولم يكن هذا هو حال رامي وحده بل كان هو حال الكثير من الطلاب خاصة بعد الارتفاع الجنوني في الحد الأدنى للقبول في كليات القمة هذا العام، فالكثير من الطلاب لن يجدوا بديلا عن دخول الجامعات الخاصة بسبب ضعف مجموعهم والذي لايؤهلهم لدخول كلية ترضي طموحهم.. ولكن المشكلة التي تواجه هؤلاء الطلاب هي تحكم الأهل في اختيار الكلية ونوع الدراسة التي سوف يدخلونها، رافضين السماح لهم باختيار المجال الذي يفضلون الإنتماء إليه، بحجة أنهم هم من يدفعون!. "أنا أدرى بمصلحتك" يكمل رامي قائلا: "أخر حاجة كنت أتصورها هي إن والدي يجبرني على دخول كلية معينة لمجرد أنه هو شايف أنه كده كده هيدفع فلوس فلازم أدخل مجال كويس يتباهى به قدام الناس، فهو مصمم على إني أدخل طب مع أني نفسي ادخل كلية العلوم، لكن هو شايف أنه كفاية أوي إني يبقى اسمي دكتور ومش مهم إذا كنت عايزها او لا". يتابع: "حاولت أتناقش معاه كتير أوي وأقوله أنا مش بحب المجال ده وخايف أفشل فيه، وكمان محتاج جهد وعدد سنواته أطول بكتير عشان أقدر أكون حاجة كويسة، فكان رده عليا (كان في أيدك تختار بس أنت اللي معرفتش تجيب مجموع كويس يدخلك اللي أنت عايزه، ودلوقتي أنا أدرى بمصلحتك وهتدخل طب يعني هتدخل طب)". "مش هرمي فلوسي" ويقول خالد عوض، 17 سنة: "بجد ربنا يعلم أني عملت كل اللي أقدر عليه عشان أجيب مجموع كويس يقدر يدخلني تجارة إنجليزي، عشان اقدر أشتغل في مكان كويس يرضي طموحي، وآخر 3 شهور قبل الامتحانات أنا كنت بنام ساعتين بس في اليوم عشان أذاكر على قد ما أقدر، لغاية لما جالي شبه انهيار عصبي، وفي الآخر لما النتيجة ظهرت فرحت لأني جبت مجموع كويس، لكن اتصدمت لما عرفت الحد الادنى المطلوب لدخول الكليات لأنه كان أعلى من أي سنة فاتت، وساعتها طبعا انهرت من البكاء على تعب السنتين اللي فاتوا". يتابع: "لما والدي شافني في الحالة ديه قرر إنه يدخلني جامعة خاصة، طبعا فرحت جدا، لكن للأسف فرحتي مكملتش بسبب أني هو مصمم يدخلني هندسة وأنا مبحبهاش أبدا ونفسي أدرس بيزنس، لكن هو صمم على رأيه وقالي أنا مش هرمي فلوسي على الأرض في حاجه أي كلام، وبالفعل قدمت في كلية هندسة، بس طبعا مش طايق نفسي لإني بكره المجال ده جدا، بس أعمل أيه ما باليد حيلة". "عند والدي ضيعني" ويروي شادي محمد، 22 سنة، تجربته مع والده بخصوص إجباره على دراسة بعينها، قائلا: "الفرق كان بين المجموع اللي أنا حصلت عليه والحد الأدني للفبول بكلية حاسبات ومعلومات التي كنت أرغب في الالتحاق بها 0.5%، فساعتها مكنش قدامي أي حل تاني غير أني ادخل جامعة خاصة، وبالفعل كلمت والدي في الموضوع ده ومكنش عنده مانع من حيث المبدأ، لكنه رفض فكرة دخولي حاسبات ومعلومات وأصر على دخولي كلية هندسة بحجة إنه شايف إن الأولى غير معترف بها وشهادتها ملهاش لازمة، حاولت أتفاهم معاه كتير أوي لكن النتيجة كانت إنه أصر يدخلني هندسة غصب عني". يستطرد: "طبعا دخلت هندسة وأنا مش طايق نفسي مواد كتير أوي مقدرتش أستوعبها وكانت النتيجة أني شيلت 6 مواد أول سنة، ساعتها الدنيا اتقلبت عليا وحاولت أفهمه إن هندسة فوق قدراتي مش قادر أستوعبها، وبالرغم من كده خلاني أكمل، المهم نجحت بالعافية وشيلت مادتين، وانتقلت بعد أعدادي هندسة لأولى، ساعتها لقيت المواد صعبة جدا ومش قادر فعلا أستوعبها، وكانت النتيجة إني سقطت، ساعتها بس أقتنع والدي إني لازم أغير الكلية وحملني مسئولية اختياري، وبالفعل قدمت في حاسبات ومعلومات والحمد الله طلعت الاول على دفعتي في أول سنتين، ورايح تالته حاليا، لكن طبعا ندمان على السنين اللي راحو من عمري بسبب العند، بس طبعا الحمد الله على كل شيء".