إلزام المؤسسات التعليمية بقبول 5% من ذوى الإعاقة في المنظومة.. اعرف التفاصيل    رئيس المجلس الوطني الفلسطيني: إدخال الخيام في هذا التوقيت مؤامرة ومقدمة للتهجير وغزة تواجه نكبات متتالية    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    رئيس شئون القران بالأوقاف: مسابقة دولة التلاوة رحلة لاكتشاف جيل جديد من القراء    وزيرة التخطيط تناقش تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين مصر وهيئة «جايكا»    التعليم العالي: انطلاق أولى فعاليات التدريب لطلاب مبادرة كن مستعدا بجامعات مصر    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    محافظ كفر الشيخ يدشن مبادرة لزراعة الأشجار المثمرة ضمن مبادرة 100 مليون شجرة    رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة هيئة النيابة الإدارية    بكتيريا قاتلة مرتبطة بصابون أطباق تحصد حياة رضيعين فى إيطاليا والسلطات تحقق    الأمم المتحدة: مقتل 1760 من الباحثين عن المساعدات    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    ميدو: الزمالك أفضل دفاعياً من الأهلي وبيراميدز    على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟    أزمة الراتب.. سر توقف صفقة انتقال سانشو لصفوف روما    رئيس هيئة قناة السويس يوجه بصرف مليون جنيه دعما عاجلا لنادى الإسماعيلى    مصر تحصد ذهبية التتابع المختلط بختام بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    مصرع وإصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بطريق بنها – كفر شكر    انخفاض طفيف فى درجات الحرارة بكفر الشيخ اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الداخلية تكشف ملابسات تداول منشور تضمن مشاجرة بين شخصين خلافا على انتظار سيارتيهما بمطروح    عاجل| قرار وزاري جديد بشأن عدادات المياه المنزلي والتجاري    أمن قنا يكثف جهوده لضبط مطلقي النيران داخل سوق أبودياب    رشا صالح تتسلم منصبها مديرا للمركز القومي للترجمة    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    انطلاق العرض المسرحي «هاملت» على مسرح 23 يوليو بالمحلة    25 باحثا يتناولون تجربة نادي حافظ الشعرية بالدراسة والتحليل في مؤتمر أدبي بالفيوم    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    وزيرة البيئة تستعرض تقريرا حول مخرجات مشاركة مصر في مفاوضات التلوث البلاستيكي    136 مجلسا فقهيا لمناقشة خطورة سرقة الكهرباء بمطروح    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة NILE وتنجح في أول تغيير لصمام أورطي بالقسطرة بالسويس    «يوم أو 2».. هل الشعور بألم العضلات بعد التمرين دليل على شيء مفرح؟    مدير تعليم القليوبية يكرم أوائل الدبلومات الفنية على مستوى الجمهورية    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    إعلام فلسطيني: مستوطنون إسرائيليون يقتحمون بلدة أم صفا شمال غربي رام الله    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع الإمارات ويتابع تنفيذ فرع جامعة الإسكندرية بأبوظبي    وزير الصناعة والنقل يتفقد معهد التبين للدراسات المعدنية التابع لوزارة الصناعة    930 ألف خدمة طبية بمبادرة 100 يوم صحة في بني سويف    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    إصلاح الإعلام    ما الذى فقدناه برحيل «صنع الله»؟!    7 بطاركة واجهوا بطش الرومان وقادوا الكنيسة المصرية ضد تيار الوثنية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    «ميلعبش أساسي».. خالد الغندور يهاجم نجم الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    راحة للاعبي الزمالك بعد التعادل مع المقاولون واستئناف التدريبات الاثنين    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    الأونروا: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج فورًا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    أخبار 24 ساعة.. إطلاق البرنامج المجانى لتدريب وتأهيل سائقى الشاحنات والأتوبيسات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفخراني‮: الخروج من الأزمة يحتاج ديكتاتورية
نشر في الوفد يوم 22 - 03 - 2011

مصر التي في خاطري لن تعبر الي بر الامان بالنوايا الطيبة‮.. لن تسترد مكانتها بالكلام وتبادل الاتهامات‮.. مصر في هذه المرحلة تحتاج الي الأمل والعمل‮.. تحتاج الي تنشيط وتطوير جينات الاخلاص‮.. تلك هي اماني وقناعات الفنان الكبير يحيي الفخراني التي توصل اليها بعد تأمل دام طويلاً‮ للمشهد السياسي‮.‬
شأن كل مصري مهموم ومشغول بمستقبل الوطن‮.. خرج‮ "‬الفخراني‮" وأدلي بصوته في الاستفتاء علي الدستور‮.. ولا يجب أن يستوقفنا هل قال‮ "‬نعم‮" أم قال‮ "‬لا‮" وإنما الشيء المهم هو كيف رأي وشاهد وتابع صورة مجتمعنا وهو يطارد طائر الحرية الذي رفضت الانظمة العربية دخوله أراضيها‮.‬
هل رأي بعين الفنان المجتمع المصري مؤهلاً‮ لممارسة الديمقراطية أم أن المسافة مازالت بعيدة وعنيدة ايضا‮.‬
ذهبت لاجراء حوار مع الفنان يحيي الفخراني وفي رأسي صور الشخصيات التي جسدها علي الشاشة والتي ترتبط بعلاقة متينة مع السياسة ومنها‮ "‬الملك لير‮" و"جحا المصري‮" و"شيخ العرب همام‮" حول عصر مبارك ومصر بعد ثورة‮ 25‮ يناير وحجم المخاوف‮.. اجرينا معه هذا الحوار‮:‬
‮ من أي نقطة يريد الفنان يحيي الفخراني ان ينطلق الحوار؟
‮- في الحقيقة أريد أن تكون بداية حديثي معك متعلقة بالفنان المصري‮.. فمن خلال الاطلاع علي الصحف اليومية اكتشفت ان هناك حملة لإدانة الفنان،‮ إذا ابتعد عن السياسة وفضل الصمت عن الكلام‮. وأنا مندهش من تصنيف الناس ومنزعج من الافراط في التخوين‮.. كلنا مصريون‮.. والفنان من وجهة نظري اكثر الناس وطنية لأنه مطالب دائما بالتعبير عن هموم وطنه‮.. فاذا انعزل وفضل الابتعاد لن يصدقه الناس‮.. أتمني ان ينتبه الاعلام الي مثل هذه الأمور حتي لا ترتبك الصورة وتتشابك الاشياء‮.‬
‮ وهل هناك ما طال شخصك وأصابك بالغضب في وسائل الاعلام؟
‮- قبل الاجابة عن هذا السؤال أحب القول إنني قبل تنحي الرئيس‮ "‬مبارك‮" أجريت مداخلة تليفونية في برنامج‮ "‬العاشرة مساء‮" الذي يذاع عن قناة دريم وقلت بالحرف الواحد أتمني من الرئيس مبارك ان يختم حياته بطلاً‮ كما بدأ مشواره بطلاً‮.‬
أقصد من كلامي ان موقفي كان واضحاً‮ وأقصد أن انحيازي كان مع مطالب المتظاهرين‮.. فالوضع في السنوات الاخيرة كان صعباً‮ جداً‮.. ولا أبالغ‮ اذا قلت إنني في عز الفساد كنت أشعر بالتفاؤل واشعر بأن هناك أملاً‮ في قدوم رياح التغيير،‮ وتوقعت بعد الثورة ان تتغير نظرتنا جميعاً‮ للأشياء ولكنني فوجئت ببعض الصحفيين يكتبون اخباراً‮ غير حقيقية‮.. وهذا بكل حال من الأحوال لا يتناسب مع ثورة‮ 25‮ يناير التي أراها كاشفة الي حد كبير‮.‬
‮ وما هو الخبر الذي أزعجك الي هذا الحد؟
‮- قرأت في إحدي الصحف خبر يؤكد أنني‮ رفضت تخفيض اجري‮.. ومن خلال قراءة الخبر لمست ان المقصود هو فلوس الشعب‮.. وهذا كلام‮ غير حقيقي فهناك منظومة يجب أن يعلمها الجميع‮.. فأنا أحصل علي أجري من المنتج صاحب العمل‮.. فالانتاج صناعة وكلما زاد رواجها زادت الدخول ثم إن وجود نجم في العمل الفني هو ضمان للحد الادني من الجودة‮.. كما أن الخبر المنشور لا يمت للحقيقة بصلة فلم يطالبني منتج بتخفيض اجري‮.. وعلي مدار مشواري الفني لم أطالب برفع أجري‮.. فالمهم بالنسبة لي الإنفاق علي عناصر العمل الفني بشكل جيد حتي نصل للمتلقي بصورة مرضية‮.. ويجب ان تعرف انني قمت بدور‮ "‬سليم البدري‮" في مسلسل‮ "‬ليالي الحلمية‮" علي مدار سبع سنوات ولم يزد اجري إلا‮ 300‮ جنيه فقط‮.. ورغم الضغوط والظروف التزمت بحق الجمهور في متابعة المسلسل ولم أهدد بالرحيل وترك الدور‮.. ولكن بدأت الامور تتغير بعد مسلسل‮ "‬نصف ربيع الآخر‮" حيث تم تعديل الاجر بما يتناسب مع عطائي الفني‮.. وعلي فكرة أنا لا أحب كلمة نجم‮.. والأجر تحدده الشركات الخاصة‮.‬
‮ ولكن بماذا تفسر الاجور الفلكيةالتي نسمع عنها والتي أصابت الجمهور بالصدمة؟
‮- سوف أتكلم عن نفسي وعن تجربتي في حكاية الاجر‮.. كما قلت إن أجري لم يزد من أول جزء في مسلسل‮ "‬ليالي الحلمية‮" وحتي الجزء السابع الا‮ 300‮ جنيه فقط،‮ وطالبت بزيادة وقلت لوزير الاعلام وقتها ممدوح الليثي إنني اقدم عملاً‮ واحداً‮ في السنة ومن حقي ان يرتفع أجري وبالفعل تم رفع اجري الي عشرة آلاف جنيه في الحلقة ومضت الأيام وعندما بلغ‮ اجري مليون جنيه كنت في منتهي السعادة‮.. وقلت في أحد البرامج إنني أتمني الاعلان عن اجري والتوجه بالشكر للجمهور الذي منحني هذه القيمة والقدر لكن هناك ما يمنع من الاعلان عن الاجر‮.. ومنها انه لابد من الحفاظ علي سرية التعاقد لان الافصاح علي الاجر يؤذي المنتج والجهة الوحيدة التي من حقها الاطلاع علي الاجور هي الضرائب‮.. كما انني اشعر بالفروق الطبقية واعرف ان مساحة الفقر واسعة وبالتالي الاعلان عن الاجور يمثل استفزازاً‮ صريحاً‮ للناس‮.‬
‮ كيف يقرأ الفنان يحيي الفخراني مستقبل مصر بعد ثورة‮ 25‮ يناير؟
‮- قلت مع بداية الاحداث إن ثورة‮ 25‮ يناير ثورة حقيقية وشعبية مثل ثورة‮ 1919‮ ويجب علينا الافتخار بها وبعد حديثي هذا ألقي الرئيس السابق مبارك خطابه الذي تعاطف معه الشعب لكن حدثت موقعة‮ "‬الجمل‮" التي أربكت الدنيا وساهمت في تصعيد الاحداث وقد يكون ما حدث في صالح مصر‮.. لكن هناك أموراً‮ كثيرة يجب ان نفعلها حتي نحافظ علي مكتسبات الثورة‮.‬
‮ ما هو الإحساس الذي سيطر عليك بعد تنحي مبارك؟
‮- بصراحة كنت رومانسياً‮ وعبيطاً‮ لأني تصورت انه بعد تنحي‮ "‬مبارك‮" مصر ستعود خلال اسبوعين كما كانت‮.. واندهشت جداً‮ من اشياء كثيرة منها رغبة الناس في عدم الشغل وادعاء البطولة وركوب الموجة وتصفية الحسابات‮.. بالمناسبة انا مع محاكمة الفساد ولكن بمستندات وأدلة وبالقانون‮.. وانتشرت فكرة اهانة الناس،‮ وهذه امور من شأنها هدم الثورة وليس البناء‮.. وأتصور ان نجاح ثورة‮ 25‮ يناير يحتاج ان تسيطر روح ميدان التحرير علي مصر كلها‮.. ففي الميدان‮ غابت الفوارق بين الطبقات وتجلت الوحدة الوطنية وظهر شباب واع هدفه تنظيف مصر ودهان شوارعها‮.. وهذا مشهد حضاري رائع،‮ وعلي فكرة لا يجب ان نغضب من النجوم الذين رفضوا الكلام وفضلوا الصمت لأن هذه تركيبات شخصية لأن الوطنية الحقيقية‮ "‬مش بالكلام‮" فقد كان يوسف ادريس ثائراً‮ في كتاباته بينما كان نجيب محفوظ هادئا فهل هذا يعني ان نجيب محفوظ ليس وطنياً‮.. كلنا مصريون‮.‬
‮ لا أعرف لماذا أشعر بالقلق من حديثك علي مستقبل مصر؟
‮- بصراحة وبدون مبالغة أنا خائف جداً‮ من المرحلة الانتقالية وأملي ان تنتهي بسرعة حتي نشعر بالاستقرار‮.. لكن رغم خوفي أشعر بالأمل ايضا ومصدر هذا الامل هو الوعي الجميل الذي لمسته عند الناس عندما ذهبت للادلاء بصوتي في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية‮.. وبالمناسبة حدث معي موقف جميل جداً‮ يوم الاستفتاء‮.. وجدت اللجنة زحمة وهناك طابور طويل فقررت الجلوس في السيارة‮.. لكن فوجئت بمجموعة من الشباب يطالبونني بالدخول‮.. في البداية توقعت انهم يعاملونني كنجم وكفنان لكن الحكاية كانت انهامشاعر طيبة من الشباب تجاه كبار السن‮.. بصراحة فرحت جداً‮ لانه لا يوجد قانون تجاه كبار السن‮.. ولكن التزام اخلاقي تجاه المجتمع‮.. كنت متأكداً‮ من تغيير وجه مصر مع حفيدي لكن الحمد لله عشت لحظة فارقة في تاريخ الوطن ووجدته يتغير‮.. والمهم ان يتوافر الصدق حتي يحدث تغيير حقيقي وملموس‮.. والعبء الأكبر يقع علي الاعلام والصحفيين بالذات الذي أتمني ان يجتهدوا لإدراك الصدق وليست الفبركة‮.‬
‮ من وجهة نظرك ما الفرق بين جمال عبد الناصر والسادات ومبارك؟
‮- بكل تأكيد الفروق ليست كبيرة‮.. فالثلاثة يمثلون الحكم العسكري‮.. جمال عبد الناصر رسخ الديكتاتورية ومنع الناس من الكلام ولم ينجح في تحقيق حلم القومية العربية،‮ وأصاب البلد بانحدار اجتماعي رهيب وهزيمة‮ 67،‮ و"السادات‮" حكم عسكري ايضا وأدخل مصر نفقاً‮ مظلماً‮ بسبب الانفتاح‮ غير المدروس والذي أراه‮ غير مفيد علي الاطلاق‮.. وفي عصر مبارك كان الفساد للركب‮.‬
الفرق ان مبارك من وجهة نظري سمح بالكلام،‮ وهذا كان مصدر تفاؤل بالنسبة لي،‮ لأن مع اتاحة الحرية في التعبير والكلام ظهرت العيوب وعلي هذا الاساس حدثت الثورة،‮ ولا يجب نسيان ان الرؤساء بشر يخطئ ويصيب،‮ وأعتبر أن ثورة‮ 25‮ يناير سوف تحدث تغييراً‮ جذرياً‮ في مصر لأنها ترسخ لحكم ديمقراطي حقيقي‮.‬
‮ البعض يري أن الرئيس مبارك دفع فاتورة أخطاء زوجته ونجله جمال‮.. ما تعليقك؟
‮- حسني مبارك دفع فاتورة حكم عسكري عمره‮ 59‮ سنة،‮ بداية من عبد الناصر وحتي عصر احمد عز وحبيب العادلي‮.. تحمل مبارك الامر وسدد الفاتورة وخرج بشكل لا يتناسب مع حجم البطولة التي بدأ بها حياته‮.‬
‮ كثير من الناس يشعر بالقلق تجاه القادم من رحم الغيب‮.. ما رأيك؟
‮- أنا واحد من الناس وخائف جداً،‮ في بداية الأحداث كنت أخشي عدم انتقال سلمي للسلطة،‮ وكنت خائفا من الفوضي لكن مع الوقت بدأت اشعر بالراحة‮.. ولكن هناك شيئا مزعجاً‮ جداً‮ اعلامياً‮.. فمن خلال القراءة عن الملك فاروق اكتشف ان الاعلام هذه الايام يتشابه الي حد كبير مع الاعلام ايام ثورة‮ 52.‬
فبعد الثورة راح الاعلام يتكلم عن العلاقات الجنسية للملك وأهمل قضايا مهمة‮.‬
‮ ألا تري معي ان نهايات الرؤساء الثلاثة مبارك وجمال عبد الناصر والسادات جاءت صادمة؟
‮- أري نهايات رؤساء مصر الثلاثة مؤسفة بكل ما تحمله الكلمة من معني‮.. تصور لو أن عبد الناصر كان مرنا وسمح بالديمقراطية وأفسح المجال لحكم التكنوقراط كان بكل تأكيد حال مصر تغير بشكل كبير‮.. وأتصور ايضاً‮ لو أن السادات لم يستعن بالجماعات الاسلامية للقضاء علي الشيوعية أكيد كانت نهايته ستكون مختلفة‮.. وأتصور ان مبارك منذ عشر سنوات سمح بتداول السلطة وتنازل عن حكم الفرد‮.. لذا أقول إن نهايات الرؤساء جاءت مؤسفة بسبب اهمال الديمقراطية‮.. فالنهايات جاءت من صنع أياديهم‮.‬
‮ كيف قرأت مشهد ظهور قتلة السادات في الفضائيات والاحتفاء بهم؟
‮- بصراحة لم أحب هذا المشهد،‮ من الممكن أن تتعامل مع الحدث اعلاميا ربما لأن المتلقي يريد ان يري قتلة السادات بعد كل هذه السنوات،‮ ولكن أرفض الاحتفاء بهم،‮ ولا أبالغ‮ اذا قلت إن هذا المشهد أضر كثيراً‮ بالاخوان المسلمين وبث الخوف في النفوس‮.‬
‮ هل تنزعج لو وصل الاخوان المسلمين الي الحكم؟
‮- بصرحة التاريخ يؤكد ويكشف ان أي دولة قامت علي اساس ديني لم تنجح ولم تحقق إنجازات وهذا مؤكد من ايام صكوك الغفران والدولة الدينية المسيحية‮.. لكن انا مع ظهور الاخوان في الحياة السياسية لان جماعة الاخوان فصيل سياسي مهم ومنظم ولا يجب أن يخرج من المشهد السياسي‮.. كما انهم قالوا إن‮ غرضهم دولة مدنية وأن يكونوا في المعارضة وطموحهم ليس الحكم‮.‬
‮ ما هو نموذج الحكم الذي تراه مناسباً‮ لمصر؟
‮- أتصور ان النموذج الامريكي مناسب وهو الذي يعطي صلاحيات للكونجرس وللرئيس ولكن أعتقد ان البرلمانية ربما تناسبنا ولكن بعد فترة يكون لدينا فيها خبرات برلمانية قوية وقادرة علي نقل مصر للأمام‮.‬
لكن بصراحة أري أننا في حاجة الي ديكتاتورية القانون‮.. وأري ان مصر تحتاج الي ديكتاتورية محمد علي وشيخ العرب همام‮.. بمعني أنني أريد ديكتاتورية محمد علي ولكن ليست مطلقة في يد الفرد‮.. أريد ديكتاتورية المؤسسات اي سيادة القانون الذي لا يفرق بين وزير وشخص عادي‮.. بمعني أكثر دقة أريد دولة يكون فيها القانون علي رقاب الجميع‮.‬
‮ بالتأكيد هناك فرق بين شيخ العرب همام ومحمد علي‮.. نريد معرفته؟
‮- الفرق كبير جداً‮ محمد علي كان رجل سياسة موهوباً‮ ولا مجال عنده للعاطفة‮.. لكن شيخ العرب همام كان عنده قلب وعاطفي ولذا دفع الثمن عندما وثق في‮ "‬علي بك الكبير‮" الذي نقض اتفاقه وعهده معه‮.. وهذا هو الفرق بينهما وعليك إدراك ان السياسة لا تعترف بالعاطفة‮.‬
‮ وهل هناك تشابه بين الملك لير والرئيس مبارك؟
‮- الي حد كبير يوجد تشابه بينهما‮.. الملك لير عاش شبابه فارساً‮ من اقوي الفرسان وعندما تقدم به العمر قرر تقسيم ملكه بين بناته الثلاث‮ "‬جزيل‮" و"ريجان‮" وكردليا‮" ثم طلب من بناته الثالث ان يعبرن عن حبهن له فقالت له‮ "‬جزيل‮" انا أحبك مثل زبدة البحر‮.. وقالت له‮ "‬ريجان‮" انا أحبك كعدد البشر‮.. لكن لم تتملق ابنته الثالثة في مدحه كما فعلت الاختان الكبيرتان فقالت له انا أحبك لأنك أبي‮.. فغضب منها وطردها من ملكه لكنها تتزوج من ملك فرنسا وتكون شديدة الوفاء لوالدها رغم أنه طردها‮.. بينما الاختان قامتا بطرد الاب من المملكة‮.. باختصار حسني مبارك مثل‮ "‬لير‮" كان لا يري الحقيقة بسبب وجوده فترة طويلة في الحكم وسماعه تملقاً‮ وكذباً‮ يحرمه من التفريق بين الحقيقة والإدعاء‮.‬
‮ هل تأثرت السينما بواقع عصر مبارك وهل تنبأت بالثورة؟
‮- السينما هي مرآة المجتمع وبكل تأكيد تأثرت لكن عليك ان تدرك انه رغم سوء المشهد كانت هناك حاجات كويسة جداً‮.. وأري ان سينما خالد يوسف تنبأت بالثورة من خلال افلام العشوائيات وعكست واقعاً‮ مريراً‮ كان بعيداً‮ عن العيون‮.‬
‮ بالمناسبة انت مع حل الرقابة علي المصنفات الفنية أم الابقاء عليها؟
‮- انا أعتقد ان الفنان هو الرقيب رقم واحد ولكن أرجو أن تكون هناك ضوابط حتي لا نجد اشياء تصطدم مع الواقع،‮ ودائما اقول إن الرقيب هو الفنان نفسه‮.‬
‮ في هذا الشهر تحل ذكري رحيل أحمد زكي وأعلم ان هناك علاقة ود قوية كانت تجمع بينكما‮.. فماذا تتذكر عن أحمد زكي؟
‮- أحمد زكي رحمه الله كان انساناً‮ عظيماً‮ جداً،‮ وكريماً‮ أيضاً‮ وأتذكر انني عندما فكرت في انتاج فيلم‮ "‬مبروك وبلبل‮" فكرت المخرجة ساندرا نشأت في الاستعانة بصوته‮.. وقلت لها احمد زكي نجم كبير وهذا لا يليق به‮.. لكنها أقنعتني وبالفعل طلبت أحمد وقلت له‮ "‬حدد الأجر اللي إنت عايزه‮" فضحك وقال حضر لي ساندوتش فول‮.. وعلبة سجائر كليوباترا،‮ وتوقعت انه لن يحضر لكن بالفعل جاء ووجد ما طلب،‮ هذا احمد زكي الفنان الموهوب والانسان المتواضع‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة