لا تكف العناصر الإرهابية عن أعمالها الإجرامية سواء في قتل الأبرياء أو استقطاب الشباب وتجنيدهم، و إرهاب وقتل كل من يخالف فكرهم الدموي، فهي تنتشر مثل الخلايا السرطانية داخل العقول البشرية وتسيطر عليها وتحكم قبضتها من خلال منصات التواصل الاجتماعي مستغلين الظروف الاقتصادية لإشاعة الفوضي في البلاد من جانب و جهل البعض من جانب آخر. وفي هذا السياق أكد عدد من الخبراء أن تنظيم داعش لا يتواصل بشكل مباشر مع الشباب لتجنيدهم بل من خلال استخدام التطبيقات الإلكترونية الحديثة مثل تطبيق TikTok وغيرها على عكس الجماعات الإخوانية، مشيرين إلى أن الشباب العربي يعاني من حالة تغيب فكري عارمة. ولفتوا إلى أن الحروب أصبحت فكرية من خلال اللعب بالعقول البشرية، منوهين بأن جهل الشعب بالمؤامرات التى تحاك ضده فجر ثورة 25 يناير دون وعى بالمخاطر الخارجية المتربصة بالوطن. جدير بالذكر أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف أكدت أنها تتابع ما تقوم به الجماعات الإرهابية والمتطرفة من محاولات لخداع الشباب، واستقطابهم للوقوع فريسة سهلة في شباك الإرهاب والتطرف، حيث استخدم تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا تطبيق TikTok الشهير لجذب الشباب إلى الانضمام إلى صفوفه. قال ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن تنظيم داعش الإرهابي لا يعتمد بشكل مباشر على تجنيد الأفراد، لكن يستخدم منصات التواصل الاجتماعي للتغل داخل العقول الفارغة واستقطبها في العمليات الإرهابية، موضحًا أن الدواعش يستخدمون العالم الافتراضي لنشر فكرهم و بعث مقاطع فيديوهات التنظيم. وأضاف فرغلي، أن تنظيم داعش يختلف عن جماعة الإخوان من حيث الجماعة متواجدة بين أفراد الشعب و في المصالح الحكومية و يمكنهم التعبير عن رأيك في المجتماعات و التواصل مع الشباب بشكل مباشر، لافتًا إلى انه في حين تنظيم داعش يجند الشباب عن طريق عدة مراحل خلف الشاشات الإلكترونية و يشعر الفرد بأنه ضعيف الإيمان و الإنضمام إلى التنظيم هو الملاذ الوحيد له للقرب من الله. وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الجماعات المتطرفة بمختلف أطيافها تلعب في عقول الأطفال أيضًا من خلال ألعاب الفيديو العنيفة، مؤكدًا أن الحرب الآن أصبحت حرب فكرية مع اختلاف الوسائل المستخدمة مستغلين أيضًا تذبذب الهوية لدي الشباب الأوروبي ومشاكل اليمين المتطرف و اللاجئين المهاجرين لإنضمامهم إلى التنظيم الغاشم. وبدوره، قال اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، إن الحكومات لا تسطيع غلق منصات التواصل الاجتماعي التى تحرض على العنف و الإرهاب و على رأسها تطبيق TiK TOK ، مؤكدًا على أن وراء هذه المواقع التى تبث الفكر الإرهابي عدد من أجهزة المخابرات الدولية التى تستهدف الشباب العربي. وأضاف المقرحي، أن توعية الشباب من خلال الإعلام المرئي والمسوعي هو الحل الأمثل لمواجهة تلك العصابات الإرهابية، لافتًا إلى أنه يوجد مؤامرات تحاك ضد الشرق الأوسط؛ لتقسيمه إلى دويلات لكي تظل إسرائيل هى المهيمن على أقدار الشعوب العربية. وأكد الخبير الأمني، أن الشباب يعيش حالة من التغيب الفكري و العقلي و الديني، متابعًا" لو كان الشعب يعى لما يدور حوله لما فجر ثورة 25 يناير التى تعتبر مؤامرة نفذت بعناصر إرهابية على المقايس وتعاون فيها الموساد الإسرائيلي مع أذرعتهم المجندة أمثال قطر و تركيا".