يعتبر المهاتما غاندي، الزعيم الروحي للهند والسياسي البارز وذلك من خلال استقلال الهند واجلاء الاستعمار البريطاني حيث عرف بدعوته لمقاومة الاحتلال والظلم ب"اللاعنف والسلمية" ليصبح يوم ميلاده الذى يناسب 2 من أكتوبر كل عام يوما دوليا ل "اللاعنف". ويحل اليوم 2 أكتوبر، ذكرى مرور 150 عاما على ميلاد غاندي، الذي أثرى الحياة الإنسانية بمسيرته الفريدة ومقولات العظيمة، المستمرة التى ترددها الأجيال على مر العصور على الرغم من رحيله. ميلاده ولد موهانداس كرمشاند غاندي المشهور بلقب المهاتما في بوربندر بولاية غوجارات الهندية حيث كان ينتمى لعائلة تتميز بتاريخ كبير من العمل السياسي فقد تقلد جده وبعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، اضافة الى ان العائلة تمتلك مشاريعا تجارية مشهورة. قضى طفولة عادية وتزوج في سن الثالثه عشرة من عمرة وفقا لتقاليد الهند المحلية، حيث رزق من زواجه بأربعة أولاد. يعتبر المهاتما غاندى أول الداعمين للثقافة التى تنبذ العنف اضافة الى أنه يعتبر أوائل المشجعين والمؤيدين المقاومة بشكل سلمى فقد عرف بمناصرة المنبوذين في دولته حيث كان من ضمن الأشخاص الذين بذلوا جهدهم كله لحماية الوطن بشكل سلمى ومقاومة الاحتلال البريطاني في السنوات الأخيرة التي عاشها غاندى توجَّه نحو دعوة الهندوسيِّين القاطنين في الهند إلى احترام الديانات الأخرى الموجودة هناك، ومن هذه الديانات ديانة الإسلام، حيث دعاهم إلى احترام حقوق هؤلاء المسلمين، ولكن الطلب أدّى إلى استشاطة غضب الهندوسيّين المُتعصِّبين، فاتّهموه بالخيانة، ثمّ اغتالوه. نشأته في سن السابعة عشر توفى والد غاندى ليتولاه أخوه الكبير ثم رشحه ليتولى رئاسة الاسرة ليحتل مركزا في الوزارة مثل والده لانه لاحظ الذكاء والقدرة على العمل والاجتهاد ولكن كان يتوجب عليه الدراسة في احدى جامعات الهند او خارج البلاد ليتولى هذا المنصب فاختار جامعة بافنجار وتحديد كلية ساملداس فيها ولكن في نهاية السنه الاولى عادل لمنزله واختار دراسة القانون؛ تكريماً، واحتراماً لوالده. نشأته التعليمية عمل بمهنة المحاماة لمدة عامين في الهند ولكن فشلت محاولاتها في تعلمها حيث كانت اولى تجاربه ولكن لم يحالفه الحظ في خزض التجربه حيث كانت كيفية عمله بالمهنه لم تكن مرضية فقد أثر على نفسه ممارستها بصدق حيث يبتعد عن محاولة كسب القضايا بالحيل . وسافر غاندى لمناطق جنوب أفريقيا، لتقديم المساعدة إلى كبار المحاميين من الأجانب، وليس لمُمارستها، وعرف القضيّة التي يجب أن يُفنيَ حياته في سبيلها، ووضعَ قَدَمه على بداية الطريق، لنتهى به ذلك بترأُّسه للهند كاملة. وضع دستور البلاد عام 1908م، حيث أدّى إلى استقلال الهند. ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ غاندي كان يُقيم حملات؛ للمُقاومة السلميّة في الهند، حيث تبعه بعض الهنود في هذه الحملات؛ بسبب إيمانهم الشديد به، وبمُعتقداته التي تدعو إلى نَبذ العنف، واجتنابه. كان بعض العُمّال الذين يسكنون في الجنوب، ومنهم: صينيّون، وإندونيسيّون، وهنود، ووثنيّون، وزنوج لم يكونوا مؤمنين بمبادئ زعمائهم، كانوا جميعهم يتبعون غاندي، لأنهم يعلمون مقدار إخلاصه، وموثوقيّته، وممّا يجدر ذِكره أنّ غاندي كان يترك الأعمال التي تؤول إلى الربح المادّي كلّها، حيث وهب ماله؛ في سبيل إعانة المُحتاجين، والمظلومين، فكان يسكن معهم، ويأكل من طعامهم،اضافة الى تخلّىه عن مظاهر الحضارة كلّها، فتبعه الجميع . انجازاته حقق غاندى العديد من الانجازات العديدة في الهند، وفي البلاد الأخرى التي زارها، على رأسها السعى في سبيل تعزيز ثقة الهنود المُهاجرين، وزيادة أمانهم، وتعزيز أخلاقهم، وإنشاء صحيفة تحمل اسم الرأي الهنديّ، حيث عبَّر من خلالها عن مبادئه الداعية لمبدأ اللاعُنف. حرص غاندى على تأسيس حزب يحمل اسم "المُؤتمر الهنديّ لنتال"،ليستطيع من خلاله الدفاع عن العُمّال الهنود، ومناصرتهم. محاولة تغيير القانون الذي ينصُّ على أنّ الهنود لا حقَّ لهم بالتصويت. أجبرالحكومة البريطانيّة تتراجع عن قرارها في تحديد وجهة الهجرة الهنديّة إلى الجنوب الأفريقيّ فقط. السعي إلى إلغاء القانون الذي ينصُّ على عدم تنظيم عقود زواج لغير المسيحيّين. أبرز أقواله "لا أتوسل للهند أن تنبذ العنف لضعف فيها أريدها أن تنبذ العنف مدركة لقوتها وجبروتها فحمل السلاح ليس دليلا على القوة" "لا يمكنني تعليل وجود الشر بأي طريقة منطقية، لأنني إن حاولت ذلك جعلت نفسي مساويًا لله سبحانه ولذلك لدي ما يكفي من التواضع للقول بأنني أعرف أن الشر موجود ولكن لا أعرف سبب وجوده وإنني أؤمن أن الله صبور وطويل الأناة لأنه يسمح بوجود الشر في العالم". "النصر الذى يحقق من خلال العنف مساو للهزيمة، لأنه مؤقت". "لا بد أن نبحث دائمًا عن حلفاء لأنفسنا مع الجزء من العدو الذي يعرف الحق". "أولًا يتجاهلوك، بعد ذلك يسخرون منك، بعد ذلك يحاربوك، بعد ذلك تنتصر". "ليس هدفي أن أصنع سيرة ذاتية حقيقية، أنا أريد ببساطة أن أقول قصة خبراتي مع الحقيقة.. لأن حياتي ليست إلا هذه الخبرات". وفاته اغتِيلَ المهاتما غاندي على يد بعض الهندوسيّين الذين اشتد غضبهم منه نتيجة دعوته لاحترام المسلمين، واحترام حقوقهم، واعتبروا دعوته تلك بمثابة خيانة، ليقرَّروا اغتياله، والتخلُّص منه، ممّا أدّى إلى إطلاقهم ثلاث رصاصات عليه، فتُوفِّيَ في الثلاثين من كانون الثاني/يناير من عام 1948م، عن عُمر يُناهز 78 سنة.