نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرًا تحت عنوان "لماذا يحارب الاسرائيليون والفلسطينيون وكذلك الديمقراطيون والجمهوريون فى امريكا على مدينة القدس؟!. واضافت الصحيفة: "انه من خلال التخلى عن دعم القدس كعاصمة لإسرائيل من برنامجه، أثار الحزب الديمقراطي أحدث جدل عنيف حول المدينة المتنازع عليها بشدة. واوضحت الصحيفة ان القدس من اكثر المدن ذات الطبيعة الخاصة والمتميزة فى العالم، لما تحويه من اثار ومقدسات متنوعة تعود الى ثلاثة الاف عام ويتم النزاع عليها منذ الاف السنين . وفى الاونة الاخيرة أصبح الوضع في المدينة نقطة خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين بالولاياتالمتحدة، فكلا الحزبين يتنافس ويتسابق لدعم اليهود الأمريكيين، وهم الكتلة المؤثرة وكذلك الكعب العالي، بين الناخبين الامريكيين. واندلعت أحدث ضجة بعد ان أصدرت اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC) التابعة للحزب الديمقراطى نسخة من مشروع برنامج الحزب في وقت سابق هذا الاسبوع دون ان يشير إلى ان القدس عاصمة لإسرائيل، على عكس ماحدث فى انتخابات عام 2008، وقد اثار هذا الاستبعاد عاصفة كبيرة، واعتبره البعض تغيرًا دراماتيكيًا يشير إلى تغيير السياسات. وقال بيان اللجنة الوطنية الديمقراطية:"إن إدارة "أوباما" اتبعت نفس السياسة السابقة التى اتبعتها الإدارات الأمريكية تجاه القدس من كلا الطرفين الجمهورى والديمقراطى منذ عام 1967". وقال البيت الابيض منذ عدة أشهر، ان وضع القدس هو قضية يجب أن تحل في مفاوضات الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ماجاء فى برنامج الحزب فى 2008". واشارت الصحيفة الى ان جوهر هذه القضية هو ما إذا كان على الولاياتالمتحدة أن تدعم ادعاء إسرائيل بأن المدينة "عاصمة أبدية موحدة" للشعب اليهودي", وإذا فعلت الولاياتالمتحدة ذلك، فإنها ستقوم بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وهو ما وعد به المرشح الجمهورى للرئاسة "ميت رومني" خلال زيارته مؤخرا للمدينة. الا ان الشىء الذى يجب الاشارة اليه هو: "ان كل الادارات الامريكية المتعاقبة منذ تأسيس دولة إسرائيل ترفض اتخاذ هذه الخطوة، وكذلك أغلبية البلدان الأخرى. وقالت الصحيفة "انه عندما وافقت الأممالمتحدة على خطة لإقامة دولة إسرائيل الحديثة في عام 1947، فإن عملية تقسيم فلسطين التاريخية بين اليهود والعرب، شملت تصورا للقدس يقوم على ان المدينة ستظل ذات طبيعة دولية يديرها مجلس أمناء، وقبل القادة الصهاينة الخطة لكنهم أعلنوا استقلال المدينة في عام 1948، مما أدى الى الحرب مع العرب، الذين رفضوا الاقتراح. وبمضى الوقت توقف القتال بعد ذلك بعام، بينما كان اليهود يسيطرون على القدسالغربية، في حين سيطر الأردن على الجزء الشرقي من المدينة، بما في ذلك المدينة القديمة المسورة. وخاضت إسرائيل حربا أخرى في عام 1967، بكل ثقلها، واستولت على القدسالشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في ستة أيام. ومنذ ذلك التاريخ اعلن قادة إسرائيل القدس "عاصمة أبدية موحدة" للشعب اليهودي. وأعادت اسرائيل رسم الحدود في المدينة لتشمل الأماكن المقدسة والهضاب المرتفعة، واصبح العرب اقلية، بينما يستحوذ اليهود على ثلاثة أضعاف ما يستولى عليه العرب من الأراضي في المدينة. وفي عام 1980، ضمت إسرائيل القدسالشرقية رسميا باصدار قانون، وهو ما أثار رد فعل قوي من الأممالمتحدة، حيث أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 478 باجماع الاعضاء وامتناع عضو واحد فقط (الولاياتالمتحدة)، معلنا أن القرار الاسرائيلى "لاغيا وباطلا"، ودعا إسرائيل بإلغائه مقابل صنع السلام مع الفلسطينيين. وعلى الجانب الاخر يطالب الفلسطينيون أيضا بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وتعتبر المدينة ثالث أقدس مدينة في الإسلام، فهى موطن لقبة الصخرة والمسجد الأقصى، بالاضافة الى وجود المعبد اليهودى وظلت المدينة فترة طويلة تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية . وترفض العديد من دول العالم والمنظمات الدولية ما تقوم به اسرائيل من محاولات لتهويد المدين المقدسة وطمس الاثار العربية الاسلامية فى المدينة، ولهذا السبب، حافظت معظم الدول على الابقاء على سفاراتها في تل أبيب، باستثناء بلدين فقط هما اليونان وإيطاليا، لديها سفارات في القدس، وإذا نفذ "رومني" وعده فى حالة فوزه على "اوباما" فى الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، ستكون الولاياتالمتحدة الدولة الثالثة التى لها سفارة فى القدس.