نبيل نعيم: غياب «البغدادى» يزيد من انقسام التنظيم عباس ناجى: توقعات بتنفيذ عمليات إرهابية فى الدول الغربية أنباء عن تنصيب «التركمانى» زعيماً للتنظيم بالتزكية وثق إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى السابع والعشرين من أكتوبر الجارى، شهادة وفاة عالمية لأخطر إرهابى فى العالم، وأنهى موجة الشائعات التى كانت تتدفق من حين لآخر حول وفاته. ورغم اعلان ترامب مقتل «أبوبكر البغدادى»، إلا أن حالة من التشكيك وعدم اليقين مازالت تنتاب الكثير من الخبراء والمحللين حول حقيقة هذه الوفاة، خاصةً فى ظل عدم تأكيد «أنصار البغدادى» والداعمين له من عناصر تنظيم «داعش» عبر وكالاتهم الإعلامية التى تبث من سورياوالعراق وفاة زعيمهم، إلا أنه مقاطع الفيديو التى تم تداولها خلال اليومين الماضيين التى تظهر اشلاء «البغدادى» المتناثرة وإعلان التفاصيل الكاملة لمقتل زعيم التنظيم كانت بمثابة دليل كافٍ على نهايته. ويثير مقتل «البغدادى» عاصفة من الأسئلة عن مستقبل هذا التنظيم الإرهابى بعد مقتل قائده، وهل سيتحلل التنظيم الذى حكم أراضى شاسعة من العراق والشام بعد شهور طويلة، أم سيتم اختيار قائد جديد لهذا التنظيم المطارد من عدد كبير من عدد كبير من دول العالم، خاصةً بعد نجاح عدد كبير من الدواعش فى الفرار من سجون قوات سوريا الديمقراطية فى الشمال السورى منذ بدء العملية العسكرية التركية التى حملت اسم «نبع الفرات» للسيطرة على مناطق فى الشمال وإقامة منطقة آمنة تفصل بين أكراد سوريا والقوات التركية، حيث قدر عدد الدواعش الذين تم القبض عليهم وإيداعهم فى السجون بنحو 12000 مقاتل، بالإضافة إلى 70000 من ذويهم فى مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أيضا، مثل مخيم الهول. سادت حالة من الجدل بين أنصار داعش بعد الإعلان عن مقتل البغدادى، حيث أكد عدد من عناصر التنظيم وفاته، بينما دعا آخرون إلى عدم الانجرار وراء الشائعات التى تروجها أمريكا، وأكدوا أن التنظيم لم يعلن بشكل رسمى عبر وكالاته الإعلامية وعلى رأسها وكالة أعماق الإعلامية خبر وفاة البغدادى. وحول هذه الحالة الضبابية التى اجتاحت عناصر التنظيم، أكد ربيع شلبى الباحث فى شأن الحركات الإسلامية، أن تنظيم داعش يعانى من حالة انشقاق كبيرة خلال المرحلة الراهنة، وهذه ليست وليدة اللحظة، بل كانت فى أوجها بعد خسارة داعش لمدينة الباغوز فى أبريل الماضى، حيث انشق عدد من عناصر التنظيم على وقع هروب البغدادى من ساحة المعركة وحرصه على النأى بنفسه دون أن يعبأ بأنصاره أو التابعين له. وأشار «شلبى» إلى أن التنظيم لن يتأثر بشكل أو بآخر بعد وفاة البغدادى، خاصةً أنه كانت هناك حالة من السخط الشديد على شخصية البغدادى من قبل العديد من التابعين له، وما ىؤكد ذلك تدشين عدد كبير من المعارضين والمنشقين عن التنظيم عدة تصميمات على قنوات تابعة لهم على موقع تليجرام تفضح أكاذيب أبوبكر البغدادى. وأكد أن هذه الحالة المتمردة ضد البغدادى ظهرت بشكل كبير عقب الإصدار المرئى الذى ظهر فيه أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى بعد اختفاء دام أكثر من خمس سنوات، حيث هلل بعض أنصار البغدادى بظهوره، وجددوا بيعتهم لزعيم داعش عبر منابرهم الإعلامية، فضلاً عن تهديداتهم بأنهم سيستمرون فى عملياتهم الإرهابية ضد أعداء التنظيم (حسب زعمهم). على الجانب الآخر، انتقد عدد كبير من الدواعش ظهور البغدادى، وشنوا عليه هجوماً شرساً واتهموه بأنه «قليل الحياء» ويريد التمسح بقيادات داعش الذين قتلوا فى الباغوز بينما فر وتركهم، كما وصفوه بأنه متاجر بدماء أنصار التنظيم وأشلاء المهاجرين والأنصار، ويناصر غلاة التنظيم الذين يكفرون من يتعارض معهم. أكد عباس ناجى الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام أن الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» فى هذا التوقيت له دلالات عديدة، أهمها أن التنظيم يحاول العودة من جديد إلى الساحة، بعد مرحلة التراجع التى مر بها، مستغلاً فى هذا السياق بعض التطورات الإقليمية التى طرأت فى الفترة الأخيرة، مدللاً على ذلك باستمرار الحملات التحريضية التى يبثها التنظيم من فترة إلى أخرى لدعوة أتباعه إلى «القيام بأعمال إرهابية لاسيما فى الدول الغربية». ونوه بأن المرحلة المقبلة قد تكون أخطر، خاصةً أن الأفرع التابعة للتنظيم التى أعلنت ولاءها للبغدادى قد تتحرك فى المناطق الموجودة بها سواء لتوسيع نطاق نفوذها أو لتنفيذ عمليات نوعية انتقاماً لمقتل زعميها، ولتأكيد أن الهزائم التى منى بها التنظيم فى الفترة الماضية لم تؤدِ إلى انهياره أو تراجعه بشكل كبير. وأشار إلى أن العملية العسكرية التى نفذتها الولاياتالمتحدة تمثل رسالة للمنتقدين لها ولسياستها فى سوريا بأنها لا تزال تهتم بالحرب ضد التنظيم، وما يؤكد ذلك التصريحات التى أدلى بها قائد القوات المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزى، فى 13 يونيه 2019، التى قال فيها إن «داعش فى أفغانستان ما زال يشكل تهديداً للمصالح الأمريكية»، مشيراً إلى أن «الجهود التى تبذلها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الإرهاب لم تحد بعد من طموحات داعش المتطرفة». وأوضح «ناجى» أن ترامب سعى بهذه العملية التى استهدفت زعيم داعش إلى تعزيز موقعه ومكانته، وذلك لمواجهة الانتقادات والضغوط الداخلية التى يتعرض لها، خاصة لجهة مقارنتها بخطوات نوعية اتخذها رؤساء أمريكيون سابقون فيما يتعلق بالمواجهة مع التنظيمات الإرهابية، مثل الرئيس السابق باراك أوباما الذى أعلن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، فى 2 مايو 2011، وحظى عبر ذلك بتأييد واسع فى الداخل، والرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الذى أعلن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة فى بلاد الرافدين» أبومصعب الزرقاوى، فى 8 يونيه 2006، حيث اعتبر ذلك «تطوراً كبيراً ونوعياً من الناحية العملاتية والرمزية». وفى السياق ذاته، قال نبيل نعيم الخبير فى الجماعات الإسلامية إن الانتقادات من قبل الدول الغربية لواشطن دفعت ترامب إلى اتخاذ قرار بتنفيذ عملية تصفية البغدادى، لإثبات أن الولاياتالمتحدة جادة فى محاربة الإرهاب وتسعى لإنهاء اسطورة التنظيم. وأوضح أن مقتل البغدادى سوف يفرض معطيات جديدة سواء فيما يتعلق بمدى تماسك التنظيم من الداخل، مؤكداً أن غياب البغدادى يمكن أن يزيد من انقسام التنظيم إلى مجموعات فرعية أصغر، وقد يتوحد بعضها مع تنظيمات إرهابية أخرى وفى مقدمتها تنظيم «القاعدة» الذى سوف يسعى، فى الغالب، إلى استغلال تلك الخطوة فى تعزيز نشاطه وتصدر خريطة تلك التنظيمات خلال المرحلة المقبلة. وتوقع «نعيم» أن تنبثق من داعش تنظيمات جديدة أكثر خطورة وتشدداً مما كان عليه داعش، خاصةً ان الكثير من العناصر الأجنبية باتت تتحكم فى مفاصل التنظيم وأغلبهم يتحرك بدوافع انتقامية وليس شرعية. «قرداش».. الأكثر حظاً لخلافة التنظيم بعد «البغدادى» تردد فى الساعات الأخيرة حسب تقارير اعلامية أن عبدالله قرداش والملقب بأبى عمر التركمانى، سيتم تنصيبه خلال الفترة المقبلة زعيماً للتنظيم الإرهابى وذلك بعد الإعلان عن مقتل البغدادى. وأشارت المعلومات إلى أنه منذ فترة ليست قصيرة، تمت تزكية التركمانى من البغدادى مباشرة وحظى هذا الترشيح بموافقة كل أعضاء مجلس شورى التنظيم. وينحدر قرداش من بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل شمال العراق، ويعتبره العديد من الخبراء الأمنيين أسوأ من البغدادى وأشرس ويملك نفوذاً قوياً داخل أجزاء واسعة من هيكلة التنظيم، وبالتالى مهمته الرئيسية ستتمحور حول عملين: الأول اعادة القوة إلى التنظيم بعد هزائمه فى سورية والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة فى شمال شرق سورية لتحقيق هذا العمل. والأمر الثانى، بدء عمليات ارهابية دموية فى العراق وسورية ومناطق فى العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد البغدادى. «داعش».. بداية ونهاية كانت بداية التنظيم الإرهابى «داعش» على يد أبومصعب الزرقاوى، الذى اسسه تحت مسمى تنظيم (التوحيد والجهاد) فى عام 2004 م بدعوى تحرير العراق من الاحتلال الأمريكى مستغلاً حالة السخط العربى ضد الاحتلال الأمريكى للعراق عام 2003، ومستفيداً من معسكرات تدريب المسلحين العائدين من أفغانستان التى أنشأها فى التسعينيات، ولم يمض الزرقاوى وقتاً طويلاً بعد إعلان أسامة بن لادن إنشاء تنظيم القاعدة، فبايعه عام 2004 م، وأعلن تحويل تنظيم التوحيد والجهاد إلى «قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين» وتم اعتباره فرع تنظيم القاعدة فى العراق، ثم ما لبث أن تغير اسمه إلى «القاعدة فى بلاد الرافدين» تأكيداً على أنه جزء من تنظيم ابن لادن، ثم تحول بعد ذلك اسمه إلى «مجلس شورى المجاهدين» واستمر التنظيم على هذا الاسم بعد مقتل الزرقاوى فى هجوم أمريكى على مخبئه عام 2006م. نفذ التنظيم الإرهابى منذ بداياته استراتيجية استهداف الشيعة كخيار استراتيجى باعتبارهم مساندين للمحتل محاربين لأهل السنة، ما تسبب فى خلاف بين الزرقاوى والعشائر. والفصائل السنية، خاصةً أن الميليشيات الشيعية كانت ترد على العمليات التى تستهدفها بعمليات مضادة فى عمق المناطق السنية. هذا الخلاف، جعل الزرقاوى يدرك أنه لابد من تغيير هذه الاستراتيجية، وشكل ما يعرف ب«مجلس شورى المجاهدين» الذى يضم عددا من الفصائل ووضع على رأسه عراقيا هو أبوعبدالرحمن البغدادى. بعد مقتل الزرقاوى نصَّبت القاعدة أبا حمزة المهاجر زعيماً للتنظيم، الذى أعاد هيكلة التنظيم وأطلق عليه «الدولة الإسلامية فى العراق» لكن سياسته العسكرية كانت أكثر حدة من سلفه، ما كان له دور فى تصاعد العمليات التى تستهدف المدنيين الشيعة بشكلٍ لافت، ما أحدث نوعاً من التمرد الداخلى والخارجى ضد التنظيم وتسبب ذلك فى نشوء ما يُعرف بمجالس الصحوات بمساعدة أمريكية وإقليمية عربية – وهو خليط من العشائر السنية والفصائل التى كانت تقاتل الاحتلال الأمريكى – لطرد التنظيم من مناطق الوسط والشمال السنية خاصة محافظة الأنبار وهو ما نجح بسرعة رهيبة بعد أن فقد التنظيم حاضنته الشعبية، ما جعل عناصر التنظيم وقيادته يلجأون إلى الصحارى والمناطق النائية واستمر الوضع على هذا الحال، حتى قتل المهاجر وأبوعمر البغدادى (الذى نصب أميراً لإمارة دولة العراق) فى غارة أمريكية على محافظة صلاح الدين فى 19 أبريل 2010، وبعدها بنحو عشرة أيام، انعقد مجلس شورى الدولة ليختار أبوبكر البغدادى خليفة، وفى عهده انفجرت الثورة السورية التى كانت متنفساً لتنظيمه فى مقاومة نظام بشار الأسد فى سوريا من خلال جبهة النصرة لكن بنهج مغاير تماماً للتنظيم الذى اعتمد فى بداياته على استهداف القوات الأمريكية والشيعة والقوات العراقية. كانت بداية الخلاف بين داعش وجبهة النصرة فى سوريا فى 9 أبريل 2013، حيث ظهر تسجيل صوتى منسوب لأبوبكر البغدادى يعلن فيه أن جبهة «النصرة» فى سوريا هى امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن فيه إلغاء اسمى جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية «تحت اسم واحد وهو الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، قابلت جبهة النصرة الانضمام إلى تنظيم الدولة فى بداية الأمر بتحفظ شديد ورفضته. لكن سرعان ما تحول الخلاف بين التنظيمين إلى معارك دامية، بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى بما فيها «النصرة» تنظيم داعش بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ والتشدد فى تطبيق الشريعة وتنفيذ إعدامات عشوائية، خاصة أن جبهة النصرة أعلنت تأكيدها فى ذلك الوقت على التزامها بتعاليم ايمن الظواهرى (زعيم تنظيم القاعدة) الذى طالب داعش بالتركيز على العراق وترك سوريا ل«جبهة النصرة»، وهو الأمر الذى اعترض عليه «البغدادى» ودفعه للانشقاق والتمرد على الظواهرى، وأصر على تنفيذ مخططه بالسيطرة على سورياوالعراق ووضع كامل الأراضى تحت سيطرة داعش علاوةً على سعيه إلى دمج كل التنظيمات تحت رايته ومن كان يرفض ذلك كان يعلن خروجه من الإسلام ويصفه بالكافر ويلزم بحتمية قتاله حتى يردعه عن أفكاره ويعلن البيعة للبغدادى. وبعد نجاح داعش فى إحكام سيطرتها على كامل مدينة الرقة السورية وعلى مدينة الموصل – ثانى أكبر المدن العراقية – وما تلاها من السيطرة على عدة محافظات عراقية هى صلاح الدين وجزء من ديالى والأنبار، أعلن أبومحمد العدنانى المتحدث باسم داعش فى نهاية يونيه 2014 ما تسمى دولة الخلافة الإسلامية وتنصيب أبوبكر البغدادى زعيماً للتنظيم الذى أصبح اسمه فيما بعد «الدولة الإسلامية» بدلاً من مسى الدولة الإسلامية فى الشام والعراق. أخطر إرهابى.. من دراسة القانون إلى الانتحار إبراهيم عواد البدرى المعروف بأبوبكر البغدادى، عراقى نصبه تنظيمه المنبثق عن تنظيم القاعدة زعيماً له، ودعا كل المسلمين لبيعته وطاعته، ولد عام 1971 فى مدينة سامراء العراقية لعائلة متدينة، وهو ينتمى إلى عشيرة البدرى، حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية، ثم حصل على الدكتوراه فى القانون الإسلامى من الجامعة ذاتها فى العام 2000. التحق البغدادى بجماعة التوحيد والجهاد التى تستلهم نهج تنظيم القاعدة. وقد اعتقلته قوات الاحتلال أواخر عام 2005، وسجن لمدة أربعة أعوام فى سجن بوكا فى البصرة حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم. وقاتل البغدادى القوات الأمريكية فى العراق تحت إمرة الزرقاوى حتى مقتل الأخير فى غارة أمريكية عام 2006 ومن بعده خليفته أبوعمر البغدادى الذى قتل هو الآخر فى العام 2010، وهو العام الذى تزعم فيه أبوبكر البغدادى تنظيم دولة العراق الإسلامية. انتهز البغدادى فرصة اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، فأرسل مساعده أبومحمد الجولانى إلى سوريا لكى يكون لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل جبهة النصرة، وفى أبريل 2011، ظهر البغدادى فى تسجيل صوتى يؤكد فيه أن جبهة النصرة فى سوريا هى امتداد لتنظيمه الإرهابى، وأعلن توحيد اسمى جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية تحت اسم واحد وهو الدولة الإسلامية فى العراق والشام، ومع تزايد نفوذ الجولانى بسوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شن البغدادى حربا على جبهة النصرة ما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة. فى 29 يونيه 2014 تم تنصيب البغدادى خليفة ما أطلق عليه «الدولة الإسلامية»، وفى يوم الجمعة 4 يوليو 2014 ظهر البغدادى لأول مرة بشكل علنى خطيبا للجمعة على منبر المسجد الكبير بالموصل خلال شريط مصور بثه تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بداعش. ومنذ هذا التاريخ لم يظهر البغدادى بشكل علنى فى فيديو مرئى خاصةً بعد خسارة التنظيم المساحات الشاسعة التى سيطر عليها فى سورياوالعراق فى أوائل عام 2019 مع خسارته لمدينة الباغوز شمال سوريا فى مارس ونجاح قوات سوريا الديمقراطية فى طرد عناصر التنظيم، إلا فى إصدار مرئى بثه التنظيم الإرهابى فى أبريل الماضى، لزعيمه تحت عنوان «فى ضيافة أمير المؤمنين» الذى بثته مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة للتنظيم فى أبريل الماضى وكان بمثابة فيديو النهاية لأخطر إرهابى فى العالم، حرص فيه على تحريض اتباعه على شن المزيد من العمليات الإرهابية. الذئاب المنفردة تثير الرعب بعد مقتل أبوبكر البغدادى كشفت تقارير صحفية واستخباراتية غربية وجود غموض شديد فيما يتعلق بخليفة أبوبكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، بعد مقتله فى عملية عسكرية أمريكية شمال غرب سوريا أمس الأول. وأشارت تقارير صحفية إلى أن عبدالله قرداش، الملقب بأبى عمر التركمانى، الضابط البارز السابق فى الجيش العراقى خلال فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين، هو أبرز المرشحين لخلافة البغدادى. وأكدت إذاعة «مونت كارلو» أن اختيار التركمانى، المعروف باسم «المدمر»، جاء قبل مقتل البغدادى بفترة طويلة. وكان «التركمانى» معتقلاً فى سجن بوكا، الذى كان يضم البغدادى، وسبق أن شغل منصب القاضى الشرعى العام لتنظيم القاعدة الإرهابى، وهو خريج كلية الإمام الأعظم فى مدينة الموصل. وتولى «التركمانى» منصب أمير «ديوان الأمن العام»، فى سورياوالعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل «داعش»، والمسئول عن حماية القيادات والتخلص من أعداء التنظيم الإرهابى. وحذّر محللون أمنيون من أن مقتل البغدادى لا يعنى نهاية الإرهاب أو تنظيم داعش. وأكد جان بيير فيلو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط فى باريس، أن مقتل البغدادى يمثل ضربة موجعة لتنظيم داعش، ولكنه لا يعنى نهايته. وأشار إلى أن تأثير مقتل البغدادى على داعش سيكون أقل كثيراً من تأثير مقتل أسامة بن لادن فى عام 2011، على تنظيم القاعدة. وفى نفس السياق، قال هشام الهاشمى، محلل الجماعات المتطرفة فى بغداد، إن مقتل البغدادى يمكن أن يؤدى إلى ما يشبه الهدنة فى العمليات الإرهابية فترة قصيرة، حتى يتم تنصيب زعيم جديد للتنظيم الإرهابى، والبدء فى عملية ترتيب الصفوف مرة أخرى. إلا أن مصادر أخرى توقعت وجود عمليات انتقامية واسعة النطاق من جانب أنصار داعش بعد مقتل زعيمهم. وأشارت إلى وجود ذئاب منفردة، أو خلايا إرهابية نائمة، منتشرة فى العديد من الدول العربية والأوروبية والولاياتالمتحدة، يمكن أن تكون نواة لعمليات إرهابية انتقامية واسعة النطاق خلال الفترة المقبلة. على الجانب الآخر، توقع مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، FBI، أن يحاول تنظيم القاعدة استغلال مقتل البغدادى فى اجتذاب عناصر داعش إلى التنظيم الإرهابى الدولى، بعد سلسلة الخلافات الشديدة التى طالت العلاقات بين التنظيمين الإرهابيين خلال فترة زعامة البغدادى.